ثقافة

أسائل النفس مرارا..

أسائل النفس مرارا..

وألومها تكرارا وتكرارا…

لماذا عنا ياترى قد ذهبت ..؟

وتركتنا خلفك تائهين حيارى…

 أبدا ماشبعنا من حديثك العذب..

بل تهنا في غمرة حلاوته …

وانتشينا كالسكارى..

رحلت بصمت ودونما وداع…

بابتسامة كلها همة ووقارا..

إتخذت دربا غيردربنا وغيرت المسارا…

فاستوحشت الديار بعدك …

وصارت ظلمة وقفارا…

نعلم ياعبد الرحمان أنها لم تكن إرادتك ..

ولا كان بيدك ولابأيدينا القرارا….

هي إرادة الله سبحانه….

فمرحبا بمشيئته وقضائه..

نسأله أن يجزل لك بالثواب…

إنه كان حليما غفارا….

ويسكنك جنة الرضوان …

في الفردوس  فتكون لخاتم الأنبياء…

 رفيقا وجارا…

بما صبرت في سبيل رسالة العلم..

فكونت وربيت نشأ…

هم الآن خلف نعشك يبكونك..

ويدعون لك بالرحمة صغارا وكبارا..

تحملت أول أمر في كتاب الله …

إقرأ فسرت عليه …

وكنت قانعا شاكرا لله صبارا…

فقدت حنان الأم صغيرا….

فما أوهنك فقدانه من الإدرار..

به على الأطفال إدرارا…

وكنت عليهم عطوفا وبهم رحيما…

تلقنهم الدروس دونما بخل…

ولا تكبرا عليهم أواستكبارا…

إنتهجت مهنة التدريس رغم صعوبتها..

واتخذت من طلب العلم منهجا وشعارا…

رفضت المناصب حينما عرضت عليك…

وهي التي جاءتك وحدها مرغمة ….

بلا سعي منك إليها  ولا طلبا أو إختيارا….

لأنك تعلم أن المنصب السامي ينتظرك …

عند الديان يوم يحشرالخلق…

وينادى عليك جهارا نهارا….

مع أهل العلم ورثة الإنبياء…

أولئك الذين لم يورثوا درهما ولا دينارا…

يوم يقف تلقينك العلم للنشء…

 بينك و بين النار حجابا وستارا…

ولسانك حالك يبتسم قائلا …

بلغ رقية مني تحية ….

وانبئها أن أباها ….

 أصبح في الفردوس ثاويا …

بإذن الرحمان وأضحت له وسط الجنان…

مساكنا وديارا….

اللبن والخمروالعسل…

 تجري أمامه سواقيا وأنهارا….

وعلامة كل ذلك ابتسامتك ..

التي لم تفارقك حتى في مماتك …

راضيا بالقضاء مستبشرا به استبشارا…

في أفضل الأيام العشر ….

التي أقسم بها الله في القرآن جهارا…

رحمة الله عليك أخي …..

وصبرنا الله في مصابك الجلل…

الذي ألم بنا فأوحش المساكن والديارا…

فلو لم يكن قضاء  من الله وقدر …

لافتديناك بأموالنا وأنفسنا …

وابتدرناه عنك ابتدارا…

فحمدا لله على ما أصابنا …

ورضينا اللهم بقضائك …

ولم نكن أبدا جاحدين  أوكفارا…

فارحمه اللهم برحمتك ….

واجعل الجنة له مأوى…

واجعلها له مستقرا وقرارا….

بقلم الطيب دخان 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى