و العصر و العصير
جمشيد ابراهيم
ما هي العلاقة بين العصر (فترة من الزمن او فترة من النهار بعد الظهر) و العصر عملية استخراج العصير؟
يشير الثلاثي (عصر) في معناه الاساسي الى الضغط و السحق لاجل استخراج سائل او ماء عادة من الفواكه (عصير) كالتفاح و البرتقال و العنب و لكن ايضا (زيت) من حبوب و مواد غذائية اخرى كالزيتون او الى تجفيف الثياب المبللة (اخراج الماء) و مجازيا الى استخراج ما في الارض و الاحتفاظ به في وعاء و و منعه من الخروج ليتوسع المعنى الى الامطار (الاعاصير).
و هناك عصر الزرع و هنا ينتقل المعنى من عملية العصر و الاستخراج الى زمن او فترة العصر و الاستخراج و لكن هذه الفترة ليست محددة تماما ففترة العصر هي الفترة بعد الظهر او بعبارة اخرى فترة اكثر من نصف النهار – لربما تشير فترة العصر الى الفترة التي تكون فيها الحبوب و الفواكة ناضجة او حاضرة لاستخراج سوائلها و اخيرا الى حقبة من الزمن.
و عندما يقسم القرآن في سورة العصر (و العصر) تقول التفسيرات الاسلامية بان العصر هنا هو الوقت و الزمان الذي هو محل حياة الانسان و اختباره او هو الزمان الذي يقع فيه حركات الانسان من خير و شر بسبب الايات التي تلي (و العصر ان الانسان لفي خسر) و لكن القرآن يقسم بخيرات الارض من التين و الزيتون او بفترات اخرى في اليوم الواحد (و الضحى و العصر و الليل).
فترة العصر هنا هي فترة حصاد الزرع و فترة العطاء في بعض مناطق الجزيرة العربية و هي كانت فترة مهمة جدا في الحياة الصحراوية القاسية التي كانت تشكو من شحة الماء او بعبارة اخرى ان هذا القسم رغم اشارة السورة الى خسارة الانسان في الاخرة في الاخرة يستند على قاعدة اقتصادية او مالية (الماشية) لا علاقة له بزمن اختبارالانسان و حركاته بين الخير و الشر.