أحوال عربيةأخبارأخبار العالم

الحركى الجدد: يبرّرون للمحتلّ، ويحتقرون كلّ محارب للمحتلّ

سيجار الثّورة الجزائرية وسيجار الفلسطيني الشهيد – معمر حبار

الحركى الجدد: يبرّرون للمحتلّ، ويحتقرون كلّ محارب للمحتلّ:

قرأت عصر البارحة عبر صفحة نقل صاحبها عن الحركى الجدد قولهم: “أن أبا شجاع لا يجوز أن نقول عنه شهيد. لأنه كان مدخنا وحالق قزع”.

السّادة الكبار العظام رغم السيجارة:

أقول: شهداء الجزائر وهم أسيادنا كانوا يدخنون.

قادة الثّورة الجزائرية وهم أسيادنا كانوا يدخنون. ومنهم الرّئيس هواري بومدين. وقد ذكرنا ذلك عبر مقالنا[1] الذي نقلناه من كتاب[2].

الوفد الجزائري المكلّف بمفاوضات إيفيان وهم الكبار العظام الذين أداروا المفاوضات باحترافية عالية كانوا يدخنون.

قرار منع استهلاك دخان الاستدمار الفرنسي ثمّ التّراجع عنه:

اتّخذ قادة الثّورة الجزائرية قرار منع استهلاك الدخان كوجه من أوجه المقاطعة، والضّغط على مداخيل الاستدمار الفرنسي. باعتبار الدخان مصدر من مصادر تمويل الاحتلال. وشكل من أشكال مقاطعة المحتلّ، والضّغط عليه. لكن سرعان ماتمّ التّراجع عن القرار. لأنّ الجزائريين الذين كانوا يعملون في مصانع التبغ التّابعة للمحتلّ اشتكوا لدى قادة الثّورة الجزائرية الطرد، والبطالة، والتّهديد من المحتلين أصحاب المصانع.

وقد ذكر القائد المجاهد لخضر بن طوبال رحمة الله عليه ذلك بالتّفصيل في أحد أجزاء مذكراته باللّغة الفرنسية. ولا يحضرني -الآن- الجزء بالضّبط. وأنصح بقراءة الجزء الثّاني من مذكراته[3] باعتباره يتطرّق لمرحلة الثّورة الجزائرية.

الذين استعانت بهم الثّورة الجزائرية في مواجهة الاستدمار الفرنسي:

استعانت الثّورة الجزائرية، بـ: الفرنسيين الموالين للثّورة الجزائرية، وبعض الخونة الحركى الذين طلبت منهم أن يبقوا على “خيانتهم؟!”، وفي الوقت نفسه يظلّون عينا، وعونا للثّورة الجزائرية.

والشيوعيين. والاندماجيين.

والجنود الجزائريين الذين سبق لهم العمل مع الجيش الفرنسي المحتلّ.

والعاملين في الحانات. والبنات أصحاب السّمعة السّيّئة. وبنات اللّيل.

والحايك. وماسح الأحذية. وبائع الجرائد.

وبعض الباشاغا. وبعض القياد.

والعْجَارْ. والقفّة. والمْغَيَزْ.

والحمير، والبغال، والكلاب وقد ذكرنا ذلك في منشورنا[4] فيما نقلناه عن كتاب لمن أراد الزّيادة[5].

وتشبّه بعض المجاهدات بالفرنسيات في المشية، والحديث، والحلاقة، والملبس لتسهيل أداء العمليات المطلوبة منهن ضدّ الاحتلال باحترافية عالية. وقد تطرّق فرانس فانون[6] في كتابه “العام الخامس من الثّورة الجزائرية” باللّغة الفرنسية لتفاصيل مثيرة، وبالغة الدّقة، وبصدق، وأمانة.

والجنين الشهيد الذي قتله المجرم المحتلّ حين بقر بطن أمّه الشّهيدة الشريفة. كما ذكر ذلك المجاهد محمّد عياد[7] أمدّ الله في عمره.

وكلّ من هؤلاء -والكثير الذين لانعرفهم- أدّوا مهامهم العظيمة التي طلبت منهم، وباحترافية عالية، وساهموا في طرد المحتلّ المغتصب.

العبرة بالنتائج، والوسيلة تتبع الغاية:

تفرض الحرب على من خاضها، أو فرضت عليه كشأن الثّورة الجزائرية أن يستعين بما هو متاح، ويضمن له الارتياح. ويتغلغل عبره إلى فراش المستدمر فيكشفه، وينسفه. والعبرة بالنتيجة، والجهد المبذول. والوسيلة تتبع الغاية العظمى وهي مواجهة، وطرد المحتلّ المغتصب.

الجزائرية “العارية؟ !” التي كانت من وراء نجاة الكبار العظام:

تحضرني واقعة قرأتها عبر مذكرة لمجاهدة جزائرية أمدّ الله في عمرها، -لايحضرني الآن اسمها- وقالت: دخل مجموعة مجاهدين جزائريين لبيتي. فقدّمت لهم الأكل، والشرب. ثمّ علمت أنّ هناك وشاية، فجاء المدد من الجيش الفرنسي المحتلّ لإلقاء القبض عليهم. وبسرعة خارقة أدخلتهم لأسفل البيت إعدادا لمثل هذه الحالات، وأغلقت الفتحة ووضعت فوقها أدوات الاستحمام، وجرّدت نفسها من اللّباس. وحين اقتحم المحتلّ البيت وجدها عارية، وتستحم فتراجع. وضمنت بهذا نجاة المجاهدين. وهذه المرأة العظيمة هي التي كانت من وراء نجاة الكبار العظام. ويظلّ فضلها على الجزائر، ورجال الجزائر مابقيت السّماوات، والأرض. وذكرنا ذلك في منشور[8] لمن أراد الزّيادة.

دعوة صادقة لأسيادنا:

رحم الله أسيادنا، ورضي الله عنهم وأرضاهم الذين واجهوا الاستدمار الفرنسي، ولقوا الله في ميدان الشرف، وبشرف، ولأجل شرف الجزائر والأمّة. ومهما كانت وظيفتهم، ولباسهم، ومشيتهم، وحلاقتهم. وسواء كانوا يستهلكون الدخان، أو لايستهلكونه.

إضافة ثانوية على هامش المقال:

من أراد أن يعرف كيف تعامل بعض وزراء الجزائر السّابقين مع السيجار[9]. فليتابع منشورنا في الهامش أدناه.

الأربعاء 1 ربيع الأوّل 1446هـ، الموافق لـ 4 سبتمبر 2024

الشرفة – الشلف- الجزائر

[1] مقالنا بعنوان: الرئيس هواري بومدين من خلال خصاله، وفلسطين، والنفط، وعبد الناصر، والسادات، وفيصل، وكيسنجر، وحرب 1973– ترجمة، وتلخيص، وتعليق معمر حبار

[2] Ania Francos et J.P Séréni “Un Algérien nommé Boumediėne”, Editions ASS NNI, Juin, 2017, Contient 392 Pages.

[3] Daho Djerbal “LAKHDAR BENTOBBAL Mémoires de l’intérieur”, CHIHAB ÉDITIONS, Octobre, 2021, Alger, ALgérie, Contient 401 Pages.

[4] منشورنا بعنوان: #منجرائمفرنسافيالجزائر 2

الإثنين 5 ذو الحجة 1443 هـ، الموافق لـ: 4 جويلية 2022

[5] عائشة ليتيم “أيّام في الذاكرة، من مأساة شعب. مشاهد مرعبة من جرائم فرنسا في الجزائر”، دار هومة، الجزائر العاصمة، الجزائر، 2014، من 463.

[6] Frantz Fanon « L’an 5 de la révolution algérienne », Edition TALANTIKIT, Bejaia, Algérie, 2015, Contient 168 Pages.

[7] مقالنا بعنوان: الثورة الجزائرية من خلال محمد عياد المحكوم عليه بالإعدام ـ معمر حبار

وبتاريخ: الأربعاء 04 ذو الحجة 1439 هـ الموافق لـ 15 أوت 2018

[8] راجع من فضلك منشورنا بعنوان: #عظمةالمرأةالجزائريةوعظمةالثّورة_الجزائرية

وبتاريخ: الخميس 16 شعبان 1444 هـ، الموافق لـ 9 مارس 2023

[9] منشورنا بعنوان: الجزائرمنخلالسيجارالرّئيسهواريبومدين_ووزرائه

وبتاريخ: الأحد 15 محرم 1446هـ، الموافق لـ 21 جويلية 2024

الشلف – الجزائر

معمر حبار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى