عندما تفشل المخابرات في أداء مهامها
بشير الوندي
مخاطر عدم التحديث
—————————–
ان عدم تحديث المعلومات يجعل ارشيف المعلومات الموجود ليس غير ذي فائدة فقط وانما قد يكون مضراً لان الاعتماد على المعلومات القديمة يعني الوصول الى استنتاجات غير دقيقة ومشوشة وقد تنتج عنها كوارث حقيقية , وخاصة في مجال الاستخبارات العسكرية واستخبارات الميدان واثناء الحروب, حيث تكون المتغيرات والمستجدات سريعة, سواء في خطوط الامداد وتبديل او اضافة قطعات وزيادة او تقليص حجم المدفعية والدفاعات الجوية والجهد الهندسي في زراعة الالغام والمعرقلات والتجهيزات واللوجستيات والدوريات وتبديل الشيفرة والكمائن والاستحكامات واستحداث مصدات وطرق فرعية وشقوق وسواتر, وغير ذلك.
ان المتغييرات (لاسيما السريعة والفعالة منها )خطيرة وقاتلة , وخاصة في ارض المعركة فهي تحدث في ساعات, ولعل عدة الغام او مشعل عثرة واحد لم تلتفت له الاستخبارات قد يؤدي الى كارثة او فضح خطة تسلل او إفشال تقدم او انذار العدو واثارة اليقضة عنده.
من هنا فإنّ تحديث المعلومات في خطوط التماس يحدث بشكل يومي, فكلما كنا اقرب من العدو استوجب الامر الدقة ومشاهدة المتغيرات وتحديث ذلك دوماً , والامر يحتاج لمجهود كبير ومتكرر, سواء من خلال الجو او فرق الاستكشاف او التنصت او الرصد او العين المجردة او الكواشف الحرارية وايّة وسيلة توشر حركة العدو في المنطقة, وحتى خلف خطوط العدو , فأية متغيرات خلف خطوطه لايتم التنبه لها قد تحل المفاجأة.
الرادار كجهاز تحديث
—————————–
ان هنالك اعمال تتطلب طبيعتها الفنية والالكترونية المتابعة والتحديث المستمرين من قبيل ابراج مراقبة الطائرات سواء في المطارات المدنية او المراقبة الجوية للرادارات العسكرية , فالبنسبة لابراج المراقبة الجوية فهي تعطي بيانات حركة الطائرات للرحلات من حيث المسار والارتفاع والهبوط وتحتاج الى مراقبين جويين ماهرين لمراقبة الشاشات في برج المراقبة , فلعل بضعة دقائق من الغفلة تكفي لحدوث كارثة جوية , لذا يتم اختيار العاملين في برج المراقبة بدقة وبسلامة جسمية عالية وتركيز, فكثيراً ما يصاب العاملون منهم بارتفاع الضغط من فرط التركيز .
اما في الرادارات العسكرية , فهنالك تحديث للمعلومات وكشف لطائرات العدو وترتبط تلك الرادارات ببطاريات مدفعية لمعالجة طائرات العدو او صواريخه , وكلا النوعين , العسكري والمدني يعتمدان على اساسيات تحديث البيانات.
ان المعلومة الاستخبارية ليست امراً جامداً وتكمن حيويتها في تحديثها وتطويرها , ولايمكن لجهاز استخباري الركون الى معلومات غير محدثة عن العدو او ان يفترض ان العدو جامد لايتحرك ولايغير ولايزيد او ينقص من معداته او خططه او اعماله , ومن هنا فان عدم التحديث وعدم تجديد المعلومات بغية تنقيتها سيؤدي الى كوارث ولاسيما في ساحات المعارك, والله الموفق.