03 مناسبات مهمة جدا في هذا العام

الى الـ “تراماسكية AI”ومن غير تحية … هل سمعتم قبلا بمأساة الملجأ رقم 25 وعيد -النفتالين-!!
أحمد الحاج جود الخير
من المفارقات العجيبة أن تجتمع هذا العام تحديدا ثلاث مناسبات مهمة يتفاعل معها كثير من الناس من المحيط الى الخليج بصرف النظر عن دوافعهم وخلفياتهم الثقافية والاجتماعية والدينية،وذلك في ليلتين متتابعتين،ليلة النصف من شعبان في 14/شعبان/1446 هـ + الذكرى الـ 34 لمجزرة ملجأ العامرية في كرخ بغداد في 13/ شباط /1991،اضافة الى عيد النفتالين،أو الفينتانيل،كما يحلو لي نعته ووصفه،أو الفالنتين كما تعارف الناس على تسميته في 14/ شباط/2025 !!
الحقيقة لم أكن أود الخوض في السطور التالية لولا أني قد تابعت وسمعت بجدالات بيزنطية عدة تنطق الحجر،وبالعامية”تحجي حتى الأخرس”أولاها أن بعضا ممن خاضوا في – تبديع وتضعيف- فضائل قيام ليلة النصف من شعبان وصيام نهارها بالرغم من عديد النصوص واتفاق السابقين واللاحقين على فضل قيام الليل وصيام التطوع في كل وقت وحين، ومعلوم بأن خلاف الجمهور في هذه المسألة إنما يدور وجودا وعدما حول أدعية محددة،طقوس وعبادات وشعائر مخصوصة بهذه الليلة لم يرد فيها نص يدعمها من كتاب أو سنة قولية وفعلية وتقريرية،أما فضل الدعاء والقيام والاستغفار والصيام والصدقة في هذه الليلة المباركة وفي غيرها من الأيام والليالي فلا خلاف عليه البتة = يا أخي دعوا الناس تصلي وتقوم الليل وتفتح قرآن ربها وكثير منهم لم يفتح مصحفا ولم يقرأ ولو صفحة واحدة ، ولو سطرا واحدا طوال عامه الهجري والميلادي ،دعوهم يصوموا نهارهم ، اتركوهم يستغفروا بارئهم ، ذروهم يتضرعوا الى خالقهم لأنهم إن لم يفعلوا ذلك بناء على مداخلاتكم العديدة ، ونزولا عند تشويشكم والحاحكم واصراركم السنوي للتقليل من شأن هذه الليلة المباركة وفضائلها مع ورود نصوص عديدة يعضد بعضها بعضا بشأنها ، فأجزم بأن كثيرا منهم سيقضي ليله – وذنبهم برقبتكم – ولا سيما وأنها ليلة جمعة وغدا هو يوم اجازة رسمية من بغداد الى تطوان ، في مشاهدة روتانا أغاني أو سينما “ومش هيقدر أحدهم يغمض عن العري والفسوق والفجور عينيه ولا أن يصم عن الأهات واللوعات أذنيه ، ولا أن يمسك عن الثرثرة والغيبة والنميمة لسانه وشفتيه”أسوة بنتفليكس وتيك توك وانستغرام وتويتر وفيس بوك وسينمانا ،وحتى مطلع الفجر !
أقول لم أسمعهم وقد تطرقوا ولو همسا لمجزرة ملجأ العامرية التي يشيب لهولها الولدان ،ويستعيذ من جرمها الإنس والجان،ناهيك عن أنهم لم يمروا ولو مرور الكرام على – تبديع – أو على الأقل تفنيد ما يشاع من خرافات وأساطير لطالما حيكت حول عيد الحب والقديس الروماني – فالنتين- ولا وجود لهما بتاتا،وبما يخدم التجار- تجار المال والدين – بالدرجة الأساس.
ولعل من المفارقات هو أن يحتفل كثير من العرب سنويا بـ”عيد الحب” بعد يوم واحد فقط من الصمت شبه المطبق وعلى الصعد كافة حيال الذكرى السنوية الأليمة لـ”هيروشيما بغداد” أو “مأساة الملجأ رقم 25” الشهيرة بمجزرة ملجأ العامرية،ولمن لا يعرف الملجأ رقم 25 ،أقول إنه ملجأ يقع في حي العامرية بكرخ بغداد،وكان مجهزا ضد الضربات الكيميائية والبايولوجية ومحصنا ضد الإشعاعات النووية، قصف هذا الملجأ أثناء حرب الخليج الثانية وبداخله مئات المدنيين العزل من أبناء المنطقة في إحدى الغارات الأميركية في جريمة ضد الإنسانية لن تسقط بالتقادم بتأريخ 13 / شباط / 1991 وذلك بطائرتين حربيتين من طراز أف/ 117 نايت هوك،تحملان قنابل ثقيلة موجهة ومخصصة لتدمير الملاجئ الحصينة ما أسفر عن استشهاد أكثر من 400 مدني عراقي أغلبهم من النساء والأطفال وكلهم من المدنيين العزل بعد أن تحصنوا داخل الملجأ لتفادي القصف الاميركي الهمجي على بغداد وقد أحرق الأخضر واليابس منذ ذلك ، وعلى الحكومة التراماسكية AI محاسبة الرئيس الـ 41 لأميركا جورج بوش الأب،كذلك نجله الرئيس 43 للولايات المتحدة W.Cبوش ومحاكمتهما وبأثر رجعي عن ما ارتكباه من جرائم وحصار غاشم وتجويع بحق العراقيين طيلة 13 عاما متتالية وما بعدها .
وعودا على بدء وانطلاقا من الحكمة الصينية الشهيرة “من يضحي بضميره من أجل غرائزه فإنه كمن يحرق صوره ليحصل على الرماد” فإذا كان ترامب حريصا على فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على الواردات القادمة من المكسيك وكندا، بزعم أن هذه الدول لم تتخذ إجراءات كافية لوقف تهريب الفنتانيل والهجرة غير الشرعية ،لأن الفينتانيل وبحسب المصادر الطبية “مادة أفيونية مصنعة في المختبرات لها قدرة إدمانية كبيرة تحدث هلاوس ذهنية قوية ما يجعلها أكثر خطورة من المخدرات من الكوكايين والماريجوانا” فأقول “صدق أيها الترامبياهو بأن عيد الفالنتين عندكم وما يحدث خلاله من الاف الجرائم والرذائل والموبقات والحوادث المرورية بتأثير المسكرات تتصدرها جرائم القتل والانتحار والاغتصاب والحمل غير الشرعي والخيانات الزوجية والتحرش الجنسي بسبب تعاطي المخدرات ومعاقرة الخمور حتى الثمالة ، لهو أخطر من الفينتانيل بكثير ولاشك بأن هذا العيد أولى بالمكافحة من غيره ياترامبياهو ولاسيما وأن اليوم الذي يليه الـ 15 شباط هو “عيد العزوبية “الذي يأتي كرد فعل معاكس على ما يقع في عيد – النفتالين – من انحطاط وكلاهما عفن وصديد ومخاط ، علما بأنه وفي اميركا وحدها ينفق كل واحد من المحتفلين بعيد الحب هناك ما بين 160 $- الى 280 $ للشخص الواحد ،أما قيمة شراء الحيوانات الاليفة في هذا العيد البليد فتصل الى 886 مليون دولار ،بينما تصل قيمة شراء المصوغات والحلي والمجوهرات الى 3.9 مليار دولار!
أما بشأن حديثك عن مكافحة الهجرة غير الشرعية الى بلادك والقبض على الاف المهاجرين واعادتهم الى بلدانهم فهو حديث خرافة قد أوقعك كجرذ مبلول في تناقض صارخ لكونه قد جاء متزامنا مع دعواتك التافهة لتهجير شعب أصيل أبي صامد من أرضه الى اللامكان بالقوة ظلما وعدوانا في ذات الوقت الذي تتحدث فيه عن مساويء ومخاطر الهجرة والتهجير غير الشرعي يا ترامبياهو وحسبك هراء وتضليلا !!
وأبشرك أنت الذي توعدت بالجحيم فأحرقت دياركم ، أنت الذي تريد استملاك القطاع والسيطرة عليه بأن ولاية كاليفورنيا الامريكية تعد العدة حاليا للانفصال عن امريكا نفسها لتأسيس دولة مستقلة ، اما الدنمارك فقد جمعت 200 الف توقيع ولم يتبق لها سوى 300 الف توقيع لرفع مقترح بشراء كاليفورنيا بـ ترليون دولار من جنابك الكسيف لعلمهم المسبق بأنك ضعيف جدا أمام اغراءات المال ، ليحدث الانفصال الناجز بعد عرضه على الاستفتاء الشعبي علما بأن معظم سكان الولاية يؤيدون الانفصال للتخلص من صراع الحمار الديمقراطي والفيل الجمهوري ، ليس هذا فحسب بل وقد تعالت الصيحات مجددا في كل من ولاية الاسكا ،وولاية تكساس ،ونيو هامبشاير ، وفلوريدا ، ولويزيانا للانفصال عن بلادكم أيضا بحسب صحيفة نيوزويك الامريكية ، وبشر المستبد الظالم بمن هو أظلم منه ولو بعد حين ، ألم تسمع الى ما قيل قديما :
وما من يدٍ إلا ويد الله فوقها …وما من ظالمٍ إلا وسيُبلى بأظلمِ
هذا – الفالنتين – أو عيد الحب كما يسمونه وهو بالأصل عيد وثني روماني – اغريقي كان مخصصا لـ كيوبيد ، أو ما يسمى بإله الحب عند الرومان ، وإيروس عند الاغريق ولكن وبناء على حملة تنصير الاعياد الوثنية كجزء من الدعاية الترويجية للمسيحية بين أتباع الديانات الأخرى كما ورد في موقع “بشارة المسيح ” فقد تنصر هذا العيد شأنه في ذلك شأن عيد الفصح وعيد الغطاس وأحد الشعانين وشجرة الميلاد والهالوين والكريسماس وبابا نويل وغيرها، لتصنع له أسطورة جريا على العادة في تنصير الأعياد الوثنية واختراع الاساطير لهذا الغرض ، فاخترعوا له اسطورة تزعم أنه وفي العام 269 بعد الميلاد ، كان هناك قس يدعى فالنتين يعيش في روما أيام حكم الامبراطور الروماني كلاوديس الثاني ولما كانت الوثنية سائدة بين الرومان آنذاك فيما كان القس المذكور يدعو الى النصرانية فقد انتهى الامر باعدامه، إلا أن رواية أخرى تزعم، بأن ” الإمبراطور اكتشف بأن العزاب أشد صبراً وثباتا في الحرب من المتزوجين فأصدر أمراً يمنع بموجبه عقد أي قرآن ،غير أن القسيس فالنتين عارض هذا الأمر واستمر بعقد الزيجات في كنيسته سراً حتى اكتشف أمره فأمر الامبراطور بإعتقاله و إعدامه ، وفي السجن تعرف فالنتين على إبنة أحد الحراس وكانت كفيفة فطلب أبوها أن يشفيها بدعائه فشفيت ليقع في غرامها، وقبل أن يعدم في 14 شباط أرسل لها بطاقة بعنوان (من المخلص فالنتين) ليصبح هذا اليوم مناسبة للحب،وحقا ما قالته ثومة “هل الرأى الحب سكارى -وحيارى- مثلنا؟ الجواب مؤكد لا !
وليعلم الجميع بأن الحب الحقيقي هو أن تحب للناس ما تحبه لنفسك ، أن تبر بأبويك ، أن تحترم زوجتك وتكرمها ،أن تحنو على أطفالك وتحسن تربيتهم وتعليمهم ، أن تغيث الملهوف ، أن تطعم الجائع ،أن تسقي الظمآن ،أن تكسي العريان ، أن تأوي المشرد ، ان تنصر المظلوم ،ان تقرض المحتاج قرضة حسنة لا تجر نفعا لحين ميسرة ،أن تعود المرضى ،أن تسعى على الأرامل ،أن تكفل الأيتام ،أن تخفض جناحك للكبير ،أن تعطف على الصغير ،أن يأمن جارك شرك وبوائقك ،أن تكف لسانك إلا عن طيب الكلام ،أن يسع الحب قلبك حتى لا يبقى فيه مساحة ولو ضئيلة لبغض أحد من الناس لأن أحدهم إن لم يكن أخ لك في الدين، فأنه ولا ريب نظير لك في الخلق ولعل من أشهر ما روي في فضل ليلة النصف من شعبان ما له علاقة بالحب الانساني الطاهر ” إِنَّ اللَّهَ لَيَطَّلِعُ في لَيْلَةِ النِّصْفِ من شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خلقه إلا لِمُشْرِكٍ، أَوْ مُشَاحِنٍ” والمشاحن هو من امتلأ صدره بالعداوة والبغضاء والخصومة والغل والحقد ، والشحناء هي نقيض الالفة والمودة والمحبة التي قال فيها النبي ﷺ : “لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أوَلا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم”، ولله در البوصيري القائل في فضل الاسلام العظيم على ما سواه من كل الشرائع والأديان :
لاتذكروا الكتبَ السَّوالفَ عندهُ …طلعَ النهارُ فأطفِئُوا القنديلا
أودعناكم اغاتي