أحوال عربيةأخبارأخبار العالم

اتفاق الهدنة في غزة انجازا للمقاومة وفشل للاحتلال

“اتفاق الهدنة في غزة انجازا للمقاومة وفصائلها وفشل للاحتلال بتحقيق أهدافه”

رام الله – أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، رمزي رباح، أن اتفاق الهدنة الإنسانية في قطاع غزة هام وضروري، ويسجل كانجاز للصمود والمقاومة بعد 47 يوما من العدوان الإسرائيلي والتدمير الشامل والمجازر المروعة بحق المدنيين الفلسطينيين، ويؤشر على فشل أهداف العدوان الاسرائيلي بتدمير قدرات المقاومة واستعادة الأسرى الإسرائيليين، وتهجير الفلسطينيين خارج القطاع، والتحضير لسيناريوهات ما بعد الحرب، من خلال السيطرة على غزة وإخضاعها للسيطرة الأمنية الإسرائيلية.

وأوضح رباح خلال مشاركته في برنامج “ملف اليوم” عبر تلفزيون فلسطين، أن دولة الاحتلال نجحت فقط بتنفيذ المجازر المروعة بحق المدنيين وفشلت بأهدافها الأخرى، ويتضح ذلك من خلال قبولها اتفاق الهدنة وصفقة تبادل الأسرى مع المقاومة الفلسطينية.

وأضاف عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لترير فلسطين أن اتفاق الهدنة الحالي قد يكون طريقا لوقف إطلاق النار أو وقف مؤقت للقتال، وإقرار دولة الاحتلال أن المعركة الحالية يصعب حسمها عسكريا، لأنه كلما طالت مدة المعركة، انحسر الغطاء الدولي عنها، الأمر الذي يؤدي إلى إحراج دولة الاحتلال والإدارة الأمريكية وبعض الدول الغربية؛ الشريكة والمؤيدة للعدوان على قطاع غزة.

وقال رمزي رباح أن الحصانة التي تحظى بها دولة الاحتلال الاسرائيلي من بعض الدول الأوروبية تتلاشى تدريجيا، نتيجة الضغط الشعبي والمسيرات التضامنية مع الشعب الفلسطيني، وخاصة في الولايات المتحدة الامريكية والدول الاوروبية وتحركات الشارع العربي الذي بدأ يضغط باتجاه تنفيذ قرارات قمة الرياض من كسر للحصار ووقف إطلاق النار.

وأشار عضو المكتب السياسي للجبهة أن اتفاق الهدنة في غزة لا يعني أن جيش الاحتلال الاسرائيلي سيوقف عملياته في الضفة، حيث أن مسلسل عمليات القتل والاقتحامات اليومية في الضفة مستمرة، واعتداءات المستوطنين على القرى والتجمعات الفلسطينية وخاصة في الاغوار وجنوب الخليل والقدس، مؤكدا أن المعركة في غزة والضفة المحتلة واحدة ومترابطة والمصير الفلسطيني مشترك، لان حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة تعتبر أن ميدان الحسم الرئيسي هو في الضفة، وخاصة فيما يتعلق بالضم والتهويد وتوسيع الاستيطان والسيطرة على الأراضي، ومنع إقامة دولة فلسطينية مستقلة.

وذكر أن تعزيز قدرات وصمود الشعب الفلسطيني سيكون له تأثيرا وشأنا كبيرا في إفشال المشروع العدواني الاسرائيلي القائم على القتل والارهاب، والذي يمارسه نظامه الاستعماري الاستيطاني العنصري منذ عام 1948، منوها أن إفشاله بات ممكنا بالإرادة والوحدة والمقاومة الفلسطينية، وتماسك الموقف الفلسطيني الشعبي والوطني، رغم بعض الإشكالات والتباينات.

وأوضح عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أن القضية الفلسطينية تحتاج إلى مشروع فلسطيني فاعل لمواجهه كل التحديات، وان المطلوب رؤية سياسية فلسطينية مشتركة، توجه خطابا للعالم ، تطالب فيه بحقوق الشعب الفلسطيني وفق قرارات الشرعية الدولية، عبر عقد مؤتمر دولي لإنهاء الاحتلال واقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس وضمان حق اللاجئين بالعودة.

ولفت رباح إلى أهمية وحدة الإطار القيادي الفلسطيني بمشاركة جميع الفصائل والقوى في إطار منظمة التحرير، مشيرا إلى مساعي الجبهة الديمقراطية مع قوى أخرى للبدء بحوار وطني جاد، لتوحيد كل القوى بما فيها حركتي حماس والجهاد الإسلامي كونها من النسيج الفلسطيني وجزء فاعل من الحركة الوطنية تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية، لتعزيز مكانتها كممثل شرعي ووحيد، خاصة في ظل المساعي لإيجاد عناوين أخرى لتمثيل الفلسطينيين، وما يرتب من السيناريوهات الأمريكية المطروحة بهذا الشأن.

وتابع رمزي رباح أن مشروع دولة الاحتلال بتهجير الشعب الفلسطيني، يمكن مقاومته بموقف صلب وتماسك قيادي فلسطيني، مع أهمية المواقف الصلبة والحازمة للأردن ومصر الرافضة لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، والتي لعبت دورا رئيسيا حيث أغلقت الباب أمام هذا المشروع بصفته يشكل تصفية للقضية الفلسطينية، منوها أن خطره لا زال قائما.

وفي نفس السياق، تحدث رباح عن ازدواجية المعايير لدى بعض دول العالم، التي تفتقد العدالة والإنصاف وترفض الانصياع للقوانين الدولية والالتزام بها بما يتعلق بالفلسطينيين، مشيرا إلى فشل المجتمع الدولي في تنفيذ القرارات التي أخذت في الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي لوقف إطلاق النار وتنفيذ الهدن الإنسانية.

وذكر عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية أن الإدارة الأمريكية تعبر في مواقفها عن تغليب كامل لمصالحها وسيطرتها وإستراتيجية الهيمنة على منطقة الشرق الاوسط، وتعتبر أن المقاومة الفلسطينية تسعى لتغيير وجه الشرق الأوسط وإضعاف دولة الاحتلال الاسرائيلي، الأمر الذي يؤدي إلى إضعاف هيمنتها ويؤثر على مصالحها ومصالح الدولة الغربية في المنطقة، مشيرا إلى الدور الأمريكي المعطل للحل السياسي للقضية الفلسطينية منذ أكثر من 30 عاما، وتعطيل تنفيذ قرارات الشرعية الدولية، بإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس، وحق العودة اللاجئين وفق القرار 194.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى