سبزي.. وثلاث قطع كنتاكي

سيف اكثم المظفر
كثرت المقادير وتشعبت الوصفات، وطرح بعضها بعضا؛ أرضا، وأخرى دخلت الحلبة لتكوين حكومة “السبزي” وبهاراتها المعقدة ومصالحها الشخصية المتناثرة، بين سبيناغ مخضرم، وقطعة اللحم المحمرة..
شئنا أم أبينا تحسب هذه الحكومة على المحور الشرقي، وان اتخذت مواقف متارجحة، سيكون مصيرها لا يختلف كثيرا، عن تلك التي سقطت قبل أن تكمل عامها الأول ، “فالسبزي” اليوم يعي جيداً ، أن الوضع الداخلي ، غير مؤهل لصراعات جديدة، أو تكملة تلك الصراعات، بما يخدم مصالحها الشخصية، والعراق مقبل على منعطف خطير، يراه محللون كالفرصة الاخيرة لشكل هذا النظام، وما أن ينحرف سيهوي، وتتداعى معه عشرون عاماً من الدماء والتضحيات والصبر.
الكنتاكي الدولي وقطعه المتحركة ضمن موازنات ومعادلات، من يقرأها سيعرف أنها كانت اللاعب الأقوى في الأمس القريب، وان القطعة الكنتاكي الخليجية، تدعم وبقوة تلك التحركات، والقطعة الشيعية نقلت اوراقها الى الشارع، اما قطعة الكنتاكي العظمى، فستقف مراقبة تنتظر النتائج، لتبدأ جولة جديدة من دماء لم تنجح في إشعالها و اراقتها حرب شيعية شيعية.. لكنها حتما ستنجح الان، كما حصل في تشرين وكان ثمنها مئات الضحايا بين شهيد وجريح.
اليوم يقف السبزي والكنتاكي، ليرى ما تفرزه تلك القوى، وهل ستمضي تحت معسكر طرف ما، ام تكون معتدلة متوازنة تمضي بها نحو استقرار، وتمرر الفرصة على اعداء العراق..
شهري تموز وأب سيكونان خطيرين، وقد نشهد دماء، وربما ستدفع لإسقاط النظام، وبدء دكتاتورية جديدة، وفصل جديد من عمر العراق المليء بالضحايا والدماء ودكتاتوريات وانقلابات.
على قادة الإطار النظر بعين الواقع، وبناء معادلة تأخذ بعين الاعتبار، التوازنات الدولية والاقليمية، بما يضمن مصالح العراق، دون الاندفاع في المحاور.. ولغة العنجهية والغرور لم ولن تنفع، فهذه نماذج كثيرة في التاريخ القريب، من صدام والقذافي ومبارك، دليل كافي وشاهد عيان..
الهدوء وتقوية الداخل، وتصفير الخلافات الضمنية، أهم بكثير من التناطح مع الخارج.. فمن المهم جداً عقلنة الإطار، وتحويله الى مؤسسة تراقب عمل الحكومة وتديرها، وتقدم مشاريع استيراتيجية تكون حلولا جذرية لواقع المحافظات الشيعية، فاليوم نشهد تراجعا كبيرا بالخدمات، يرافقه ارتفاع درجات الحرارة بما يربك المشهد، ويجعل التذمر والسخط، حاضر في جميع المحافظات الشيعية، وستقدم على طبق من ذهب لمن يريد صناعة الفوضى وركوب الموجة، فالقادم جداً خطر، وعلى شفى منحدر، لن ينجوا منه احد اذا سقطنا فيه.. .
نسينا ان نقول ان “السبزي” اكلة جنوبية تحتاج جهدا لسبك مكوناتها معا، وطبخها لتكون لذيذة.. واما الكنتاكي فأكلة أمريكية تعتمد الدجاج، رزقنا الباري وإياكم منهما..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى