رأي

سيناريوهات مُتوقّعة

اسراء حسن

مرت عشرون عام على بدء الحياة الحزبية والنهضة الفكرية مع التحفُّظِ على توجهاتها في العراق ؛ إذ مع صدور دستور (2005)، بدأ تكوين الأحزاب، وبدأت -من ثَمَّ- الصراعات والمعارك السياسية التاريخية، شهدت هذه الحقبة التاريخية الصعبة أحداثًا جسامًا أثّرت فى مستقبل البلاد، حتى عُدّت أكثر الحِقب المعاصرة وبالً.

فى الحقيقة لا يتوقع أحدٌ «سيناريو» محددًا، فى ظل وجود نظام استثنائي لا يخضع لتقدير وتوقعات الأنظمة الطبيعية، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى لأن هناك «شركاء خارجيين» كُثر لهم رأىٌ وفعلٌ في مصير العراق والعراقيين ، شئنا أم أبينا، فى اعتقادي أنها ستكون هناك أحداث مفصلية؛ وذلك نابعٌ من شواهد عدة اجتمعت لتؤكد أنها بداية النهاية لعقود من الكبت والاستبداد؛ فمحليًّا هناك انكشاف تام لحقيقة مَنْ حكمونا؛ حيث تبخرت عهودهم ووعودهم بعدما اتضح كذبها، وعلى أرض الواقع اكتشف الناس أن الوطنية للمواطن والوطن لهم، كما عَلِمَ المواطنون أن مصالح أرباب الحديث العاطفي المدغدغ صارت من ثوابت وأركان الأمن القومي… قد استفاق الناس من غفلتهم تلك على قرع الفشل الكبير، وما أعقب ذلك من غلاء لا يُحتمل، وبطالة وكساد، وضرائب ، وتردٍّ أخلاقي لم يشهدوه من قبل. من ثمَّ فلا ناصر أو ظهير شعبيّ لهم.

هناك إشكالات وتحديات عدة يواجهها النظام ولا أظن أنه قادرٌ على تخطيها؛ منها تعاظم الأزمته الاقتصادية، الناتجة عن سياسات خاطئة وتجريف متعمد لمقدرات البلاد وخارطة طريق هلامية، كان من آثارها عجز الموازنة، وزيادة التضخم، وانفلات الأسعار إلخ، ناهيك عن عجز وتململ إدارى واضح لكثرة الأعباء الملقاة على أجهزة الدولة وخلق حالة دائمة من الصدام مع الجماهير، وهذا مع الوقت سيتولد عنه تآكل داخلي وتراخ ما يزيد الفجوة بين مؤسسات الدولة والشعب.

وإذا كانت تلك الأنظمة قد اعتمدت فى السابق على الشركاء الإقليميين والدوليين فإنه من الآن تقف دون غطاء كامل من الطرفان ، لانهم لا يستطيعون تحمُّل تبعات فشله وفساده، والأمر نفسه بالنسبة لأوروبا، فإذا كانت مصالحها التاريخية قد ارتبطت بالشرق؛ فإن ذلك لم يعد أولوية بعدما عانت من حدثين كبيرين منذ نهاية عام 2019، هما: جائحة كورونا، والحرب الروسية الأوكرانية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى