تعاليق حرةرأي

رجاءً. لا تشتم الوطن

مارتن كورش تمرس لولو

لماذا تَعَوَّد البعض الذين يقيمون في بلدان المهجر، على شتم وسب الوطن كلما ذكر الواحد منا اسم الوطن أمامهم! كأن لا كلام لهم سوى الرد بالشتائم! كأن الوطن كان السبب فيما حلَّ بهم. لو سأل الواحد منهم: (ما هو ذنب الوطن فيما جرى ويجري لهم؟ هل يستحق الوطن الشتم والسب؟) تجد من يقف لهؤلاء ندًا مدافعًا عن الوطن قائلًا لهم باللهجة العراقية: (هو أنت فوك ما تركت الوطن وهاجرت هم إلك عين تشتم الوطن اللي تربيت على تربته وشربت من مياهه! مع الأسف عليك.) بل تجده، إضافة إلى شتمه، سبه وتنكره للوطن، يسخر من الوطنيِّ القائل: (بأني أبكي وأتوجع ما دمت ُبعيدًا عن الوطن.)
لا يعرف قيمة الوطن إلا من أحبه وشعر أنه جزء منه والعكس صحيح. ليس الوطن حاجة ما عندما لا نريدها نرميها جانبًا ولا قميصًا كلما إتسخ رميناه جانبًا من أجل غسله. الوطن صديق عزيز ومخلص لا يخون صاحبه حتى لو خانه كل أفراد الشعب، كيف إذا كان الوطن من على أرضه “وَغَرَسَ الرَّبُّ الإِلهُ جَنَّةً فِي عَدْنٍ شَرْقًا،”(سفر التكوين 2: 8).
هيَّا يا كل الذين يحملون الجنسية العراقية ويعيشون في بلد المهجر اعلموا إن شتمَ الوطن لا يحل لكم مشاكلكم بل عليكم أن تمسكوا ألسنتكم عن شتم الوطن بعدُ، فليس مثل الوطن من هو كريم بل هو أكرم من أقرب الناس إليكم، ألا يضع نفسه وتربته ونهريه بين أيدينا؟ هل تأخر يومًا بل لحظة عن إيواء المشردين والنازحين والمهجرين قسريًّا؟ اعلم يا من تشتم الوطن أنه لا أحد يعرفك في بلد المهجر إلا لأنك عراقي، كن عند حسن ظن الوطن بك ولا تشتمه بعدُ! لأن لا ذنب للوطن في كل ما جرى لك ولغيرك. يكفي إنه وطن والوطن هو في مرتبة الأب أو الأم. أم نسيت أو تناسيتَ إنك مواطنٌ والمواطن ابن ولا يحق للابن أن يشتم…. لو كل مواطن نظر بعيون المحبة والإخلاص إلى وجه الوطن لرآه يبكي دمًا وهو يرى أبناء شعبه متفرقين، مهجرين قسريًّا، مشردين ونازحين! لكن وإن حزنَ الوطن لكنه لن ييأس لأنه يعرف حق المعرفة أن معدن العراقي أصيل.
المحامي والقاص

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى