أحوال عربية
سوريا ..سؤال كبير وهام
شكري شيخاني
من الجيد في الذاكرة الثورية ,أن نذكر وبحياددية تامة .إن الثورات بشكل عام تمر بثلاث مراحل؛ متتالية وقد تبتعد المرحلة الاولى عن الثانية بعض الوقت وحتى الثانية عن الثالثة ايضا” ..فلكل مرحلة ترتيب زمني اذا لم تقف بوجهه العوائق او مصاعب ما .
1 – المرحلة الأولى: وهي إسقاط النظام القائم، ليتم تسميته لاحقا” بالنظام البائد او المخلوع
- 2 – المرحلة الثانية: وهي المرحلة الانتقالية، من حالة قديمة الى حالة جديدة وتكاذ تكون جذرية حيث يتم التركيز في تلك المرحلة على الخلاص من غالبية ما تبقى من تركة النظام القديم، والعمل السريع لمنع أي محاولة لثورة مضادة.
- 3 – أما المرحلة الثالثة: فتكون في هيئة بناء النظام الجديد… ولدينا في ثورا البريع العربي أمثلة كثيرة فعلى سبيل المثال لا الحصر؛ الثورتان المصرية والتونسية.. نرى أنهما أنجزتا وبنجاح المرحلة الأولى من الثورة؛ وهي إسقاط تام للنظامين المصري والتونسي، ..ثم انتقلت هاتان الثورتان إلى المرحلة الثانية ؛ أي تطهير البلاد من أزلام النظام القديم وذلك تمهيدا للمرحلة الثالثة؛ وهي بناء النظام الجديد، وفق معايير الدول المتقدمة والمتطورة قدر الامكان .
بالنسبة لناا نحن في سوريا . فان الثورة السورية والتي انطلقت في اذار من عام 2011، تراها قد دخلت في اتون حرب حامية الوطيس ولمدة 14 عاماً ,دفعنا فيها نحن السوريون الالاف من الشهداء، والالاف من المعتقلين والمغيبين نساء ورجال واطفال ..أضف الى ذلك الملايين من المهجرين قسرياً، وجيش من الارامل وجيش اخر من العاطلين عن العامل وخلال 14 عام تم تدمير 70 /100 من البنى التحتية والخدمية .. ومع كل ماسبق . ورغم كل الفواجع والمآسي تكللت الجهود والتضحياتو نجحت الثورة أخيراً في عام كان ختامه مسك في الثامن من كانون أول 2024.. وهكذ نكون قد انجزنا المرحلة الأولى،.. و ليس سرا” ان ذلك تم بعد ان استطاعت هيئة تحرير الشام، والجيش الوطني السوري المتحالف مع تركيا، الإطاحة بنظام بشار الأسد، وبالامس 29 /1 /2024 بدأنا نحو المرحلة الثانية بتنصيب السيد احمد الشرع رئيسا” مؤقتا”….والسؤال الذي يدور في عقل كل مواطن سوري و بقوة: هل ستنجح هذه الثورة وبعد ما مر عليها، وعلى الشعب السوري من ويلات وتحديات وانقسامات، في اتمام المرحلة الثانية بنجاح وهي التشاركية في المسؤولية والانتقال بشكل فعلي ال حياة سياسية تشمل كل الاطياف السورية .. حتى يمكننا الذهاب الى المرحلة الثالثة هو سؤال كبير بشكل خاص يوضع في رسم الادارة الجديدة التي تولت زمام الامور و كل أطياف الشعب السوري العظيم .