المشروع الأضخم في تاريخ الجزائر هل يمكن تنفيذه ؟

الحلقة الثانية
محمد مرابط
وضعت السلطات الاستعمارية الفرنسية في بداية القرن العشرين خطة لإنجاز خط سكة حديدية يربط الجزائر العاصمة على شاطئ
البحر المتوسط و مدينة ابيدجان عاصمة السنغال مرورا بدول السنغال بوركينافاسو مالي والجزائر ، بطور يتراوح بين 4 آلاف و 5
آلاف كلم ، المشروع الطموح والضخم للفرنسيين كان سيربط مجموع مستعمرات فرنسا الافريقية ، من ساحل البحر المتوسط في
الشمال الافريقي إلى ساحل المحيط الأطلسي في غرب افريقيا في مشروع اقتصادي ضخم كان سيغير مسار التاريخ والاقتصاد
في الصحراء الكبرى كما في غرب افريقيا، لكن المشروع لم يرى النور في الحقبة الاستعمارية لأسباب عدة بالرغم من أن بعض
المصادر تشير إلى أن المشروع تمت دراسته بالفعل في فترة ما بعد عام 1910، ألغي تماما بسبب الحربين العالميتين ، والأزمة
الاقتصادية العالمية في عام 1929، و هذا بالرغم من عدم توفر تفاصيل كاملة حول المشروع باستثناء ما نشرته صحيفة فرنسية
صادرة في الجزائر كما هو الحال بالنسبة لصحيفة Le cho DAlger في مارس 1938 التي تحدثت عن مشروع محل بحث لانجاز
خط سكك حديدية عملاق بطول 4000 كلم بين الجزائر وابيدجان، المشروع العملاق الذي أجريت الدراسة التقنية الأوليةالخاصة به.
لم يرى النور في الفترة الاستعمارية.
ولم تكن الجزائر فيما بعد الاستقلال مباشرة قادرة على تنفيذ مثل هذا المشروع العملاق الذي تتراوح كلفته اليوم بين 10 و
40 مليار دولار حسب نوعية السكك الحديدية التي يتم تنفيذها، والطريقة ، ونوعية القطار و عدد المحطات، لكن خبراء
تحدثنا اليهم أكدوا أن مشروعا مثل هذا كان من الممكن تنفيذه كأولوية في الفترة بين عامي 2005 و 2015 ، و في وقتها كانت
الجزائر تتوفر على احياطي نقدي يسمح لها بإنجاز هذا المشروع، بكلفة تتراوح بين 10 و 40 مليار دولار لكن العائد الاقتصادي
الضخم لمثل هذا المشروع الضخم يفوق بعشرات المرات عائد مشروع الطريق السيار شرق غرب بالرغم من أهمية مشروع الطريق
السيار، وتقول دراسات اقتصادية إن كلفة انجاز 1 كلم من خطوط السكك الحديدية تتراوح بين 2 مليون دولار لـكل 1 كيلومتر و 16
مليون دولار بالنسبة لخطوك السكك الحديدية السريعة، و تصل المسافة بين الجزائر العاصمة و مدينة ابيدجان السنغالية إلى 4 آلاف
كيلومتر ، ما يعني أن كلفة المشروع قد تصل في حالة انجاز خط سكة حديدية سريع الى اكثر من 50 مليار دولار ، لكن العائد
المادي من وراء مثل هذا المشروع يتعدى بالتأكيد هذا الاستثمار .
وهذه هي الميزات
1 يسمح خط سكك حديدية بمثل هذا الطول بربط الجزائر العاصمة أو الشمال الجزائري بآخر نقطة في الجنوب ، ويسمح بتسهيل
حياة الملايين من سكان الجنوب الجزائري
2 يمكن لمثل هذا المشروع أن يسمح بانشاء ما لا يقل عن 5 مدن جديدة تماما في الجنوب الجزائري و يسمح بنقل سلع من الشمال
الى الجنوب بكميات كبيرة وسعر ارخص
3 يسمح ايض بنقل اي قوات عسكرية أو معدات بسرعة وبكميات كبيرة ، و يمكنه تسهيل نقل المسافرين بأعداد كبيرة جدا ايضا
4 يقدر اقتصاديون أن مشروع كهذا قد يؤدي إلى رفع التبادل التجاري بين الجزائر ودول افريقية إلى ما لا يقل عن 20 مليار دولار في
غضون سنوات ، وهذا يسمح للجزئر برفع صادراتها خارج المحروقات بسرعة قياسية
5 يسمح هذا الخط بتحول ميناء الجزائر الكبير والجديد غلى أهد ميناء في البحر التوسط بل و في افريقيا ، خاصة مع امكانية نقل سلع
مواشي ومنتجات زراعية افريقية إلى المينءا ومنها الى أوروبا ، وتسهيل التصدير
6 يعطي هذا الخط من السكك الحديدية منفذا حقيقيا على البحر لدول تشاد بوركينافاسو مالي النيجر وهي دول لا تملك منافذ على
البحر ، وها يساهم في خلق الثروة في الصحراء الكبرى وتحريرها من نير التخلف والارهاب .
8 يساهم في خلق مجموعة من الموانئ الجافة في مدن جزائرية
9 لا يمكن لمثل هذا المشروع أن يكون فعالا إلا مع وجود قدرات مينائية جزائرية كبيرة .
10 بسهولة شديدة وطبقا لآراء خبراء اقتصاديين يمكن توفير تمويل دولي لهذا المشروع ، أو اقامته بمجموعة قروض دولية
11 يمكن ايضا ان يتم تخفيف الكلفة الاجمالية في حالة اسناده إلى مؤسسات جزائرية في حالة قدرتها على تنفيذ مثل هذه
المشاريع الضخمة
12 قبل كل شيء لا بد من توف ارادة سياسية وصلابة للمضي قدما في مشروع ضخم كهذا قد يواجه معارضة من دول اجنبية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى