دراسات و تحقيقاتولايات ومراسلون

من أبطال ثورة التحرير بمتليلي الشعانبة بولاية غرداية بصحراء الشبكة

من أبطال ثورة التحرير بمتليلي الشعانبة بولاية غرداية بصحراء الشبكة الرمز الأنموذج

لحرش بحوص بن عبدالقادر ( موسطاش)

مقـــــدمة

وفي الوقت الذي قطعت فيه الجزائر أشواط كبيرة بخطوات راسخة في إستكمال الصرح المؤسساتي بعزم لا يقل عن عزم رجال ثورة نوفمبر الأشاوس الذين كتبوا تاريخ الثورة التحريرية بحروف ذهب ومن نار و بدمائهم التي أرتوت به أرض الجزائر الطيبة. سال أكثر من الحبر والمطر. وسطع بنور مشع, أنشأت المتحف وملحقاتها والمراكز التاريخية لتروي أعظم ملحمة في التاريخ المعاصر الحديث وتحكي للأجيال مآثر الرجال و تدون تاريخ بطولاتهم ونضالهم وكفاحهم المسلح وجهادهم .

فما أشبه اليوم بالبارحة في ذكرى عشية نوفمبر, عشية ميلاد شبح الليل الإستعماري المظلم, الذي تبددت فيه أحلامه وإحباطها. أمام إصرار أبناء الشعب الجزائري الثائر الذي قرر إعلان الكفاح وإنطلاق شرارة ثورته المظفرة التي مازلت ترددها الألسن وتتناولها كافة المستويات الإعلامية. فكان على موعد حاسم مع قدر التضحيات الغالية التي وهبها فداء لتحرير الوطن بالنفس والنفيس شعاره : ( النصر أو الإستشهاد )

وكان بفضل الله وعونه وحمد الشعب الوحيد في ظل قيادة جيش التحرير الوطني الذي أفتك حريته ونال إستقلاله من يد مستعمره وليس كالدول الإثنى 12 عشرة التي منح لها الإستقلال على حساب ثورتنا المظفرة لا لشيء إلا لكي تتفرغ للجزائر و القضاء هي ثورتها و خنق مجاهديها ولكن إرادة الله وعزيمة جشينا كانت أقوى.

وبما أن البعد التاريخي الجهادي والنضالي للأمة الجزائرية عامة ولمجاهديها وشهداءها برمتهم, يحتم علينا أن نكون أوفياء للذاكرة الجماعية الوطنية لسرد التضحيات الجسام للشعب الجزائري, بما تتطلبه الظروف من تخليد للمآثر والبطولات. سواء في إطار جمع وتدوين وتوثيق الوقائع من أفواه صانعيها وشهاداتهم الحية في حياتهم قبل مماتهم. ومن خلال وثائق ثورة التحرير المظفرة. للوقوف على حجم المآسي والمجازر الدامية المرتكبة والأحداث الإجرامية التي أقترفتها قوات الإستعمار الفرنسي على مراحل سواء المعاشة في عين المكان وقتها والمشاهدة أو المروية من الروايات المتناقلة شفهيا أبا عن جد, من عهد الإحتلال إلى الثورات والمقاومات الشعبية وإندلاع ثورة التحرير أول نوفمبر1954 إسقرارا بفجر الإستقلال وإنشاء الصرح المؤسساتي ومرحلة البناء والتشديد وباقي الثورات المتعددة .

لأنه من غير المعقول السكوت وتغاضي النظر أكثر مما فات وضاع والمرور مر الكرام على كتابة تاريخ المنطقة خصوصا وتدوين وتوثيق جميع الأحداث لجرائم الإستعمار الفرنسي.

ومن هذا يجب علينا الإهتمام بتاريخ المنطقة بمتليلي الشعانبة بولاية غرداية وضواحيها بصحراء الشبكة. وينبغي أن تتسع دائرة البحث والدراسات والتنقيب على مآثر وسير مجاهدينا الأشاوس وشهدائنا الأبرار رحمهم الله وأسكنهم فسيح جناته وتوفير المادة الإعلامية الدسمة لطلبتنا وباحثينا وأكادييمنا و مؤلفين جميعا.

فرغم إتساع رقعة الحرب والثورة التحريرية بكامل التراب الجزائر، وعلى قدر الحدث التاريخي للجزائر عموما وللمنطقة بمتليلي الشعانبة بالشبكة الصحراء، حسب التسلسل الزمني الذي ترك فيها رجال ثورتنا المظفرة بصمات كبيرة خالدة في محيط مجتمعهن وبين أهاليهم وذويهم.

كانت الثورة الجزائرية على مراحلها هي من أكبر الثورات والبطولات والمقاولات الشعبية, التي حدثت حينما ظن الإحتلال الفرنسي أنه قضى على المقاومة الجزائرية نهائيا، وأن حربه الخاصة لأجل القضاء على اللغة العربية والإسلام قد كللت بالنجاح، الثورة التي دامت طيلة سبعة سنوات ونصف من الكفاح المسلح والعمل السياسي على يد ثلة من الرجال وخيرة الشباب اليافع في مقتبل العمر بالعشرينيات, شباب في عمر الزهور. ثورة أصبحت صدى عالمي ثورة الشعوب وأرضها محجة للمجاهدين الثوار,

لقد شكلت ثورة التحرير بعدا وطنيا عبر التراب الوطني عامة وبالولايات الخامسة والسادسة خاصة بعد جغرافيا معتبرا بالنسبة إلى موقعها الإستراتيجي، نظرا لشساعة مساحتها الجغرافية التي شكلت مساحة هامة مكنت عناصر ثورة التحرير بالتحرك و التوسع في كل مكان, رغم عدم التكافؤ في العدة والعدد والإمكانيات المادية والبشرية. وصعوبة التضاريس والصحراء المكشوفة للعدو بكل وضوح. الأمر الذي مكنها من أن تكون مجال للعديد من العمليات العسكرية والنشاطات الفدائية في المدن والقرى من جهة، جسرا ومعبرا هاما ورئيسيا للقوافل الحامة والناقلة لأسلحة والذخيرة الحربية عبر هاته الصحاري والفيافي من تراب الوطن ومن جهة أخرى تمكنها من تنظيم للعديد من المظاهرات الشعبية تنديدا بالسياسة الإستعمارية الفرنسية المطبقة في المنطقة.

تمتد ثورة التحرير إلى كافة ربوع الصحراء بالجنوب، متنقلة غربا وشرقا وسطا وشمالا،

فكان لزاما على أهالي المنطقة عامة وأبناء الشعانبة خاصة منذ إنطلاق الثورة الجزائرية أن تتوسع رقعتها في المنطقة بوسائل جد محدودة وبإمكانات حربية جد ضئيلة في بدايتها. فكان من أبطال صناع تاريخ ثورة التحرير الجزائرية بالجنوب عامة وبمتليلي الشعانبة خاصة, كوكبة من رجالها الشرفاء الذين لبوا النداء وقالوا, أهلا وسهلا بالجهاد وإعلان الحرب ضد العدو المستعمر الغاشم. ولا بد من الإلتحاق بركب الأخوة المجاهدين وإسماع كلمتنا المدوية مثل الرصاص المنطلق بكل شبر من التراب الوطني.

فلأمانة والتاريخ وإنصاف هؤلاء الرجال نخوض مبادرة التعريف بهم وبخصالهم وسيرهم المشرفة , فوقع إختيارنا للرمز البطل الأنموذج لعائلة لحرش العريقة , التي مزال إسمها يتردد صداه عبر فيافي الصحراء وكثبانها وجبالها الشامخة من خلال بصمة أحد كبارهم يومها لحرش بالسدات صاحب اإعمار و حفر الأبار بالصحراء وتوفير مياه الشرب. من جنوبها إنطلاقا وإنتشاره شرقها وغربها وإستقراره بقلعة الثوار الأشاوس بأرض البطولات والثورات الشعبية كما تشهد عليهم المقبرة الشعبية بمدخل مدينة متليلي الشعانبة مجاورة لضريحي مؤسسيها كل من ثامر واخبه طريف رحمهم الله.

وبين من أبطال ورموز ثورة التحرير الخالدة من عائلة لحرش، العم المجاهد البطل القائد لحرش بحوص بن عبد القادر بن موسى الملقب بالإسم الحربي الثوري موسطاش.

أحد أبطال معركة أفران وأم المعارك, معركة الجرجير التاريخية بصحراء الجزائر بالمنصورة تراب بلدية متليلي الشعانبة سابقا البلدية الأم. بالشبكة ولاية غرداية

           موسطاش المجاهد لحرش بحوص في نبذة تاريخية:

لنفظ الغيار عن سيرته ومسيرته وجهاده. وفتح المجال للباحثين والمؤرخين الأكاديميين لحين إكتمال البحث وجمع الشهادات والوثائق.

                                أصله ونسبه :

هو المجاهد المرحوم لحرش بحوص لأبيه عبد القادر بن موسى ولآمه بن قومار مسعودة، من مواليد متليلي الشعانبة خلال سنة 1906.

نشأ المجاهد موسطاش في أسرة عريقة محافظة، من سليل أعيان المنطقة عن كابر. من أرباب التجار وغيرها. من البدو الرحل بالشبكة وضواحيها.

تعليمه :

تعلم المجاهد موسطاش ما تيسر شيء من القران الكريم على أيدي مشايخ البلدة ومعلميها مثل أقرانه من أبناء المنطقة.

                                               عمله ومصدر رزقه:

بإشتداد عوده و ترعرعه وسط أسرته, إشتغل المجاهد موسطاش بتربية الإبل والغنم في بادية متليلي الشعانبة بشبكة الصحراء وضواحيها, كباقي الأسر البدوية الشعانبية في الحل و الترحال.

خبرته في السلاح:

كانت للمجاهد ومساطش خبرة في السلاح بصفته يملك أسلحة للصيد والدفاع عن النفس كباقي الموالين وأرباب المواشي بالبادية. لتفادي المخاطر و رد أي هجوم أو سطو,

نشاطه الثوري:

كباقي شباب المنطقة وغيرته على وطنه ودينه وعرضه وشرفه ة رفضه للظلم والإستبداد نظير ما يقوم به المستعمر الفرنسي إبان فترة الاحتلال.

بداية عمله الجهادي:

بداية المجاهد موسطاش في منطقة جبال بوكحيل ( بالجلفة ) و جبال عسلة ( بالبيض).

إنظم إلى صفوف جيش التحرير الوطني سنة 1956. رفقة أبناء عمومته كل من الشهيد لحرش لخضر بن عبد الرحمن وطبيب الجيش لحرش مبارك بن محمد رحمهم الله.

إنخرط به على إثر ما كان يشاهده من إرتكاب جرائم للجيش الفرنسي على بني جلدته وقد كان مشبع بحبه لوطنه ودينه وعرضه, إلتحق بمركز القواسيل بالقرب من منطقة أفران.

مشاركته في المعارك:

شارك المجاهد موسطاش في معركة أفران الكبرى التي درات رحاها من وقت الضحى حتى المساء, يوم 28 أوت 1957 بالمنصورة, رفقة كتيبة الشعانبة, التى توجهت إلى الولاية الخامسة, حيث أوكلت له مهمة مسؤولية توصيل احد الخونة لقيادة الولاية الخامسة رفقة بوخشية طيب وكبار عبد الله وقرمة بوجمعة.

واصل المجاهد موسطاش عمله الجهادي على تراب المنطقة 3 بالولاية 5 الخامسة, وقد أشترك في العديد من المعارك والإشتباكات ,وذلك إلى غاية شهر أكتوبر 1958. حسبما رصيده الثوري وبطاقيته وشهادات رفقاء السلاح.

                                  إستدعاؤه لتكوين كتيبة جيش جديدة:

تم إستدعاء المجاهد لحرش بحوص رفقة من معه من طرف السيد عبدالرحمن بحبح مبعوث العقيد سي الحواس إلى منطقة متليلي الشعانبة. حيث تم تكوين كتيبة جيش جديدة فامت بعديد المعارك والإشتباكات ضد العدو الفرنسي.

قيادته للمعركة قطاي:

بعد إكتساب موسطاش لخبرة الحرب نطير حنكنه وفراسته،أستندت له عدة مهام حربية في معاركة ثورة التحرير. منها على سبيل المثال معركة قطاي قرب منطقة تامدة بتراب ولاية البيض الجنوب الغربي, سنة 1959 معركة أستغرقت يوم كامل من الضحى وأستمرت على غروب الشمس المساء, بين كتيبة جيش التحرير المرابطة بنواحي متليلي الشعانبة وجيش الإستعمار الفرنسي, أستعملت فيها القوات الفرنسية لذخيرتها الحربية وترسانتها مدعمة بالدبابات الثقيلة وبتغطية جوية بالطائرات, سقط فيها عشرة شهداء وعدد من الجرحى في صفوف المجاهدين. وعدد كبير من القتلى والجرحى في صفوف العدو. وإنتقلت كتيبة جيش التحرير بعد ذلك في شهر أكتوبر 1957 نحو الجنوب الوهراني بالولاية الخامسة 5 بالبيض. حسب كتاب رجال صدقوا نماذج من البيض لمؤلفه عبد القادر عشراتي.

تشبع المجاهد موسطاش إبن مدينة متليلي الشعانبة, بأفكار المدرسة العائلية من مآثر سلفه من عائلة لحرش، فأكتسب أفكار النضال والجهاد ومنها الكفاح المسلح ليكون في سن مبكرة مؤهلا لدخول معترك الكفاح عبر أولى العمليات من إندلاع الثورة التحريرية، وتدرج في المسؤوليات أثناء الثورة في منطقة الصحراء جندي مشارك إلى محارب، حتى أصبح قائد معركة واحد مسؤولي جيش التحرير مكلف بمهام.

رجوع موسطاش للولاية السادسة:

بعد أنتهاء الموسطاش من مهامه الموكلة إليه. تم رجوعه إلى الولاية السادسة. حيث كان مسؤول عن الأمور المالية منها جمع الزكاة والإشتركات من أهل البادية رفقة الشهيد دهان ابراهيم وتوزيعها على مراكز جيش التحرير الوطني. وشهد موسطاش المرحوم لحرش بوحفص عدة معارك, منها معركة الجرجير ام المعارك.

بصمته المنقوشة في أم المعارك, معركة الجرير( بانجوجير):

كانت للمجاهد موسطاش عدم مشاركات قتاليه في صفوف جيش التحرير, كانت آخرها أم المعارك معركة الجرجير. المعركة حامية الوطيس التي وقعت بتاريخ فجر يوم 20 جويلية 1961, بالمنصورة تراب بلدية متليلي الشعانبة (البلدية الأم يومها) على إثر عمليات التمشيط الواسعة التي قامت بها قوات العدو الفرنسية في شبكة متليلي وعلى إثر معلومات تحصلت عليها القوات الفرنسية حول مركز قيادة القسمة 60 بالمكان المسمى الجرجير بالمنصورة, حيث إشتبكت فيها قوات العدو مع المجاهدين المتمركزين به في معركة دامت من الصباح إلى الزوال إستعملت فيها القوات الفرنسية الطيران والمدفعية وأرتال من الجنود والقوات الخاصة المدعومة بالسيارات القتالية وهذا بالنظر لنوعية المجاهدين المتمركزين بغية تصفيتهم والقضاء عليهم, حيث إستعملت فيها مختلف أنواع الأسلحة و معركة كلفت العدة خسائر جد جسيمة معتبرة . بحيث خسر فيها العديد من أفراد قواته وعتاده وآلياته, وأسفرت المعركة عن إستشهاد 15 شهيد في صفوف جيش التحرير الوطني الجزائري.

معركة الجرجير المعروفة (بانجوجير) التي وقعت ودارت رحى حربها الطاحنة ذات يوم من 20 جويلية 1961 بصحراء متليلي الشعانبة بتراب بلدية المنصورة حاليا ولاية غرداية جوهرة الواحات جنوب الجزائر، والتي كان موقعها: الولاية التاريخية : 06، بالمنطقة : 03، الناحية: 03، القسمة : 60 ، إذ كانت معركة حامية الوطيس جال وصال فيها أبناء الجزائر من مجاهدينا الأشاوس والتي تميزت بطابع الاشتباك المباشر مع العدو والتصدي له بكل حزم، بدون خوف ولا تردد و لا إنسحاب، مواجهة أبهرت العدو وكلفته الكثير و لقنته درس لا ينساه للأبد هو و خلفه .إستغرقت معركة الجرجير يوما كاملا بقيادة بطلها المجاهد المسؤول العسكري بن دوي قويدر، إبن المنيعة بلد 44 وليا صالحا، رفقة مجموعة المجاهدين التي كانت معه بعدد 21 مجاهدا من مختلف المناطق متليلي الشعانبة، المنيعة، الأغواط و تيميمون بولاية أدرار و ورقلة .

إصابته البليغة:

أصيب المجاهد لحرش بوحفص في معركة الجرير الشهيرة. بأربعة 4 طلقات نارية في بطنه, وأصيب إصابة بليغة رفقة المجاهد رزاق مبارك الذي كان متمركز معه في المعركة.

نقله وعلاجه:

بعد إنتهاء المعركة وإلقاء القبض على المجاهدين الجرحى الأسرى وعددهم ستة 06 المتأثرين بإصاباتهم البليغة, أين تم نقلهم لمستشفى ورقلة ومنه للثكنة للبحث والإستنطاق وهم المجاهد موسطاش لحرش بحوص الذي نقل في حالة غيبوبة رفقة كل من: رزاق مبارك، عيسى عنيشل –مرينزة العربي– رسيوي الهاشمي –مصطفـى محمد –دهان قادة. وبعدما بدأت حالته الصحية تتحسن تم نقله لسجن أين تعرض للإستجواب والإستنطاق ومكث به إلى غاية يوم 19 مارس 1962. تاريخ وقف إطلاق النار أين تم إطلاق سراحه.

وعاش بعد الإستقلال تفرغ للأعمال الخيرية منها على سبيل المثال لا الحصر بناء المساجد وتدريس طلبة القرآن في فصل الصيف للأطفال بماله الخاص وبقي في خدمة وطنه وبلده بدون إنقطاع إلى أن توفي رحمة الله عليه سنة 2001 رحمة الله عليه.

مراجع المصادر/

عن عائلة لحرش الأستاذ لحرش جمال بن موسى بن عبد الرحمن.

كتاب رجال صدقوا نماذج من البيض لمؤلفه عبد القادر عشراتي.

الأستاذ الحاج نورالدين أحمد بامون – باحث مؤرخ. أمين ولائي سابقا للدراسات والأبحاث التاريخية بولاية غرداية وعضو المجلس الوطني للمنظمة الوطنية للمجاهدين بالجزائر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى