أحوال عربيةأخبارأخبار العالم

دولة إرهابية برعاية غربية .. الفرق بين زرع مواد متفجرة في أجهزة «بيجر» وزرع عبوة ناسفة في حافلة؟

ما الفرق بين زرع مواد متفجرة في أجهزة «بيجر» وزرع عبوة ناسفة في حافلة؟

ب. ميخائيل

للأسف الشديد وللخجل، لا يوجد مناص من القول بأن إسرائيل سارت خطوة كبيرة نحو شرعنة ارهاب الدولة. فرض الرعب والمعاناة على سكان بوسائل عنيفة وبدون كوابح، مثلما في غزة وفي الضفة المحتلة والآن في لبنان أيضا

عفواً، هل هناك أحد مستعد ليشرح لي الفرق بين إطلاق 5 آلاف عبوة ناسفة على 5 آلاف منزل في لبنان وبين زرع عبوة ناسفة في حافلة أو إلقاء قنابل عنقودية على أحياء يوجد فيها مجرمون أيضا؟

كيف تقوم بالمقارنة؟ سيوبخونني بالطبع. 5 آلاف جهاز بيجر تم إعطاؤها فقط لنشطاء “حزب الله” “الأوغاد”، في حين أن حافلة مفخخة أو قنبلة عنقودية تستهدف المس بشكل عشوائي بكل شخص.

“عفواً”، سأرد على المنتقدين. “أيضاً من أرسلوا أجهزة البيجر لم تكن لديهم أي فكرة عن المكان الذي ستنفجر فيه العبوة، ولدى من سيكون الجهاز وأين هو موجود، وكم هو عدد الاشخاص الذين سيكونون في المحيط، هل سيكون هذا في بقالة أم في يد طفل يحب الاستطلاع أو ربما في سيارة في محطة وقود أو في يد الزوج أو الزوجة؟”.

من الذي خطرت بباله فكرة وضع عبوات ناسفة في أجهزة سيتسبب تشغيلها بإعاقات للمصابين؟ هكذا بشكل متعمد كي يصابوا بالعمى وتمزق الأمعاء وبتر الأطراف. هل كان هذا قلقا رحيما على حياة المصاب أم أنه كان يستهدف القضاء على حياته بالألم؟ عفواً مرة أخرى. هل يمكن أن تشرحوا لي الفرق بين صرخات الفرح الغبية لـ “الرعاع” الغزيين عند مشاهدة مسيرة الأسرى المخطوفين في شوارع القطاع وبين النكات المقرفة وصرخات الرعاع الإسرائيليين عند سماع وصف الاصابات في لبنان؟ ربما لم يأت ذلك كله إلا ليعلمنا بأن الرعاع هم رعاع، سواء اختارهم الله أم لا. عند سماع صرخات الفرح هذه يخطر بالبال أنه تفجرت فينا أجهزة بيجر، وأننا أيضا أُصبنا بالعمى ولم نعد نقدر أن نرى الى أين نذهب؟ ألم تتعلم إسرائيل بعد بأن كل هذه الألعاب النارية القاتلة وكل نوبات القتل وبهجة التصفيات المضادة لا تفيد ولا تغير أي شيء؟ كل ذلك، بما في ذلك أجهزة البيجر المتفجرة، لا يؤدي إلا الى غليان الدماء وتأجيج الكراهية وتعميق سفك الدماء.

للاسف الشديد وللخجل، لا يوجد مناص من القول بأن إسرائيل سارت خطوة كبيرة نحو شرعنة ارهاب الدولة. فرض الرعب والمعاناة على سكان بوسائل عنيفة وبدون كوابح، مثلما في غزة وفي الضفة المحتلة والآن في لبنان ايضا.

“هم يريدون تدميرنا!”، هكذا سيقول من يريدون التبرير. ونحن ماذا نريد بالإجمال؟ ليس الكثير. فقط كل البلاد من الفرات الى النيل. بالطبع فقط لليهود. هذا كل ما نريده. هل هذا مبالغ فيه؟ هذا ما قاله الله!، بصراحة هذا ما يقوله من يمسكون بدفة القيادة.

ما هي المرحلة القادمة في إرهاب الدولة الذي تمت شرعنته؟ مخربون انتحاريون؟ هذا ليس خياليا. تسميم الآبار؟ بالتأكيد. فهذه عادة جميلة وعادية في حقول الضفة المحتلة. تقييد الولادات؟ لا توجد مشكلة في ذلك. فجميع المستشفيات واقسام الولادة في غزة تقريبا اصبحت انقاضا.

بعد ذلك ستأتي بالطبع خطة غيورا آيلاند “احتلال لبنان”. سيطلب من اللبنانيين الذهاب الى الشاطئ خلال اسبوعين. في كل المنطقة سيبقى فقط من لديه بطاقة عضوية في “حزب الله”. بعد انسحاب المدنيين الذين ليسوا اعضاء مسجلين في “حزب الله” سنعرف أن كل الذين بقوا هم “مخربون”، وعلى الفور ستبدأ عملية قتلهم. بدون غذاء سيستغرق الأمر شهوراً. وإذا حرصنا على التعطيش فسنستطيع إنهاء كل العملية في أسبوع. وكما وعدنا فان النصر النهائي سيأتي بسرعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى