رياضة

تاريخ كرة القدم الشعبي

 
ميكايل كوريا
ميكايل كوريا، تاريخ شعبي لكرة القدم، لا ديكوفرت، باريس، ٢٠١٨

“صنعها الفقير، سرقها الغني”
لافتة رفعها مشجعو النادي الإفريقي التونسي خلال مباراته مع باريس سان جرمان، ٤ كانون الثاني/يناير ٢٠١٧.
سواء شجبناها أم لا، إن الحقائق واضحة. كرة القدم المعولمة، نموذج الرياضة التجارية والثقافة الجماهيرية، تجسد أكثر من أي وقت مضى تجاوزات الرأسمالية المتوحشة. أصبحت الأندية الكبيرة “علامات تجارية”. هذه هي حالة نادي برشلونة، الذي قارنه أحد مديريه مؤخراً، بشركة والت ديزني، للشعور بالسعادة: “لديهم ميكي ماوس، أما نحن فلدينا ليونيل ميسي. لديهم ديزني لاند؟ نحن لدينا كامب نو [ملعب برشلونة]. إنهم يصنعون الأفلام، نحن ننتج المحتوى. لم نعد ننظر إلى ما تفعله بقية الأندية لأن مشاريعنا تنتمي إلى عالم آخر…”(١)
على الرغم من كونه ساخراً، فإن هذا المدير ليس مخطئاً على الإطلاق. تعتبر المباريات اليوم على أنها ترفيه تجاري. يصبح المناصرون مجرد مستهلكين. تحاول الأندية جذب الزبائن الأكثر تحقيقاً للربح. وبتموضعها وسط الاستراتيجية التجارية لنوادي النخبة، أصبحت الملاعب اليوم تشبه المنتزهات الترفيهية التي تهدف إلى أن تكون صديقة للأسرة وخاضعة لمراقبة أمنية شديدة على حد سواء. في إنكلترا، كانت الاشتراكات في الدرجة الاقتصادية في الدوري الإنكليزي الممتاز حوالي ٦٠٠ يورو عام ٢٠١٥. وهو سعر باهظ يدلّ على مدى التسليع الشديد لكرة القدم: بين عامي ١٩٩٠ و٢٠١١، ازداد سعر بطاقات الدخول الأرخص إلى ملعب أنفيلد رود في ليفربول، المدينة العمالية في شمالي البلاد، بنسبة ١١٠٨ بالمئة (٢). في برشلونة كما في ليفربول، وفي باريس كما في ميلان، يتطور علم اجتماع المدرجات. يقول مشجع قديم لنادي برشلونة: “لم أعد أعرف المشجعين في المدرجات، نصفهم من الغريبين عني، ويتغيرون في نهاية كل أسبوع”(٣). يسير هذا الاستطباق (gentrification) المتوحش للملاعب جنباً إلى جنب مع تزايد استياء الطبقات الشعبية التي تتابع، بعد أن استبعدت عن الملاعب الرياضية، المباريات من خلال الشاشة.
تتسبب أمولة الأندية في ارتفاع تكاليف الانتقالات ورواتب اللاعبين، لتصل إلى مبالغ هائلة لم نعد نعرف مع أي واقع اقتصادي تتناسب. الرعاية، وهي تسمية المسابقة أو الملعب باسم الراعي، أصبحت منتشرة على نطاق واسع. هكذا، في فرنسا على سبيل المثال، سميت بطولة الدرجة الثانية في الدوري الفرنسي عام ٢٠١٦ باسم بطولة دومينوز ٢، على اسم السلسلة الأميركية للبيتزا الصناعية، كما سميت بطولة الدرجة الأولى باسم بطولة كونفوراما ١، وهي علامة تجارية لشركة أثاث من جنوب أفريقيا. كذلك، فإن أرقى الملاعب في أوروبا، تتحول بالتدريج إلى لافتات إعلانية للشركات المتعددة الجنسيات، مثل ملعب أليانز أرينا لنادي بايرن ميونخ واستاد الإمارات في أرسنال.
القيم التي تنقلها كرة القدم الاحترافية ليست أفضل. تؤدي المنافسات في كثير من الأوقات إلى تنامي الشوفينية الذكورية وحتى الحاقدة، إضافة إلى ثقافة عبادة نجوم كرة القدم، التي أصبحت وسيلة إعلانية ولها قيمة مُضارِبة. باتت الإهانات العنصرية أو الجندرية أو المعادية للمثليين شائعة، ليس فقط في المدرجات إنما أيضا في ممرات الاتحادات الوطنية، فعام ٢٠١١، بحث الاتحاد الفرنسي لكرة القدم إمكانية فرض كوتا عرقية تمييزية في مؤسسات التدريب من أجل الحد من اللاعبين الثنائيي الجنسية المنحدرين من شمال أفريقيا أو جنوب الصحراء الأفريقية الكبرى. على المستوى المؤسساتي، لم يعد الفساد الذي ينتشر في إدارة اللعبة سراً خاصة بعد الكشف عن فضيحة الفيفا. في شهر أيار/مايو ٢٠١٥. ألقي القبض على سبعة من كبار قادة الاتحاد الدولي لكرة القدم بناءً على طلب من القضاء الأميركي حيث اتهموا بالابتزاز والاحتيال وغسيل الأموال. وتدور الشكوك بشكل خاص حول شروط منح استضافة بطولة كأس العالم.
بشكل عام، الاعتبارات الأخلاقية بعيدة كل البعد عن أن تكون أولوية للسلطات الدولية الكروية. بعد أربعين عاماً على تكليف الأرجنتين تنظيم كأس العالم عام ١٩٧٨ بقيادة المجلس العسكري الذي تزعمه الجنرال خورخي رافاييل فيديلا، يثبت منح تنظيم كأس العالم عامي ٢٠١٨ و٢٠٢٢ إلى كل من روسيا وقطر كيف أن الفيفا تدرك كيف يمكن أن تكون خيّرة مع الأنظمة الاستبدادية طالما أنها تضع ما يكفي من المال على الطاولة (أو تحتها)…
الوجه الآخر لكرة القدم
على الرغم من هذا المشهد المقزز، تواصل كرة القدم إثارة حماسة شعبية غير معقولة. حيث يتجمع الملايين من اللاعبين/ات يومياً للاستمتاع بلعبة كرة القدم. فتنظيم المباريات داخل الأحياء أو النوادي القروية، بطريقة مرتجلة على اسفلت المدن والأراضي الريفية تكاد تكون عالمية. وهي لعبة تتجاوز الدول والأجيال، ولكن أيضاً، وهذا الأمر غير معروف بشكل جيد، عام ٢٠١٤، قدرت الهيئات الرسمية العدد الإجمالي للاعبات كرة القدم في كل أنحاء العالم بـ ٣٠ مليون لاعبة.(٤) أما حماسة الجماهير فهي تتواجد في نهاية كل أسبوع خلف درابزين ناديهم في مدرجات أفضل الأندية المحترفة. ويبلغ عددهم بالمليارات من المشاهدين عبر شاشات التلفزة والمشجعين القدامى وعشاق الحياة الليلية الذي يحضرون المباريات بين الفرق العالمية المرموقة.
تأتي جاذبية كرة القدم من بساطتها. قواعدها الأساسية عامة بشكل خاص ومنذ قوننة اللعبة لأول مرة عام ١٨٦٣، فالقوانين الـ ١٧ التي تحكم اللعبة لم تتغير سوى قليلاً. تتطلب ممارستها القليل من الموارد: طابة، التي يمكن أن تكون بدائية، ومساحة من الأرض، التي يمكن ارتجالها، إذ يمكن أن تكون زاويةً من الشارع أو أرضاً واسعةً. هذه المفردات الأساسية، التي تمنح حرية مدهشة، تسمح بعدة طرق للعب كرة القدم، ويمكن بكل سهولة اعتمادها من الجميع. ركل الطابة يعطي لذة صافية، حيث تكمن دوافعها الأساسية في روح الفريق، وتداول الطابة باعتبار اللعبة عملاً جماعياً، إضافة إلى الالتزام الجسدي خلال المواجهة أو حتى في البحث الجماليّ عن “الحركة الرائعة”. كما كان يحب، اللاعب البرازيلي المشهور بالتزامه السياسي، سقراط، أن يقول: “الجمال يأتي بداية. يليه النصر. إنما الأهم فهو الفرح”.
كفُرجة، تستمد كرة القدم شعبيتها من قوتها الدرامية. في كل مباراة يحترم المتبارون قواعد المسرح الكلاسيكي: وحدة المكان (الملعب)، والوقت (مدة المباراة)، والحركة (تجرى المباراة بأكملها أمام المتفرجين)(٥). كل مباراة عبارة عن قصة مكثفة على نحو كبير تكتب نتائجها أمام عيون الجمهور المهتم بحركة الطابة بين الفريقين. خلال المباراة، ينتقل المتفرج من حالة الفرح إلى خيبة الأمل، ومن الخوف إلى الأمل، من الغضب إلى الشعور بالظلم، كل ذلك خلال لحظات. “كرة القدم هي الشعور بانعدام اليقين وإمكانية الاستمتاع”، هكذا يلخص اللاعب الأرجنتيني الدولي السابق خورخي فالدانو اللعبة بشكل مثير للإعجاب.(٦) تحدد الأحداث الدولية أحياناً الخطوط العريضة للذاكرة المشتركة؛ تبقى خسارة البرازيل غير المتوقعة أمام الأوروغواي في نهائي كأس العالم عام ١٩٥٠ صدمة جماعية في المجتمع البرازيلي. وفي فرنسا، يحتفظ الجميع بذكراه عن فوز المنتخب الفرنسي، يوم ١٢ تموز/يوليو عام ١٩٩٨، في نهائي كأس العالم.
يعود التوتر بين “نوعَين من كرة القدم”؛ أي تلك التي تتماشى مع المنطق التجاري والسلطوي والأخرى التي تحرر، إلى أصول هذه الرياضة. ولدت اللعبة في منتصف القرن الـ ١٩ في إنكلترا التي كانت في عز الثورة الصناعية، وهي نتيجة توحيد معايير ألعاب الكرة الشعبية التي كانت تمارس منذ القرون الوسطى. سمحت قوننة اللعبة من قبل المؤسسات التعليمية للنخب البريطانية بدمج اللعبة الناشئة ضمن ترسانة التربية الفيكتورية: كان الهدف تنشئة الشباب البرجوازيين وغرس روح المبادرة والمنافسة اللازمين للرأسمالية الصناعية والمؤسسة الاستعمارية.
لكن كرة القدم سرعان ما انتشرت في أوساط الطبقات الشعبية. إذ نشرها أصحاب العمل البريطانيين الشديدي الأبوية، الذين رأوا فيها وسيلة تعليم الطبقة العاملة احترام السلطة وتقسيم العمل، فانتشرت اللعبة كالنار بالهشيم. وبذلك، حرر العمال أنفسهم من هيمنة أصحاب العمل الأبوية: تخيلها أصحاب العمل وسيلة للسيطرة على العمال وتحويلهم عن الصراعات الاجتماعية، لكن الطابة المستديرة ساهمت هي أيضاً في ظهور وعي طبقي صلب. فخلال ممارستها الأسبوعية على أرض المصنع غرست اللعبة المتعة ومتنت العلاقات الاجتماعية. وإذا كان نشوء المسابقات الرسمية والأندية الاحترافية قد حصل على يد رجال الأعمال الصناعيين، فإن فريق كرة القدم المحلي متّن لدى العمال الشعور بالفخر والانتماء إلى نفس الحي وفي نهاية الأمر إلى نفس المجتمع العمالي. بعد ظهر كل يوم سبت يتجمع العمال في مدرجات الملعب، يحتفلون بالنصر في الحانة، وتدور أحادثيهم في المصنع عن أداء الفريق واستقطابه للاعبين جدد، كل ذلك أدى إلى تأصيل الشغف باللعبة كجزء من ثقافة الطبقة العاملة. بالنسبة إلى المؤرخ إريك هوبسباوم، جسدت كرة القدم منذ الـ ١٨٨٠ات “ديانة علمانية للبروليتاريا البريطانية”، من خلال رموزها التالية: الكنيسة (النادي)، ومكان العبادة (الملعب) والمؤمنون (الجمهور).(٧)
وفي وقت أصبحت كرة القدم سمة أساسية من الهوية العمالية المُدنية، فإن التوسع الجغرافي للامبراطورية البريطانية وانطلاق الصناعة في الاقتصاد الأوروبي ساهموا في عولمة الطابة المستديرة مع بداية القرن العشرين. عام ١٩١٨، اعتبر المفكر الماركسي أنطونيو غرامشي، في مقالاته المنشورة بصحيفة أفانتي!، أن كرة القدم تكشف الهيمنة الثقافية التي تفرضها البرجوازية الرأسمالية(٨). ولكن بالتوازي مع كرة القدم المهيمنة هذه التي تأخذ مكاناً متنامياً ضمن الثقافة الاستهلاكية، نشأت كرة قدم أخرى، من الأسفل، بفضل انتشارها في أوساط الطبقات الشعبية.
نادي كرة القدم الاجتماعية
هذا الكتاب يهتم بكرة القدم “المختلفة” التي قلما تغطيها وسائل الإعلام. وعلى العكس من النقد الراديكالي للرياضة، الذي يصف كرة القدم دون أدنى تمييز بأنه نوع جديد من “أفيون الشعوب” ويعتبر أن ملايين الأشخاص الشغوفين بهذه الرياضة هم مجرد جماعة مستَلَبة، هذا الكتاب هو دعوة لاستكشاف ما هو ثوري في كرة القدم، كما يهتم بكل أولئك الذين واللواتي جعلوا من اللعبة سلاحا للتحرر. على مر التاريخ وفي كل جهات الأرض، كانت كرة القدم في الواقع بؤرة مقاوِمة للوضع الراهن، سواء تمثل بأصحاب العمل، أو الاستعمار، أو الأبوية، أو كل ما سبق. كما ساهمت بنشر وسائل جديدة للمقاومة والترفيه والتواصل، باختصار، للوجود.
بهدف الإضاءة على هذا التاريخ المجهول، هذا الكتاب لا يتبنى مساراً تاريخياً تسلسلياً. فالفصول الـ٢٢ التي تؤلف الكتاب تشكل دوران قصة، كالطابة تماماً، ميدان النضالات هذا الذي يؤلف “عالم كرة القدم”، الممتد بين مانشستر وبيونس أيرس، وبين دكار واسطنبول، وبين ساوباولو والقاهرة، وبين تورينو وغزة… بكل تأكيد إنها قصة شعبية، مجزأة ومتعرجة، للطابة المستديرة، تسعى لإعطاء الكلام لأبطال هذه الملحمة، سواء في مدرجات برشلونة تحت نير الفرانكية، أو في الميادين الجنوب أفريقية خلال السنوات الظالمة لنظام الفصل العنصري، وفي النوادي العمالية الفرنسية خلال فترة ما بين الحربين العالميتين وفي المجتمعات الزاباتية في تشاباس خلال الـ ٢٠٠٠ات.
ينحاز هذا الكتاب إلى كرة القدم المعارضة وإلى هامش كرة القدم الممؤسسة والاحترافية. هذا الكتاب من خلال إعادة رسم التاريخ الشعبي لهذه الرياضة ينطوي على تجاوز لثنائية كرة قدم “متوحشة” وكرة قدم “تقليدية”. منذ بدايات اللعبة، يتنافس كل من “الأغنياء و”الفقراء”، و”النخبة” و”الشعب”، “المهيمنين” و”المهيمن عليهم” على الطابة المستديرة. ولكن يجب عدم الاعتقاد بوجود حدود واضحة بين كرتين للقدم؛ إنما هي على العكس متحركة. تاريخ الكرة مرتبط باستعادات واكتشافات دائمة. بالأمس كيّفت الطبقة العاملة البريطانية كرة قدم البرجوازية الفيكتورية. اليوم، تشتري نوادي المليارديرية بأسعار باهظة لاعبين منحدرين من الأحياء المفقرة، وتسعى الأنظمة الديكتاتورية لتحوير الشغف الجماهيري باللعبة لصالحها، كما تستغل الشركات المتعددة الجنسيات رموز كرة قدم الشوارع للتسويق لأحذية الرياضة. لكن المعركة مستمرة: حيث يطرد الجمهور من النوادي المضاربين الشرهين، أو ينتفض ضد الديكتاتوريات، واللاعبون يضعون البطريركية شيئاً فشيئاً خارج اللعبة، كما أن اللاعبين الهواة يضاعفون من تحديهم للمتطلبات المهنية.
من خلال تلخيص خيال سياسي جديد بعيد كل البعد عن ذلك المفروض من الثقافة الكروية المهيمنة، يشكل هذا الكتاب رهاناً بأن كرة القدم تبقى، قبل وعلى الرغم من كل شيء، رافعة رائعة من أجل استعادة السلطة على أجسادنا وحياتنا. وفي وقت تذرر الليبرالية الاقتصادية الأفراد وتحول أي حركة من تصرفاتنا الاجتماعية إلى هدف تسعى لتحقيق المزيد من الأرباح منه، تبقى كرة القدم حتى اليوم عنواناً لمشاركة الكرم، ومن خلال ممارستها أي حركة معتبرة “جميلة” هي بشكل جوهري مجانية، وحيث السعادة الفردية لكل لاعب ناجمة عن العمل الجماعي للفريق. وكما تصيح كلمات، نشيد نادي ليفربول الأسطوري، لن تمشي لوحدك:
“على الرغم من أن أحلامك تلاشت وسقطت،
استمر بالمشي، استمر المشي
مع أمل في قلبك،
لن تمشي لوحدك”.
هوامش المقدمة:
1. Cité in Florent TORCHUT, «Le Barça, une marque mondiale qui agace les socios», L’Équipe, 18 août 2017.
2. «Price of Football : Full results 2015», BBC News, 14 octobre 2015 David CONN, «The Premier League has priced out fans, young and old», The Guardian, 16 août 2011.
3. Cité in Florent TORCHUT, loc. cit.
4. FIFA, Enquête sur le football féminin. Rapport de synthèse, 2014, p. 50.
5. Christian BROMBERGER, Alain HAYOT et Jean-Marc MARIOTTINI, «Allez l’O.M., Forza Juve. La passion pour le football à Marseille et à Turin», Terrain, no 8, 1987, p. 8-41.
6. Cité in So Foot, no 150, octobre 2017, p. 22.
7. Eric HOBSBAWM, «La culture ouvrière en Angleterre», L’Histoire, no 17, novembre 1979, p. 22-35.
8. Paul DIETSCHY, Histoire du football, Perrin, Paris, 2010, p. 10.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى