أخبارتعاليقرأي

سلوكيات تهدم  الذوق الاجتماعي

الأستاذ حشاني الزغيدي

سلوكيات تهدم  الذوق الاجتماعي

حين نتأمل السلوك الإنساني في بعض جوانبه السلبية ، يصيبنا التقزز، بل تصيبنا الدهشة والاستغراب ، و أحيانا يصيبنا صمت قاتل ، كوننا لا نجد تفسيرات لرعونة طباعنا .

من السلوكيات الشادة عند الناس في البيوت،  زوجتك ليست خادمة بل هي سيدة البيت ،تمارس سلطتها الأسرية ملكة ، تدخل بخدامتها السعادة لا يمكن تثمينها بقيمة مادية ، لهذا وجب أن تشكر على كل جهد تبدله في قصرها .

ومن السلوكيات الشاذة والتي تنافي الذوق وزن تعامل الأصحاب و الرفقاء بمعيار معاملة التجار ، فالصديق في حياتنا ليس زبونا ، نعامله بتقييم معاملات التجارة ، فالصديق مهما علا و ارتفع مقامه أو انخفض ، فهو في نظرنا رفيق لا يشترى بالمال ، فهو ماسة ثمينة بجب سترها  والعناية بها ، و الحفاظ بها ليوم الشدة و الحاجة .

وقد رصدت في حياتي المتواضعة سلوكيات تقتل الذوق في المعاملة ، أن نساوي في معاملتنا ما يجب إظهار واخفاؤه في تعاملنا مع الناس ، فهناك ميزان نقيس به المواقف ، وقد قالوا ليس كل ما يعرف يقال ، نراعي الحال والزمان والمكان والمقام.

وتستمر السلوكيات السلبية التي تدمر الذوق في حياتنا ، فتعكره وتفسد مذاقه ، أن لا نزن مقام الشيبة و كبير السن في التعامل،  فالكبير في عيوننا كبير ، نراعي مشاعره ، فلا نؤذيه بألفاظ تجرح كرامته ،ربما تصلح للأنداد  ولكنها لا تصلح لذي شيبة ، فما أعظمك رسول الله صلى الله عليه وسلم،  حين يرسل  الذرر  موجها كلامه الجامع المانع لأصحابه.

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : «لا تَسُبُّوا أصحابي، فلو أنَّ أحدَكم أَنْفَقَ مثل أُحُد، ذهَبًا ما بَلَغَ مُدَّ أحدهم، ولا نَصِيفَه».  

[صحيح] – [متفق عليه]

وما تلك السلوكيات في الحقيقة إلا صورا قليلة مما خفي من طباعنا ،  والتي  تعبر على خلل في الموازين  وتدهور منظومة  الأخلاق والقيم الإنسانية عندنا ، وهي تعكس  مستوى  تلاشي  القيم الثقافية والاجتماعية  ، تحصن السلوك و تعزز الاحترام بين النسيج المجتمعي  في حياتنا  اليومية. فأقول بمرارة :   متى ترتقي أذواقنا  فتنتفي  خشونة طباعنا  ، فنغدي  أذواقنا  بالسلوك  اللائق والاحترام المتبادل مع  الآخرين ؟!.

في النهاية، علينا أن نسعى جاهدين للحفاظ على أخلاقنا من الضعف  وأذواقنا   الذوبان  ، فنحسن  تفاعل الإيجابي  مع الآخرين. 

الأستاذ حشاني زغيدي 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى