مناظرات عبر الاثير إكراما للشعب الكسير !!
احمد الحاج
كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن دعوات لمناظرات سياسية علنية بحضور الامم المتحدة بين الفرقاء السياسيين في العراق،وكالعادة تباينت الآراء بشأنها عراقيا بين مؤيد ،ومعارض ،ومتوجس ، ومشترط ،ومتوعد ، ومتجاهل كليا .
- المؤيدون لإجراء المناظرة واثقون من أنفسهم ، ومما سيطرحه ممثلوهم فيها ، وكأنك بأحدهم وهو يردد قول المتنبي بكل ثقة :
انا الذي نظر الاعمى الى ادبي …واسمعت كلماتي من به صمم - المتوعدون ممن يخشون خوض غمار المناظرات وفي اجراء استباقي خشية طفو ما لايودون طفوه على السطح ، وظهور المزيد من التسريبات ، قبل المناظرة أوبعدها، باتوا يلوحون بكشف ملفات لم يكشف عنها النقاب من قبل وفي أية مناظرة علنية لعل من يصرون على اجراء المناظرة يحيدون ، ويصرفون النظر عنها حاليا ،ولسان حال أحدهم يصدق فيه قول ابن الرومي :
كـشـفـت عـيوبك مثل ما ..كـشـف الظـلامَ المَـقْبس - المتوجسون يخشون من تبعات المناظرة وتداعياتها على قواعدهم الشعبية ، وعلى حواضنهم الانتخابية في حال لم يوفقوا فيها أمام الملأ ،خشية كسر ارادتهم ،وزعزعة ثقتهم ،وإثارة مخاوفهم ،واضعاف همتهم، والفت في عضدهم ، تمزيق شملهم ، وإحباط جمهورهم ،يصدق فيهم قول طرفة بن العبد :
سَتُبْدِي لك الايام ما كنت جَاهِـلاً..ويأتيك بالاخبار من لم تُـزَوِّدِ - المشترطون والمتشرطون يقيدون عقد المناظرة بضمان أمنهم وسلامتهم ، والا فلا ، ولسانهم حالهم يصدق فيه قول سامي البارودي :
أدهى المصائبِ غدرٌ قبلهُ ثقةٌ…وأقبَحُ الظُّلْمِ صَدٌّ بَعْدَ إِقْبَالِ - المعارضون يرون بأن المناظرات من شأنها إطفاء جذوة الاحتجاجات السلمية المشروعة التي كفلها الدستور ، وتقلل من حماسها ، وتضعف من زخمها ، ولاسيما في حال لم يوفق من انتدبوا لها في سوق الحجج عند تعارضها آو تصادمها مع حجج المقابل ،يصدق فيهم قول الشاعر :
صم إذا سمعوا خيرًا ذكرت به ..وإن ذُكرت بشرّ عندهم أذنوا
الغافلون،والمتجاهلون،والذاهلون، قد ملوا الواقع السياسي العراقي الفوضوي ، العبثي ، الميئوس منه برمته، وسئموا من مشاحناته ومناكفاته وصداماته ومهاتراته وتقاطعاته ، بل وحتى انتخاباته التي لاتسمن ولاتغني من جوع لتغيير واقعهم أو اصلاحه ، و10 ملايين منهم يرزحون تحت خط الفقر المدقع في أغنى بلد حول العالم،وقد صموا أذانهم ، وأغلقوا أبوابهم دون المناظرات والحوارات والاتفاقات، والصفقات السرية منها والعلنية، الظاهرة منها والمستترة، والتي لن تأتيهم بالخير المفقود الذي يأملونه ويحلمون به ويرجونه في كل شاردة وواردة ، على مدار 20 عاما ومن دون جدوى اطلاقا ، ولسان حالهم يردد ماقاله ابو الشمقمق :
ليس إِغلاقي لِبابي أن لي ..فيهِ ما أَخشى عَلَيهِ السَرَقا
وَإِنَّما أَغلَقتُهُ كَيلا يَرى ..سوءَ حالي مَن يَمُرُّ الطُرُقا
مَنزِلٌ أَوطِنُهُ الفَقرَ فَلَو …دَخَلَ السارِقُ فيهِ سُرِقا
الا أن بعض المراقبين والمحللين يرجحون بأن كل المناظرات وإن انعقدت بشروطها وضوابطها فلن تكون بالمستوى المطلوب البتة، وستدور في حلقة مفرغة تماما ولن تتعدى حدود الرد ، والرد المقابل، في دور وتسلسل مقيت وممل لاينتهي ، ومن دون التوصل الى بصيص من نور في نهاية النفق حالك الظلمة ، كما انها لن تكون مفتوحة على الغارب بين المتناظرين أنفسهم لطرح كل الملفات الساخنة والشائكة دفعة واحدة بما يقلب عاليها سافلها ، وانما ستكون هناك خطوط حمر ، قد يتفق عليها الفريقان ضمنيا قبيل المناظرة، وبالاخص فيما يتعلق منها بالقضايا ذات الاهتمام المشترك والتي لايحبذ فتحها اي المتناظرين جهارا نهارا ، وعيانا بيانا على رؤوس الاشهاد ، ويفضل كل منهما وعلى قول الاشقاء المصريين ” خلي الطابق مستورحاليا ” وعلى قول العراقيين “خليها سكته يالفتة “،وعلى قول الاشقاء السوريين”مش وقتا” وعلى قول الحكماء” ليس كل ما يعرف يقال ” .
ولكن دعوني أناظر ولا أقول أباهل ، لأن المباهلة ” ملاعنة” لايقوى على خوض غمارها الصعب الا أصحاب النهى ، والتقى ، والصلاح ، والعفاف ، والغنى ، من اصحاب العقول الراجحة ، والضمائر النقية…وحسبنا مناظرة – طيارية – على الورق ،وعبر الاثيروالفضاء السيبراني لمن لم أرهم ،ولم يرون ، وبنقاط ليجيبوا عنها علانية ، كل من مكانه وموقعه وفي نطاق صلاحياته ، وحدود مسؤلياته ، وأنوه الى أن الاسئلة موجهة الى قادة وزعماء” العرب والكرد والتركمان ..السنة والشيعة ..المسلمين والمسيحيين والايزيديين والصابئة والشبك..الى احزاب اليمين واليسار ..الى الاسلاميين والعلمانيين ..الليبراليين والراديكاليين فضلا عن ما يسمى بالمستقلين وعلى حد علمي بأن لامستقلين في العراق سياسيا بالمعنى الحرفي المتعارف عليه دوليا ، وانما هي بدعة يراد بها تكثير سواد الاحزاب ، واكمال النصاب، وقلب الموازين ولاسيما في اللحظات الاخيرة لصالح هذا الطرف أو ذاك ، عندما يجد الجد، ويبدأ الفرز ويحين العد ” وابدأ بـ :
- لقد وعدتم النازحين بإعادتهم الى مناطق سكناهم الاصلية بعد تأهيلها وإعمارها ، الا أن 700 الف منهم مازالوا في الخيام ، يفترشون الارض ، ويلتحفون السماء ، ولم يعودوا الى يومنا هذا …لماذا ومن المسؤول ؟
- لقد وعدتم بزيادة رواتب المتقاعدين وبما يتناسب مع رفع سعر الدولار ، وانهيار سعر الدينار ، وحجم التضخم ، والركود الاقتصادي ، الا انكم لم تفعلوا ..فمن المسؤول عن هذا التلاعب بالمشاعر والاحاسيس واطلاق الوعود الزائفة ؟
- لقد وعدتم بتثبيت أصحاب العقود في كل دوائر ومؤسسات الدولة لمن اكمل خمس سنين فما فوق الا أن الافا مؤلفة منهم لم تثبت بإستثناء النزر اليسير منهم ، وبعضهم صدم لعدم تنفيذ أية فقرة – واكرر حتى لايظنن ايا منكم بأنها خطأ مطبعي أو لغوي – أية فقرة – من فقرات وميزات وامتيازات القانون رقم 315 بذريعة عدم تعميم الاوامر الادارية ، وعدم اطلاق التخصيصات المالية المتعلقة بتطبيقه واقعا ، حيث لا اجازات دراسية ، ولا علاوات ، ولا ترفيعات ، ولا مكافآت نهاية خدمة ، ولا تقاعد – وفقا لما هو مكتوب في نص القانون – مع انكم وفي كل يوم تطلقون بشرى – ورقية او فيسبوكية- سارة لن تنفذ ولو – بالمشمش – بقدر كونها حقنة تخديرية تطلقونها كلما ادلهم الخطب، فيما الواقع المعاش هو وعلى قول المثل الشعبي – اواعدك بالوعد واسكيك ياكمون – او عش ياوديع حتى يأتيك الربيع …لماذا يا بشر ؟!
- لقد وعدتم بزيادة رواتب المشمولين بالرعاية الاجتماعية ، وشمول عشرات الالوف منهم بما يسمى بقانون الامن الغذائي الذي جعل موازنة 2022 في خبر كان واخواتها ، ولم ينفذ شيء من ذلك حتى كتابة السطور ..في بلد احتياطيات النقد الأجنبي فيه تجاوزت 80 مليار دولار مع توقعات ببلوغها 90 ملياراً بنهاية 2022…فمن المسؤول عن ذلك كله ياقوم – حلوه مال ياقوم ..عجبتني كلش ، ذكرتني بفيلم عنتر وعبله !!
- لقد وعدتم بإعادة المفسوخة عقودهم الى الخدمة في كل المؤسسات العسكرية والامنية ولم يعودوا حتى كتابة السطور ..في بلد بلغت احتياطيات بنكه المركزي من الذهب 131 طناً في المجمل،
فمن المسؤول عن عدم تنفيذ الوعود ..ومن المسؤول عن اطلاقها جزافا للدعايات الانتخابية ؟
-في كل ربيع وخريف ومع تحسن الطقس وانخفاض استهلاك الطاقة تعاهدون الشعب العراقي – زورا وبهتانا – بزيادة تجهيز الكهرباء ، واحيانا بتصدير الفائض الى دول الجوار – ولكم عمي بطلنا مانريد العنب ..رجعوا سلتنا ، واحترموا عقولنا ومشاعرنا وشيبتنا – والحال على ماهو عليه ، ومن سيء الى اسوأ ، مع وعود – مشمشية – بربط خليجي ، وربط اردني ، وربط ايراني – واي قبض ماكو – ولولا المولدات الاهلية – لسلق الشعب العراقي عن بكرة ابيه بإستثناء المنطقة الخضراء وقصور الوزراء والنواب والاثرياء صيفا – ولتجمد الشعب العراقي شتاءا وبالاخص الفقراء والمساكين ، برغم عشرات المليارات من الدولارات التي انفقت لتحسين الشبكة على مدار سنين طوال ولكن من دون جدوى لتذهب وكما ذهب العراق الجريح بمن فيه مع الريح ..لماذا ؟ ولاتقل لي وان صح ذلك، بأن شركة سيمنز الالمانية ، وجنرال الكتريك الامريكية ، والطاقة الايرانية ، يتنافسون فيما بينهم على كهرباء العراق ومتى ما حلت المشكلة بينهم حلت ازمة العراق ..لأنه وعلى قول كعب بن زهير:
كانت مواعيد عرقوب لها مثلا..وما مواعيدها إلا الأباطيلُ - لقد وعدتم بتأهيل المصانع العراقية ، ومئات منها متوقفة من دون سبب وجيه ، ولا منطقي ، ولا مقنع بإستثناء فتح الابواب على مصاريعها أمام المستورد – الستوك – الاجنبي ومعظمه من مناشئ غير معروفة ..ولو كانت النوايا صادقة والجهود مخلصة لتأهيل وتشغيل المصانع العراقية لفرضت على – الستوكات المستوردة – القيود والضرائب والرسوم الجمركية الكبيرة ، بما يسمح بدعم المنتج الوطني وتشغيل الاف العاطلين العراقيين عن العمل في مصانع بلادهم المتوقفة – ولو ان بعضكم يكره مصطلح الوطني ويصاب بالقشعريرة والغثيان عند ذكرها – بزعم انها اختراع سايكس بيكوي استعماري مع التحفظ التام على رأيك وزعمك بطبيعة الحال ، وأسأل ” اذا كنت منزعجا جدا ايها السياسي من مصطحات الاستدمار الاجنبي ، ومن حدوده المصطنعة ، التي وضعها بين الدول العربية والاسلامية ، العفو ” كلي الامريكان ممن تحتسي معهم كل يوم -المشروبات الباردة والساخنة – شعدهم هنا ببلدنا ؟!” .
- لقد وعدتم بإحياء الزراعة العراقية ، ودعم الفلاحين والمزارعين ، وحفرالقنوات والابار الارتوازية ، وبناء السدود ، وتشييد الاحواض والخزانات العملاقة ، وتغذية البحيرات وقد جف ونضب معظمها ، واجتثاث زهرتي النيل والشنبلان ، وشراء المحصول العراقي ودعمه ، والتوقف عن تجريف الاراضي الزراعية ، وحرق البساتين ، والكف عن تحويل جنس الاراضي من زراعي الى سكني ، واطلاق مشروع الحزام الاخضر ، لوقف التصحر ، ومكافحة الجفاف ، فضلا على عقد اتفاقات طويلة الامد وملزمة مع الدول المتشاطئة مع العراق للحصول على حصصه المائية كاملة وغير منقوضة بعيدا عن مشاريعهم المائية التي حولت مجاري الانهار من دولة المنبع تجاه المنبع ثانية بعيدا عن ارض المصب والتي كانت تسمى قديما – ميزوبوتاميا – او بلاد ما بين النهرين كما في الكتب القديمة ..وهي ذاتها التي كانت تسمى في ذات الكتب بأرض السواد لخصبها وكثرة مزروعاتها .
- لقد وعدتم في بلد وارداته الشهرية من النفط وحده بلغت 10 مليارات و608 ملايين دولار لشهر تموز الماضي فحسب ، برعاية المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة ..كذلك المسنين ..كذلك الايتام ..كذلك الارامل ، كذلك المشردين ..كذلك الكادحين ..كذلك العاطلين ..كذلك ساكني العشوائيات ..اصحاب البسطيات ..اصحاب الشهادات الاولية والعليا ممن لم يوظفوا الى يومنا ، ولن يوظفوا ، لأن الوظيفة في العراق وكما هو معروف للقاصي والداني ، بحاجة الى محسوبية ، ومنسوبية ، وفئوية ، وتزكيات – ودفعة حزبية – مشفوعة بـ – دهن السير-، أحيانا بالدهن الحر المحلي (الاحمر) ، واخرى بالزيت الاجنبي (الاخضر) ، لتسهيل المهمة بخلاف الهدايا والعزائم والولائم ، والمحشي والمشوي ..وبوس ايد عمك ، بوس ايد خالك …لماذا ؟
- لقد وعدتم مرارا وتكرارا بحصر السلاح الشخصي والمنفلت والمؤدلج والموازي بيد الدولة فحسب وسحبه من المواطنين ..لماذا لم يسحب حتى الان … بل وصار يباع علنا في اماكن معينة ، وعلى مواقع التواصل ، عيني عينك ..ياتاجر ؟
- لقد وعدتم بكبح جماح النزاعات العشائرية وبمختلف انواع الاسلحة ..كذلك الحد من الاعراف والتقاليد التي تخالف النصوص الصريحة من الدين الحنيف ولاتمت له بصلة نحو ” النهوة ..الجلوة ..النساء الفصلية ..الكصة بكصة ..العراضة ..الدكة العشائرية …الخ ” ولم تفعلوا ؟
- لقد وعدتم وأعلنتم وروجتم مرارا وتكرارا بتحسين الواقع الصحي للعراق وبناء عشرات المستشفيات والمستوصفات والعيادات المجهزة بأحدث الاجهزة وبما يتناسب والزيادة السكانية ..الا ان كثيرا من تلكم المشاريع مجرد حبر على ورق ، وبعضها مجرد حجر أساس ترك هملا بعد قص الشريط ، ووضع السمنت في مناطق ما – ابوك الله يرحمه – ، وبعضها متوقف ، وبعضها متلكئ ..وتعيش وتاكل غيرها ..لا ابو علي، ولا مسحاته؟
- لقد وعدتم بتحسين الواقع التعليمي وبناء اكبر قدر من المدارس النموذجية بدلا الطينية والكرفانية وذات الدوام الثنائي والثلاثي والرباعي المكتظة عن بكرة ابيها بدوامين صباحي ومسائي …الا ايا من وعودكم لم تنفذ ..عن طباعة الكتب والمناهج واستحداث الجامعات لن اتحدث لأن الحديث ذو شجون ..حديث تسكب له العبرات ..وتنفث من جرائه الزفرات …!
- لقد وعدتم بتحسين الواقع الخدمي للمواطنين ..حيث لاشح مياه صالحة للشرب ، ولابرك آسنة ..ولا طفح مجاري ..ولا اكوام نفايات ، ولا طسات ، ولا مطبات ، ولا صبات ، ولا حفر …الا انه وكما قال الشاعر :
كلُّ شيءٍ في الهوى مستحسن …ما خلا الغدرَ وإخلافَ الوعود - لقد وعدتم بمكافحة المخدرات واجتثاث شأفتها الا انها ماضية تفتك بفلذات اكبادنا فتكا مريعا على قدم وساق .
- لقد وعدتم بمكافحة ظاهرة الانتحار ، الا ان نسب المنتحرين مخيفة ومرعبة نتيجة اليأس والاحباط والامراض النفسية والادمان وانعدام الفرص.
- لقد وعدتم بتوزيع قطع الاراضي بين الطبقات الدنيا الا أن ملايين العراقيين ليس لهم في ارضهم شبرا ، ولقد طفح الكيل عندهم ، وبلغ السيل الزبى ، ولم يعد بوسعهم صبرا …ومعظمهم حاله كحال جبر ” من بطن امه ، الى القبر ” ، اما حال كثير منكم كحال ” مطيرة التي طارت بالبيت بعد أن صار لها ..فرد طيره !” وبعضكم الاخر كحال ” صقر فويلح ” .
- لقد وعدتم ببناء منازل سكنية واطئة الكلفة للقضاء على أزمة السكن الخانقة لمساعدة ذوي الدخل المحدود ، وتشجيع الشباب على الزواج ، ..فلم نر شيئا ما خلا عمارات سكنية وابراج ، سعر الشقة الواحدة في اي من طوابقها الارضية اوالعلوية – بالشدات ..شدة تنطح شدة ، ويالفقير اصبر وتصابر واحبس انفاسك ودموعك وتهده – ، حتى بات واحدهم يردد قول احمد مطر ويحفظه عن ظهر قلب:
نحنُ لسنا فقراءْ، بلغتْ ثروتُنا مليونَ فقرْ
و غدا الفقرُ لدى أمثالنا، وصفاً جديداً للثراءْ
وحدهُ الفقرُ لدينا كانَ أغنى الأغنياءْ!! - لقد وعدتم بمكافحة الفساد المالي والادراي والسياسي ، وبكشف ملفات الفساد المتراكمة بالالاف وإحالة الفاسدين والمفسدين الى القضاء ، وبإسترجاع واسترداد أموال العراق المهربة ، وبما يقدر بـ 1000 مليار دولار على اقل التقديرات ..وبإستعادة اثار العراق المنهوبة …الا انه وعلى قول أمير الشعراء احمد شوقي :
والمرء ليس بصادق في قوله …حتى يؤيد قوله بفعال - لقد وعدتم بمكافحة الامية الابجدية والتقنية الا أن الاولى منهما ولوحدها وصلت الى 7 ملايين أمي لايقرأون ولا يكتبون بعد ان محى العراق أميته الابجدية في سبعينات القرن الماضي بشهادة اليونسكو ، وواحدهم يردد بيت معروف الرصافي:
إذا ما الجهل خيم في بلاد … رأيت أسودها مسخت قرودا
فهل من مجيب على كل ما تقدم وما خفي اعظم ؟ اودعناكم اغاتي