خروج السياسي ساعة الانسداد الى الانفراج

 
حسنين جابر الحلو
كل تطوير في أي موضوعة يتطلب التغيير ، بحيث اذا اردت ان تطور في عملك الخاص لابد ان تغير في اسلوبك ، في البيع والشراء ، وفي طريقة تسويق البضاعة ، والتطوير ليس معناه الانفلات ، بل هو صناعة واي صناعة ، صناعة جهد معرفي وعضلي حتى يستقر العمل ، ويصل الى الهدفية ، لان كل مشروع من غير هدفية هو مشروع لا يستحق العناء .
وهكذا الحال في السياسة ، بعضهم يريد ان يصل من غير مجهود ، والأكثر ألماً من غير عطاء ، مما يسبب حالة الضعف في ترميم الحكومات او تشكيلها ، او تمرير الموازنات ، وما شابه ذلك ، لان قضية استحصال الوصول ليس بالقضية السهلة اليسيرة ، بل هي قضية عسيرة ، تحتاج الى خروج السياسي ساعة الانسداد الى الانفراج لا الى أبواب الطيارة حيث لا نعلم ، فكل حالة سياسية هي واقع ، من قال لكم انها حالة وهم ؟ لو كان كذلك لا صبح الامر مغير وممهد لقضايا لا يمكن ان تتضامن مع موقف ما ، على حد تصوره في مجال القيمومة الفكرية او الاقتصادية الحاكمة للسياسة .
وهكذا الوهم المؤسس على رباعية خفية ، لا يعلمها الا من يجيدون التخفي ، وتسيير الأمور من بعيد ، لتصل الى نقطية السحب المتأني ، وإخضاع الاخر مهما كان ، وهذه الرباعية تتمثل :
1- إخفاء التفكير السياسي وجعله بيد مجموعة بسيطة ، هي من تصدر القرارات ، كما حدث في اوربا في بدايات التنوير .
2- إخفاء القاعدة الاقتصادية الفعلية ، لتبقى القاعدة الوسط والفقيرة بأيديهم ، حتى لا يمكنهم من الاطلاع على ابسط مقومات الحياة .
3- الاكتفاء بترويج الإعلانات الخاصة ، لمصلحة خاصة ، وعدم تصديرها للعامة لأنها تمثل بناءات استراتيجية لا يجب اخفاءها بأي حال من الأحوال .
4- استخدام اللغة المشفرة او الخاصة ، والتي لا يعلمها الا الخاصة ، على الرغم من وضوح العبارات العامة في البرامج و المانشيتات .
هذه الرباعية وغيرها ، كفيلة بتغيير الحال من منطقة الى أخرى ، وبيان احكام الجمهور واظهارهم على حقيقتهم ، لانهم قوة ضاربة في عمق الحياة ، حتى وان اصبح التطور كما اسلفنا ، ستكون العرقلة هي العنوان الأبرز في الحقيقة والوهم معا ، لان الحقيقة تخالف الاقوال ، والاقوال لا تنطبق الا على الوهم ، وكما يقول علي الوردي : ” ليس هناك حد واضح بين الوهم والحقيقة ، والوهم كثيرا ما يؤدي الى خلق الحقيقة ” ، فعلا قد يؤدي الوهم الى حقيقة ، ولكن خوفك من ان تؤدي الحقيقة الى وهم ! مما يجعل الأمور اصعب ، والعرقلة تكون هي الطريق الواضح في مكتشفات الحياة بين الوهلة والأخرى ، وبين تطور من عدمه .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى