ثقافة

الشاعرة التونسية و العربية المتميزة ، سمراء الجنوب نجوى النوي تكتب “أفق هنا الذاكرة”

الشاعرة التونسية و العربية المتميزة ، سمراء الجنوب نجوى النوي تكتب “أفق هنا الذاكرة”

“أفق هنا الذاكرة” هي واحدة من الكتابات للشاعرة التونسبة و العربية المتميزة في عالم الإبداع الأدبي ، سمراء الجنوب السيدة نجوى النوي ، التي كانت لها مشاركات و حضور كبير و قوي في العديد من المهرجانات و اللقاءات الأدبية عموما ، لاسيما تلك التي تعنى بالقافية و الكلمة المعبرة من القصيد على إختلاف المواضيع ، حيث تقول :
أمتطي صهوة
أسرجتها أحزاني
فيذكّرني العلو
بما علق بالذاكرة
نخلي الولود…صابة القمح
جمالي المحمّلةِ بالصبر
عيوني المسافرة
و أنحني لم أعتد
ناطحات السحاب تلك
ولا العراءَ أمامي … ولا الأكل المعلّب
المغموس جدا…بعرق اخوتي
ولا الأرض التي أخاف
الوقوف عليها
ولا الشراب المر …
الممزوج بدمنا
و بعيدة أيضا
عن النفوس الماكرة
و يذكّرني العلو
بماضينا أيامَ كنا أطفالا
كيف تعلّمنا على الجد
رفع رؤوسنا
و السير مضيّا على مدامعنا
على أحزاننا المتناثرة
و يذكرني العلو
أنّنا أمواج بلا بحار
و أنّنا جبال بلا انحناءات
و أنّنت دماء تُغرق الأرض
حتى الرّواء …و أنّنا أسمى
من علياءهم الكاذبة
أنّنا أغلى من أحقادهم السافرة
قل : للذي يدرك
أنّا لسنا العُراة
و أنّا جبالا من الصّبر
قدّت لأجل الثبات
و أنّا على الشوك نمشي
على الجُرح ننمو…نمرّ حفاة
و مهما تطول سنون التدنّي
نجوب البلاد…نلوذ غُزاة
نرُد الدّيار
نبُثّ العروق …تدبّ الحياة
لنا يشهد الزمن…منذ القدم
أنّا نسير بدرب النجاة
و أن الدروب مهما تلوّت
حتما …لنا الآخرة
و مهما اهتززنا اضطرابات
لنا…عتابا هنا
سرابا…يظل للعلم
يوما …يُعرّي الطُّغاة
قل: للذي يدرك
أنه يخاف الصعود الينا
و يزحف رُعبا…اذا ما مشينا
اذا ما نظرنا….نصبّ الظنون من ماقينا
فتنساب منهم شكوك التعالي…اذا ما نوينا
ليدركوا…أنهم عابرة
قل: للذي يدرك
أنّا السيوف بالقلب
لم تصدأ
و صوت الحوافر
فينا لم يهدأ
صهيل المعارك…اليوم يبدأ
يجرّ الرجال …لدين قديم
سرى بالثنايا
في صوت مبدأ
فكيف سنبدأ…كيف سنبدأ
و الجُرح لم يلتئم ضماده
و حزنا تجزّأ
قل للذين يدركون
ان حقدهم لم يترك
أماكن شاغرة
نحن هنا…دماءً متناثرة
نرُد…نرد…ما سُلب
من هذه الذاكرة
و يذكّرني العلو
بيوم اشتداد الحر
تقوى العزائم
فتشتعل دماءنا
و تنساب أكثر في الانفعال
أدرك الزمن…أنّا من الصابرين…
و أنّا في الشدائد…عابرين
و أنّا رغم تلوّن المكائن
قادرين…و نحن نسيرمعا
و جوهنا باشرة
لا نعرف لليأس طريق
و غير مُبالين…بذات الحريق دماءنا فائرة
قل للواقف على مشارف مدامعنا…يتدلّى منك
عرق قليل…قليل
أمازال في سرب الخراب
بعض عويل
مازالت حبّات الرّمل
تشهد مسرحةً للرّحيل
تتنقّل مُبلّلة…ها هنا
إلى جبهة المستحيل
قل للرّاقد…بالثرى
العين ساهرة من هناك
تشير للدّليل
مازال في جراب أركاننا
شبه مثيل
و مازال يرقبنا الجليل
و مازالنا على عادة الجدّ
لا نرضخ…و ان تاه السّبيل
قل للواقف على مشارف مدامعنا:لا تزال قلوبنا
ساهرة
و يذكّرني العلو
بالحفر…و الحفر عميقا
بالذّاكرة
نَسجت خيوط الامها
يظلّ العرق فينا يرف
يا دمها المنثور
سواقي…يرويها
لا…لا تخف
و تكون شاهدة على ما يدور
ها أنا ….أقفْ …..أقفُ…لأسكبَ
بعضا من أحلامها
بعضا من امالها
لا فرق بين طين البدء
و كثبان الخزف
قد ننحت ماضيّعته
أيادينا…أو أياديهم
و قد لا نقدر على تحقيق أمانينا…في حين تصدُق أمانيهم…و لاكنّا لا …لا نقف
قف…نحن هنا
نزكّي ما بقي من الوريد
من دماء لا تجف
و تمخرُني …تحفر جُمجمتي
لانوم سارٍ بالجفون
أفيقي!!..قد تنز القاطرة
قد تُبلّل أرضي العطشى
و تروي شفاهي
و حلقي الغائب منّي
منذ العاشرة
يا دمها المنثور من هنا
من أوّل حبّةٍ في البدء
إلى آخر نقطةٍ…بالآخرة
أفق …أفق … هنا الذّاكرة

هذا و قد عقدت مؤخرا الشاعرة جلسة عمل مع الهيئة المديرة لصالون السيليوم الثقافي بالقصرين لتقييم مشاركاته خلال الصائفة الماضية و من أجل تحديد موعد إنطلاق نشطاته في موسمه الثاني التي ستكون ابتداء من تاريخ 08 أكتوبر بتوقيع إصدارين جديدين ، الأول بعنوان “إبني على العين” للأستاذ الشاعر محمد العلاقي و إصدار “حملوني ما أقول” للأستاذة الشاعرة فاطمة بركاوي ، فبالتوفيق لسمراء الجنوب الشاعرة العربية نجوى و النوي و مزيد من الإصدارات للأساتذة المذكورين.

الطيب بونوة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى