لو أن سعيد بوتفليقة كان يعلم الغيب

يكتبها اليوم لراس حبيب
قبل 12 شهرا من اليوم في نفس الساعات من مساء 31 ديسمبر 2018 ، لو أن مستشار وشقيق الرئيس الأسبق بوتفيلقة سعيد كان يعلم بالغيب، لكان غادر السلطة وغادر معها الجزائر للإستقرار في أي مكان من هذه الارض، ولتفادى الخروج الذليل ومن الباب الضيق، ومغادرة قصور الرئاسة إلى زنزانة في سجن عسكري مشدد الحراسة، لو أن سعيد بوتفليقة ومن معه من جماعة الحكم السري أو القوى غير الدستورية كان يعرفون حجم الكارثة التي تنتظرهم ، لتركوا الجزائر لشعبها، لكنها على اس حال شهوة الحكم والرغبة في التسلط على رقاب البشر، بل والرغبة في نهب ما تبقى من أموال الشعب، الاقدار ساقت سعيد بوتفليقة وجماعته السرية إلى مصائرهم خلف قضبان السجون بفضل انتفاضة شعبية مباركة أيدها ورافقها الجيش، قبل 12 شهرا اعتقدت العصابة السرية التي سطت على مقدرات الشعب الجزائري، أن أمر هذا الشعب انتهى، و أنه بمقدورها مواصلة العبث.
ما وقع في عام 2019 كان درسا قاسيا للمتلاعبين بمصائر الشعوب، و لناهبي المال العام من المسجونين والطلقاء أن ساعة الحساب آتية لا ريب فيها، أو الله يبعث الشعوب من قبورها لتقتص من الظلمة والطغاة، و أن الشعب قادر على فعل المعجزات عندما يتحد و يلتف حول مطلب واحد، الآن يحق للشعب الجزائري أن يفتخر بما حققه في 2019، وأن يدعي بلا فخر أن كل ما تحقق كان بفضل الرّب وبعدها فضل الشعب العظيم، الذي اسقط مخططات العصابة والقوى غيؤر الدستورية وتمكن من انتزاع بعض حقوقه المسلوبة، حقا الشعب الجزائري العظيم لم يصل بعد إلى هدف انتفاضته بتأسيس جمهورية ثانية لكنه وضع اللبنة الأولى والقوية لتأسيس وبناء هذه الجمهورية.
بعد نحو ساعة من الآن يحل العام الجديد 2020 على العالم وعلى الجزائر، ومعه تنتهي سنة من أصعب سنوات تاريخ الجزائر وأكثرها ازدحاما بالأحداث، عاش الجزائريون في سنة 2019 التغيير بل و الانقلاب، نظام سياسية انتهى ونظام آخر يتشكل على أنقاض سابقه، عام 2019 كان عام رحيل بوتفليقة مطرودا إلى بيته و عام رحيل قايد صالح إلى مثواه الأخيرة مشيعا في جنازة تنتاها بوتفليقة، نفس السنة كانت سنة سجن العصابة وتمرد الشارع على السلطة، وتمرد القضاة، و كشف بعض حقائق منطومة الحكم السرية في جزائر ما قبل 22 فيفري 2019 .