جردة حساب
جردة حساب
بهاء الدين الصالحي
الثروة التي هبطت علي دول الخليج كفرصة تاريخية ولكنها جاءت في ظرف تاريخي مغاير وهو خفوت حدة القومية العربية مع هزيمة ٦٧وكذلك ظهور صوري لفكرة الاممية الإسلامية كمعبر لقيادة قطرية ممثلة في المملكة العربية السعودية ،وكان من نتائج ذلك :
١ زحف رأس المال الخليجي من خلال ذلك الاختلال السلوكي داخل المجتمع الخليجي نفسه ،ومن هنا النزق الذي تمخض عنه تجارة بيع الفتيات المصريات الفقيرات لشيوخ مسنة وأما ان تعيش هناك خادمة لأبنائه او يكون الامر اشبه بالدعاء المقنعة من خلال ان تتزوج الفتاة زيجات متتابعة بمعرفة تاجر الرقيق الأبيض وغالبا مايكون مصريا، وذلك كله بعيدا عن رقابة الدولة ومبرره الأوراق الرسمية الموقع، وذلك نابع من دخول الدولة المصرية وقتذاك مرحلة الفوضي المقننة بحكم فتح السوق المغلق عبر فترة تم تشويهها عمدا لتبرير الفوضي ، ومن نتائج ذلك تشوه هيكلي في تركيبة الأبناء مزدوجي الهوية وأضاف أعباء للأم المصرية التي استمتع بها الشيخ الخليجي وتركها بعدما ترك لها مؤخرا هو تكلفة وليمة فاخرة عنده ،وتركها تعاني عدم إعطاء الجنسية لابنها وتكاليف التعليم كأجنبي والإقامة وهكذا معاناة .
٢ تحول شريحة من الصفوة المصرية معلمين وقضاة واستاذة جامعيين للعمل بدول الخليج وبدلامن تصحيح الواقع الفكري .هناك عادوا إلينا بحكم الأموال الكثيرة الي دعاة لمذهب متأخري الحنابلة خاصة المنحدرين من الشريحة الدنيا للطبقة الوسطي التي استفادت من ثورة يوليو ثم عادت من دول الخليج تلعنها .
3– وكذلك سهولة بعض الخلاجنة علي درجات جامعية دون جهد علمي ناتج انهيار مستوي التعليم في بعض الجامعات الإقليمية في مصر وإنشاء بعض المعاهد التي تسوي لهم الحصول الدرجات العلمية من دبلومة الي دكتوراة مما أساء الي سمعة الجامعات المصرية ونقل الإعجاب للجامعات أوربا شرقا وغربا ، علاوة علي اصحابهم أبنائهم لسهولة حصولها علي الثانوية العامة من هناك مما يؤثر علي قناعات ذلك الجيل ونمط استهلاكه، وبالتالي تشويه لبنة رئيسية من لبنات التنمية .
قد يكون رأس المال الخليجي مظلوما في ذلك وأن ما كان مظهر من مظاهر الخلل في العقلية العربية إنما يعكس الأمر في ثناياه دناءة النظرة للمرأة سواء في الداخل او الخارج .وهنا غياب المشروع وربما كان النزاع الهوياتي الذي تناوب الأمة العربية ماقبل ومابعد العام المحوري ١٩٦٧.