يفصرمون !!
يفصرمون !!
قبل ايام حدثني احد الاساتذة القدامى الذين يعتبرون من رواد التعليم في مدينة الصويرة اضافة الى ذهابه في سبعينات القرن الماضي الى العديد من الدول العربية لممارسة التدريس هناك حينما كانت الدول العربية تتعلم من العراق في كل شيء!!
المهم ذهب هذا الاستاذ حينما كان صغيراً مع والده الى احد المجالس التي كانت تعقد ايام محرم في مساجد المدينة و يلقي فيها خطيباً قادما من خارج الصويرة طبعاً المحاضرات الدينية واستمع الاستاذ الصغير وهو لا زال في الابتدائية حينها ان الخطيب ذكر عن احد اصحاب الحسين (ع) انه اثناء القتال قاتل الجيش قتالاً شرساً ورغم انه قطعت يده اليمنى اخذ يقتلهم بيسراه ، وحينما قطعوا يده اليسرى ، مسك سيفه بفمه وقتل منهم في هذه الحالة ثلاثين الف ، استغرب الاستاذ و بقيت هذه الحادثة في ذهنه وبعد المحاضرة سئل والده عن ذلك فقال له ببساطته : يفصرمون ! لم يفهم معنى ذلك ولكن نتيجة مهابة والده لم يسأله عن ذلك الا انه احتفظ بالمعلومة رغم انه لم يعرف معناها ولم يجد جواباً لتساؤله.
بعد ايام اخذه والده معه الى احد جوامع اهل العامة في المدينة ايضاً ، وكان لديهم ذكر واعمال دروشة وشاهد كيف يضعون السيوف في بطونهم و يمارسون اعمالهم ، وبعد ان خرجوا ايضاً سئل والده عن ذلك فأجابه ذات الاجابة : يفصرمون!!
ايضا لم يستطع معرفة المعنى الا انه لم يستطع الصبر على ذلك فذهب الى امه وسألها عن ذلك فقالت ان والدك يقصد انهم يكذبون !
بيت القصيد كم لدينا الان من يفصرم علينا حسب تعبير والد الاستاذ و نعلم انه يفصرم ومع ذلك لا حل لنا سوى ان نستمع ونسكت !
وليد عبدالحسين جبر