الضّريبةُ على القيمةِ المضافةِ
عمارة بن صالح عبد المالك
ـــــــــــــــــــــ
كلّما فكّرت حكومة ما في زيادة الجباية، فإنّ أول شيء يخطر على بالها هو رفع الضريبة على القيمة المضافة، فما هي هذه الضّريبة؟! و ما آليات تطبيقها؟!
«الضّريبة على القيمة المضافة، و بالفرنسية
La taxe sur la valeur ajoutée (TVA)
و بالأنجليزية Value Added Tax (VAT)
هي ضريبة غير مباشرة تفرضها الدولة على جميع السّلع و الخدمات المستهلكة محليةً أو أجنبيّةً، و يقع عبئها على كاهل المستهلك الأخير؛ و هو المواطن بطبيعة الحال. فالشّركات المنتجة أو الموزّعة أو المستوردة هي التي تحصّل المبالغ الضريبيّة، و تسدّدُ بدورها ضرائب للدّولة على جميع نشاطاتها، و لذلك كانت غير مباشرة عكس ضرائب أخرى؛ كتلك التي تُفرَضُ على الأرباح و الرّواتب.»★
ظهرت فكرتُها في فرنسا سنة 1954 على يد الاقتصادي موريس لوريه Maurice Lauré، ثم تبنّتها معظمُ دول العالم.
تتراوح في الدّول الأوربيّة ما بين 15 % إلى 25 %. و هذه النسبة الأخيرة نجدُها في الدّول الأسكندنافية التي تنعمُ بمستوى معيشي رفيع. أمّا في الولايات المتّحدة فنجدُها 20 %، و في الصّين 17 %.
و في الدّول العربية؛ تُطبّقُها مصرُ بنسبة 10%، و المغرب بنسبة 20%، و الأردن بنسبة 16%. أمّا دولُ مجلس التّعاون الخليجيّ، فقد عقدتِ العزمَ على تطبيقها ابتداءً من 1 يناير 2018، لكنّها ستكون الأقلّ في العالم بنسبة 5%.
إنّ تلك الدّول الأعجميّة الكبيرة باقتصاداتِها المنتجة المتكاملة إن فَرضتْ ضرائبَ على شعوبِها المتعلّمة المتحضّرة الواعية، فلا لومَ عليها، فلقد وفّتْ في مجالاتٍ أخرى كثيرة بالمقابل.
أمّا عندنا نحن في الجزائر، فأين يسيرُ بنا هذا النّظامُ الحراميُّ النّهّابُ السّلّابُ؟! قبلَ أقلَّ من سنتين، تفاخرَ أمامَ العالم بفيضانِ الخزينة، ليأتيَ فيما بعدُ و يطلبَ من الشّعب الجوعان العُريان أن يتقشّفَ!! أين ذهبتْ الــ1300 مليار دولار خلال قرابةِ عقدين من حكمِ “بوتف” و حاشيتِه؟! هل شُيِّدتْ مصانعُ أو أُقيمتْ مزارعُ في ربوعِ الوطنِ الطويلة العريضة؟! هل أُلْفِيَتْ بدائلُ للبترولِ الّذي ما فتئَ رَيْعًا خاصًّا للعصابة الحاكمة؟!
فلتتوقّفوا عندكم أيّها السّياسيون الفاسدون و لا تبحثوا عن تعويضِ ما نهبتمُوه من أموالٍ لا تُحْسَبُ من جيوبِ المواطنين. و أنتم أيُّها المواطنون، يا قُطعانَ الشّاءِ و يا أشباهَ الأحياءِ، متى تهبُّون من خوفِكم و خنوعِكم و جهلِكم و جُبنِكم؟! أ تنتظرون أن يُسدلَ هؤلاء السّاسةُ اللّصوصُ تَبَابينَكم بعدما أسدلُوا سراويلَكم؟! اتّقُوا اللّهَ في أنفسِكم و في بلدِكم الخيِّرِ الّذي حباكم به دون العالمين.
دعونِي أقولُ بصراحة في الختام: إنّه لمحزن جدّا أن تكون الجزائرُ بمساحتها و ثرواتها و كنوزها ملكا لشعبٍ جاهل لا يعرفُ كيف يُديرُ شؤونَه!! أقسمُ باللّه العظيم إنّنا لا نمتلكُ حتّى طريقًا مُتقنَةَ التّعبيدِ مثلَ دول العالم الثّالث، و لا أقولُ مثلَ دولِ العالم الأوّل!!!