أحوال عربية

هجوم الخريف المعتاد .. لماذا نسى هذا العام ؟!

أحمد فاروق عباس

مر سبتمبر هذا العام هادئا ، خلافاً لما حدث فى السنوات الثلاث الأخيرة ، فمنذ ٢٠١٩ كان سبتمبر هو الميعاد السنوى لهجوم الخريف على الدولة المصرية ، وعلى الرئيس السيسي كممثل لها فى هذه الحقبة من الزمان ..

كانت الدعوة للثورة والاطاحة بالسيسي فى سبتمبر ٢٠١٩ غريبة ، واستخدم لها قدر هائل من الدعاية السوداء والحرب النفسية ..
وتصادف أن الرئيس السيسي كان فى نيويورك في ذلك الوقت ، وخرجت حملة دعائية هائلة أن السيسي هرب ، وأنه لن يرجع لمصر ، وأن حكمه إنتهى !!
وأن الجيش غاضب عليه ، وأن انقلابا حدث وانهى حكم السيسي ..

وشارك في الحملة الهائلة فضائيات واشخاص وسياسيين ..
ولم يحدث مع كل هذه الضوضاء الرهيبة أى شئ !!

وكان مشهداً واحداً فقط كفيل بإنهاء هذا العبث كله ، وهو مشهد الرئيس السيسي نازلا من سلم الطائرة ، وعلى الجانبين كل قيادات الدولة في استقباله مهنيئن بسلامة الوصول ..

وكان رأس الحربة في هذه الثورة الإفتراضية التى بدأت واشتعلت وانتصرت وانتهت على صفحات فيس بوك وتويتر وفضائيات الدوحة واسطنبول ولندن هو المقاول والفنان والأراجوز محمد على !!

وتكرر الأمر فى سبتمبر عام ٢٠٢٠ بزخم أقل ، وتكرر الأمر مرة ثالثة في سبتمبر ٢٠٢١ بزخم أقل وأقل !!

وهذا العام مر سبتمبر بدون الجلبة والضوضاء المعتادة ، مع أن الظروف هذا العام مواتية أكثر من السنوات الثلاث الأخيرة ، حيث الغلاء وتراجع قيمة الجنيه المصري ، بما يؤثر على كل بيت مصرى ..

ولا أعرف ما هو السبب !!
هل السبب أن المخرج – وهما أمريكا وبريطانيا تحديدا – الذى يحرك كل هذه المجاميع من الكومبارس مشغول هذا العام بما هو أهم ، وأقصد الحرب فى أوربا بين روسيا وأوكرانيا ..

لذلك فصبيانه هنا وعلى فضائيات الدوحة واسطنبول ولندن فى حالة بيات شتوى ، وليس لديهم غير أفيون الأكاذيب الذى يتعاطونه من تسع سنوات مع من يستمع إليهم !!

وطالما سألت نفسى ..
لماذا تأتى الهجمة السنوية المعتادة كل عام فى سبتمبر ، ومع بداية الخريف ؟!
هل السبب مثلا هو انتهاء موسم الإجازات ، ورجوع الثوار من مصايفهم استعدادا للثورة !!

أم هى صدفة قدرية أن هذه الاصوات والتنظيمات التى تعبر عنها في خريف عمرها وقرب نهايته ؟!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى