الغاز محيّرة في كوكب الأرض
صباح ابراهيم
يتكون كوكب الأرض من قشرة صخرية صلبة هي (اليابسة) ، وهي مكونة من صخور نارية (بركانية) مثل الجرانيت والبازلت تعلوها صخور رسوبية .
الصخور البركانية هي القشرة الأصلية للأرض، أما الصخور الرسوبية التي تعلوها، فقد ترسبت بفعل المياه. فحص صخور القشرة الأرضية بالموجات الصوتية يشير الى ان سمكها يصل الى 2000 ميل، بينما حسابات التضاغط في توزان القشرة الأرضية في تأثير الجاذبية على كتل الجبال تشير الى ان سمك تلك الصخور لا يتعدى 60 ميلا ! ولازال هذا لغزا محيرا للعلماء .
- من الألغاز المحيّرة للعلماء هو عدم توصلهم لمعرفة سبب وجود كميات من الحديد الخام في القشرة الأرضية و كذلك سبب هجرة المعادن الثقيلة كالرصاص واليورانيوم من قلب الأرض الى القشرة الخارجية، بينما المفروض أن المعادن الثقيلة الوزن تتجه الى قلب الأرض بموجب قانون الجاذبية . ولكي تخرج المعادن الثقيلة من القلب الى الخارج بعكس الجاذبية، لابد من حدوث إنفجارات هائلة بداخل نواة الكرة الأرضية لتقذف المعادن الثقيلة من الداخل للخارج . وحتى تبقى المعادن بالقشرة الخارجية، لآبد أن تعقب الإنفجارات تبريد مباشر وفوري كي تتصلب المعادن الساخنة ذات القوام السائل وبقائها في القشرة .
- لغز محير آخر : لايوجد تفسير لدى العلماء لحد الآن لعدم تأكسد كل الحديد الموجود في الأرض بإتحاده مع أوكسجين الهواء الحر، و بالتالي نفاذ كمية الأوكسجين الحر من الجو بإتحاده مع الحديد وتحوله الى اوكسيد الحديد. بل العلم اثبت أن كمية الأوكسجين ثابتة المقدار وبنسبة 21% من مكونات الهواء رغم الأستهلاك الكبير له بتنفس الكائنات الحية، البشر والحيوانات وحرائق الغابات واستخدام النار في استعمالات مختلفة للبشر في كل اقطار العالم في المصانع والمطابخ والأفران وغيرها التي تعتمد على توفر الأوكسجين . ولربما الجواب الوحيد هو دور النباتات والغابات المهم في تعويض النقص بطرحها الأوكسجين عن طريق التنفس النباتي وعمليات صنع الغذاء في الأوراق النباتية . ولكن السؤال لماذا نسبة ال 21% في الغلاف الغازي لجو الأرض ثابتة مستقرة لا تتغير رغم الإستهلاك المستمر للإوكسجين ؟
- من الألغاز المحيرة للعلماء عدم وجود تفسير لمصدر الأملاح التي تحتويها مياه البحار والمحيطات بكميات هائلة المكونة من ( املاح كلوريد الصوديوم) . وقد يكون مصدر الصوديوم من الصخور التي اذابتها مياه الأمطار اثناء نزولها من الجبال الى البحار . ولكن الصخور فقيرة بعنصر الكلور (الكلوريد) . في الوقت الذي نجد أن في مياه البحار والمحيطات نسبة الكلور تزيد عن 50 ضعفا عما هو موجود من كلور في الصخور النارية في قشرة الأرض .
- لغز آخر يحير علماء الجيولوجيا والمستحثات :
تحتوي طبقات الارض العلوية على هياكل لحيوانات برية، وغالبا تكون منقرضة . ولكن احيانا يجد العلماء والباحثون في الحفريات فوق تلك الطبقات لبقايا الأحياء طبقات أخرى تحتوي على حفريات وبقايا كائنات بحرية . وتتغير الأنواع والفصائل لتك الأحياء عند الإنتقال في الحفريات نزولا من طبقة الى أخرى !
غالبا ما تتخذ الطبقات الأرضية شكلا مائلا وأحيانا عموديا، وكثيرا ما تكون على شكل قبو مسقف او تنقلب على نفسها باشكال مختلفة . - ومن الألغاز المحيرة التي بحاجة الى متابعة البحث والدراسة لتفسير اسباب وجود اصداف وهياكل لأحياء وحيوانات بحرية على قمم الجبال العالية متحجرة بداخل صخور مثل جبال هملايا الشاهقة الأرتفاع ! مما يشير الى أنه في زمن مبكر كانت الأحياء البحرية والأسماك تسبح فوق قمة تلك الجبال ! وبتعبير آخر ان قمم تلك الجبال كانت مغطاة بمياه البحار .
فهل رفعت تلك الجبال من تحت سطح الماء الى الأعلى بدفع من داخل طبقات الأرض السفلى وكيف ؟
أم هل كانت مياه البحار والمحيطات تغطي تلك الجبال والصخور الشاهقة منذ فترة تكوين الأرض جيولوجيا ؟
وبعد إنحسار المياه بقت تلك الهياكل البحرية و الأصداف ملتصقة بالصخور ؟
وهل هذه الظاهرة تثبت حدوث طوفان نوح الذي غطى كل جبال الكرة الأرضية حسب ما ذكرته الكتب المقدسة ؟ السؤال هو : ما هي القوى التي تحكمت بحركة الجبال أو توفير المياه بكميات هائلة لتصل الى هذا الأرتفاع لقمم الجبال ومن اين أتت تلك المياه بهذه الكميات التي غطت جبال الارض كلها، ومتى تم إنحسارها واين ذهبت المياه بعد انحسارها ؟ جبال هملايا الشاهقة و جبال ارارات بين تركيا وارمينيا كانت مغمورة بمياه البحار، والآن جبال اوراسيا العالية غارقة تحت سطح المحيط الهادي … لماذا ؟
هل هذا ناتج عن صعود ونزول في طبقات الأرض وجبالها وكأنها تجعدات في عجينة لينة اثناء تكون الأرض جيولوجيا ؟
لازالت تلك الأسئلة والألغاز المحيرة بحاجة الى بحث عميق ودراسات لإيجاد تفسيرات علمية مقبولة لها .
الغاز أخرى لازالت محيرة في كوكب الأرض
- إرتفاع قيعان البحار الموجودة من منذ تكون الأرض لتصبح قمم جبال شاهقة في عصورنا الحالية !
- سبب إنصهار الصخور النارية الصلدة وارتفاعها من باطن الأرض الى أعالي الجبال على شكل صخور سائلة تتخلل الطبقات الرسوبية ثم تصلبها ثانية !
- العثور على جماجم بشرية وهياكل عظمية للانسان القديم مطمورة داخل الطبقات الرسوبية المتأخرة!
- العثور على جماجم الإنسان الحديث مع عظام حيوانات منقرضة ومندثرة في طبقة واحدة و متجاورة داخل طبقات رسوبية مبكرة !
- عثر على جمجمة بشرية في قلب جبل وبداخل صخور البازلت الصلدة او الجرانيت النارية مثل جمجمة (كالانيراس) في احد مناجم كاليفورنيا !
- العثور على آنية فخارية وأدوات مصنوعة من العظام وصخور محلية ، كانت تستخدم كأدوات تحت طبقات سميكة من الحصى والرسوبيات يصل سمكها في كثير من الأحيان الى مائة قدم !
- وجود طبقات من الطين والطفلة والحصى في داخل الصخور النارية والرسوبية تشكل لغزا محيّرا !
- تكون شعاب مرجانية بحرية في اقصى الشمال داخل الدائرة القطبية المتجمدة الشمالية في عصور سحيقة خلت، والمعروف أن الشعاب المرجانية لا تنمو إلا في المناطق الحارة والدافئة !
- العثور على بقايا وآثار اشجار النخيل في تلك المناطق القطبية الباردة وهي من اشجار المناطق الحارة !
- إكتشاف آثار لغابات كثيفة تعود لعصور سابقة في قارة انتراكتيكا القطبية الجنوبية عثر عليها في مناجم الفحم الموجودة هناك ، والتي لا يوجد فيها غصن أخضر واحد في عصورنا الحالية !
- تكرر حدوث العصور الجليدية ثم زحفها الى المناطق المعتدلة الحرارة على سطح الأرض ثم إنحسار موجات الجليد مرة أخرى، وهناك عدة نظريات لتفسير هذه الظاهرة لم يتم التأكد اي منها او اثبات صحتها .
- من الألغاز المحيرة هو زحف الغطاء الجليدي في نصف الكرة الجنوبي من المناطق الإستوائية في افريقيا بإتجاه المنطقة القطبية الجنوبية، وليس العكس وهو المنطقي الأكثر قبولا ( أي من القطب الجنوبي بإتجاه خط الإستواء ) !
- لغز آخر مماثل وهو لماذا إنتشر الجليد في الهند في النصف الشمالي من الأرض من منطقة الإستواء بإتجاه جبال هملايا والمرتفعات العالية وليس العكس الذي يعد منطقيا ؟
- ولغز آخر حيّر العلماء وهو، لماذا غطت الجلاميد الصخرية وألأصقاع الجليدية في العصر الجليدي معظم اراضي أمريكا الشمالية وأوربا، بينما لم يتعرض شمال آسيا للظاهرة نفسها ؟
- إن كل تلك النظريات الموضوعة لتفسير ظاهر العصور الجليدية لم تجب على تلك الأسئلة المحيرة وكشف اسرارها وحل الغازها .
- الغريب أن شمال سيبيريا تعد ابرد منطقة على سطح كوكب الأرض، لم يشملها العصر الجليدي، بينما امتد الغطاء الجليدي ليشمل حوض نهر المسيسيبي وكل افريقيا جنوب خط الإستواء !
هل سنجد يوما تفسيرا لكل هذه الألغاز المحيرة ؟ ربما احفادنا سيجدوا الحلول لها .