احتكاك روسي أمريكي في البحر
كاظم فنجان الحمامي
التقطت الاقمار الصناعية قبل بضعة أيام صورا للحظة التي حاولت فيها المدمرة الروسية، الأدميرال فينوغرادوف (Admiral Vinogradov) التصادم المقصود بالطراد الأمريكي (USS Chancellorville) في بحر الفلبين. .
صورٌ مرعبة، قال عنها الخبراء: إنها مؤشر خطير لمواجهات قتالية وشيكة الوقوع. وقد تم تصوير الحادث المرعب على شريط فيديو من طائرات هليكوبتر كانت تحلق على سطح السفينة (يو إس إس تشانسيلورزفيل)، حيث اقتربت السفينة الحربية الروسية لمسافة 15 متراً فقط من طراد حربي أميركي في أكثر المواجهات دراماتيكية حتى الآن، ما ينذر باحتمالات وقوع اشتباكات مميتة في البحار المفتوحة. .
ويتضح من الشريط المصور ان قائد السفينة الأمريكية (يو إس إس تشانسيلورفيل) قام بمناورة سريعة لتلافي التصادم بموجب القواعد الدولية لمنع التصادم. .
وقال الأمريكيون: إن السفينة الحربية الروسية تحركت عمداً بسرعة على يمين السفينة الأمريكية قبل أن تنحرف إلى مسار التقارب الحرج. .
وقال قائد الأسطول الأمريكي السابع: إن المدمرة الروسية عرضت سلامة السفينة وطاقمها للخطر، ما أضطرها إلى عكس جميع محركاتها بأقصى سرعة الى الخلف لتجنب الاصطدام. .
تجدر الاشارة ان الطراد الامريكي يعمل برفقة حاملة الطائرات الأمريكية (Ticonderoga). وإنه يزن حوالي 9500 طناً. .
وقال بيان البحرية الأمريكية: نعتبر تصرفات روسيا خلال هذا التفاعل غير آمنة، وغير مهنية، ولا تتوافق مع اللوائح الدولية لمنع الاصطدامات في البحر (COLREGS)، وقواعد الطريق، والسياقات البحرية المعترف بها دولياً. .
وقال الأدميرال الأمريكي جون ريتشاردسون: ان هذه الأعمال الخطيرة من قبل القوات العسكرية الروسية في جميع أنحاء العالم لا تتطابق مع ما يتوقعه العالم من قوة عالمية مسؤولة وجديرة بالثقة. .
في حين قال الجيش الروسي: أن الطراد الأمريكي هو الذي غير اتجاهه فجأة، ونورالدين اعترض طريق المدمرة الروسية لمسافة قريبة جدا، مما أجبر طاقم السفينة الروسية على القيام بمناورات سريعة لتجنب الاصطدام. وإن الاسطول الروسي بعث برسالة إذاعية احتجاجا على ذلك. .
المثير للغرابة ان الولايات المتحدة قالت إن الحادث وقع في بحر الفلبين، بينما قال الروس إنه كان في بحر الصين الشرقي، وهو أبعد غرباً، وأقرب إلى الصين. .
والحقيقة ان هذا الحادث لم يكن أول حادث من نوعه يتعلق بسفن حربية في المنطقة. فقبل بضعة اشهر قامت السفينة الحربية الصينية (لويانغ) بالمناورة بالقرب من المدمرة البحرية (يو إس إس ديكاتور) في بحر الصين الجنوبي. كما وصفت الولايات المتحدة هذا العمل بأنه غير مهني وغير آمن. وقالت الولايات المتحدة في ذلك الوقت إن السفينة الصينية اقتربت لمسافة 41 مترا من السفينة الأمريكية، مما أجبرها على الابتعاد عن الطريق. .
قال الصينيون إن السفينة (لويانغاد) تحركت لإبعاد السفينة الأمريكية عن الجزر التي تدعي الصين أنها ذات سيادة. ورفضت محكمة تحكيم دولية هذا الادعاء ، مشيرة إلى أن الصين ليس لديها مطالبة تاريخية بالأراضي، وأن الجزر الاصطناعية لا تشكل أساساً للمطالبات الإقليمية. .
كما اشتكت الولايات المتحدة مراراً وتكراراً في السنوات الأخيرة من أن الطائرات الروسية تحلق بشكل خطير بالقرب من الطائرات الأمريكية. .
في ضوء ما تقدم بات من غير المستبعد ان نسمع في الايام القريبة القادمة الاخبار المفزعة عن نتائج هذه التحرشات البحرية. . .