مجتمع

حذار من دواء ترامادول

 
قاسم حسين صالح
الترامادول هو مسكّن آلام قوي يستعمل لتسكين آلام مرضى السرطان والاورام الخبيثة،ولا يصرف الا بوصفة طبية،لأن له اعراضا جانبية خطيرة لاسيما الفشل الكلوي وهشاشة العظام.
ما يعنينا هنا ان الترامادول جرى تصنيفه ضمن المواد المخدره،بوصفه “افيون صناعي” وأن الشباب والمأزومين نفسيا يقبلون عليه،ويصفونه بأنه “الساحر” الذي يمنح الانبساط والبهجة. والكارثة التي تحل بصاحبه،انه يبدأ بتناول قرص واحد،فيشعر بالانتعاش ثم يزيد الى قرصين..وثلاثة..وحين يدخل مرحلة الادمان عليه فأنه قد يتناول عشرة اقراص في اليوم او اكثر، وعندها يصاب بأمراض جسمية ونفسية اخطرها تدمير الاجهزة العصبية وارتخاء العضو الذكري عند الرجل والتهيج ورهاب المكان،والعدوان والكوابيس.
وفي اتصال هاتفي مع الدكتور نصيف الحميري أفاد بأنهم ادخلوا بمستشفى مدينة الطب مرضى يتناولون يوميا جرعات بين 15 الى 20 حقنة في اليوم!!،وبينهم من اصيب بنوبات صرعية،وأكد ما اشرنا اليه بأنه ينتشر بين الشباب بعمر 18سنة فما فوق.
ان الاستعمال المزدوج لبعض الادوية كالترامادول،الذي يستعمل علاجا فعّالا لامراض عضوية خطيرة،ويعد في الوقت نفسه مادة مخدرة يؤدي تعاطيها الى الادمان عليها..هي مشكلة خطيرة تخص ثلاث جهات:
الأولى وزارة الصحة..وذلك بأستخدام وصفة طبيبة حمراء اللون تعني للصيدلي وللمراجع،ان هذه المادة تعد من المخدرات،وانه يجب التوقف عن تناولها بعد انتهاء المدة المحددة من قبل الطبيب المعالج.غير ان واقع الحال كما اوضحه لنا الدكتور نصيف بأن الترامادول يباع في الصيدليات بشكل عادي،وان الطبيب المعالج لا ينبّه المريض بوجوب الالتزام بالجرعة جهلا منه في الغالب.ونضيف بأن على وزارة الصحة ان تزيد من عدد الأسرّه الخاصة بعلاج المدمنين،فما متوفر في مؤسساتها الآن لا يسد عشر الحاجة،فضلا عن تشديد الرقابة على العاملين في المصحات العقلية..لأن بينهم من يسرّب “الترامادول” لمن يطلبه.
والثانية..وزارة الداخلية،وذلك بضبط الحدود وتجفيف منابع المخدرات في جميع المحافظات،لأن التشديد عليها في محافظة معينة،يجعل تجار المخدرات يتوجهون الى المحافظة التي تكون فيها الرقابة اضعف.
والثالثة..وزارة العدل،وذلك بتشكيل “محاكم مدمنين” تصدر قرارا” يقضي بالزام علاج المدمن على هذا النوع من الادوية الذي يمتنع عن العلاج،وضمان ان يكون علاجه مجانا.
ويبقى للأسرة دور مهم في سرعة الاكتشاف،ذلك ان الشاب الذي يبدأ بتعاطي “الترامادول” تظهر عليه اضطرابات النوم،وتجنب الجلوس مع افراد عائلته،وسرعة الغضب،وتدهور بمستواه الدراسي،وسرقات من أهله واصحابه،واعراض جسمية غير مبرره..أن تعلم ان ابنها صار مدمنا..وعليها ان لا تصدّق بما يقوله..لأنه سيعمد الانكار..وان تعرف أن لا سبيل الى انقاذه الا بمراجعة الجهات الطبية الخاصة بالادمان.
ولوزارات الصحة والداخلية والعدل..والأسرة نقول:
اتقوا الله في شباب هذا البلد..
من الترامادول وعصابته من شرابات السعال الممزوجة بالكودائين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى