ثقافة

لماذا يبكي وليد …..؟

البريد الوارد

بلادي ماذا دهاك لهذا الضياع………..
ومن ياترى قد رماك بهذا الجنون………
أيذبح زيد أخاه……….
ويصبح عمر حبيس السجون…….
ويلقي فؤاد بكل صباه………….
إلى الموت لاندري ماذا دهاه………
شباب بعمر الزهور تفانوا……
وكل تقفى المنون خطاه……
وكل يسير بكل إندفاع ……..
يحث الخطى للمسير …..
أيدري تراه لأي فضاء يصير…….
وصوت الفناء يدوي صداه…….
وحتف المنون يمد يداه…….
فهذي طريق عليها حفور……..
وهذي قبور على جانبيها تثور….
وهذي رؤوس على كل غصن تدلت…..
رؤوس كعمر الزهور…..
دماها تسيل لتسقي الشجر…..
على أرضنا لاتزال تفور…..
قرى قد غزاها الضياع …..
رجال شيوخ نساء …….
وهذي بحار الدماء…….
وما في المكان بقاء……
سوى صوت طفل يتيم…..
يناجي جميع الحضور…..
ويبكي بكل شقاء…….
ويصرخ ملء الفضاء…….
ويبحث عن صدر أم حنون……
وكل الوقوف يريدون منه السكون ……
وكل الوقوف تمنوا رضاه……
ووليد كان يريد أباه…….
أباه أبيد بصوت الرصاص…….
أباه أصيب بطعنة خنجر………
ودك بطلقة مدفع……
وحزت يداه بضربة فأس………
غشته القنابل من كل حدب وصوب……
تفجر بين الصخور فراح شظايا……..
وضاع وراء الركام ككل الضحايا….
وكل الجنود……
وكل حماة البلاد……..
ومن لاخطايا لهم……….
سوى حب هذا الوطن…..
ومن لاذنوب لهم……
سوى كونهم ضحايا زمان الفتن……..
تراه يعود أباه إذن…………
أو تراه دفن………
وليد يريد أباه……..
ونحن وقوف وراه………
نطالب من يقطعون الرؤوس…….
بأن يتركوا لوليد أباه………
فهل يسمعون النداء…….
وهل يرفعون البلاء………
فدمع وليد يسيل سيول…….
وقلب وليد يناجي الحضور……..
فهل من صدى لصوت وليد…….
وهل من جفاف لدمع وليد……..
إذا أظلم الليل في أرضنا………
سمعنا صراخا سمعنا العويل…….
وما نستطيع الوقوف………..
ولا نستطيع الكلام…….
إذا ما أتانا اللصوص……….
تضيع الشفاه معاني الحروف…….
فلا صوت يعلوا أمام عويل الذئاب……….
ولا صوت يعلوا أمام نقير الدفوف………
ولا شيء غير السكون الرهيب……
ودمع وليد………..
ولاشيء غير الدماء …دماء أباه….
وجرح أباه ……وقلب أباه…
فمثل الخروف لقد ذبحوه……
وكل العشاء لقد أكلوه……
ولم يتركوا لوليد سوى جوعه……
سوى دمعه…….سوى حزنه……
ويبقى وليد على شفة الجرح واقف…….
ويبقى وليد على ضفة الحزن راجف……..
ونحن وقوف ككل الوقوف………
نسائل من كان خلف الستار…..
ومن جر كل هذا الخراب وكل الدمار…..
لماذا وليد يناجي الحضور…..
ويبكي بدون إنقطاع………
وكلنا يعلم أن أباه رهين الضياع ……
أسير الفنى لامحال………
وتبقى بلادي تعاني….
برغم الجراح تجابه من يقتلون……
بكل شموخ تواجه من يذبحون……
بكل حنان تسائل من يفسدون………..
وتصلح بين بنيها وتطوي جراح السنون……
الطيب دخان- خنشلة / الجزائر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى