التخطيط العسكري التكتيكي والاستراتيجي
– يتوقف إحراز النصر في معارك الأسلحة المشتركة الحديثة بالدرجة الأولى على التفوق النوعي والكمّي لجميع التشكيلات والقوات المشتركة في تحقيق المهمة، إذ يتطلب ذلك من كافة القادة على مختلف المستويات أثناء تقديرهم للمواقف القتالية.
– إجراء عدة مقارنات من شأنها أن يكون لها الأثر الإيجابي والفعال على إتخاذهم القرارات السليمة لإدارة المعارك المناطة بهم، ونظراً لأهميتها فقد ظهرت عدة نظريات وأساليب عملياتية لإجراء مثل هذه المقارنات طبقاً للعقائد القتالية، وذلك بإجراء العمليات الحسابية للمقارنات بين القوات المتضادة، حيث يتم فيها تحديد نسب التفوق والقصور لكلا الجانبين، تحت ظروف وقيود معينة.
– منذ تكون الجماعات البشرية وتولد الصراعات المنظمة إعتمدت القوات المتضادة على المقارنات العددية والنوعية لإحراز النصر، وقد تسابقت القيادات في كيفية إجراء الأسلوب الأمثل للمقارنات عند زجّ قواتها في المعارك بما يحقق أهدافها وبأقل الخسائر، حيث يتم إعتماد الخطط العسكرية بناء على حساب المقارنات بين القوات المتضادة لكل المهام والمراحل على أن تشمل جميع الأسلحة التدميرية وقوات المشاة، ويمكن القول بأنها عملية موازنة حسابية دقيقة لتحديد ثقل الكفاءة القتالية لكلا الطرفين تحث ظروف وقيود معينة بهدف الوصول إلى أفضل نسب تضمن التفوق على الخصم، إذ تجرى المقارنات فى المرحلة التى تسبق إتخاذ القرار بناء على معلومات تقديرية عن العدو، وقد تجرى أثناء إتخاد القرارأو إدارة المعركة عند الوقوف على القوات الفعلية لكلا الجانبين بهدف الوصول إلى الآتي :
۱- أنسب توزيع للقوات والوسائل.
۲- أنسب تشكيل للمعركة وبناء الأنساق.
۳- أنسب أسلوب للمناورة وإستخدام القوات.
٤- تقدير حجم الحشد اللازم فى إتجاه المجهود الرئيسى أو الجهود الرئيسية.
• الغاية من إجراء المقارنات : تتمثل الغاية في التوصل إلى أفضل إستخدام للقوات مع عدم الإفراط في القوة وبما يضمن التفوق النوعي والكمي لتحقيق المهام.
• أنواع المقارنات :
۱. من حيث طبيعة المعركة:
أ – مقارنة تقديرية : تحسب هذه المقارنة أثناء إتخاذ القرار وبناء على معلومات تقديرية عن العدو.
ب – مقارنة حقيقية : تحسب هذه المقارنة أثناء إدارة المعركة وبناء على معلومات حقيقية عن العدو.
۲. من حيث المستوى :
أ – مقارنة إستراتيجية : تقوم هيئة عمليات القيادة العامة بإجراء جميع أنواع المقارنات على المستوى الإستراتيجى بالتنسيق مع كافة أجهزتها وبما يتناسب والقوة الإقتصادية للدولة.
ب – مقارنة تعبوية : تقوم شعب عمليات الجيش / الفيلق بالتنسيق مع أفرع هيئة القيادة بإجراء المقارنات النوعية المطلوبة أثناء تقديرالموقف.
جـ – مقارنة تكتيكية : تقوم (أفرع / أقسام) العمليات فى (التشكيلات / الوحدات) بإجراء المقارنات المطلوبة بالتنسيق مع (أفرع / أقسام) العمليات.
۳. من حيث التخطيط :
أ – مقارنة عامة : تعتبر المقارنة العامة الأساس الذي يبنى عليه إتخاذ القرار حيث يتم حساب حجم القوات بالكامل لكلا الجانبين ومقارنة هذه القوات بعضها ببعض.
ب – مقارنة خاصة : وهي الأساس الذي يبنى عليه بناء الأنساق وتشمل :
(۱) مقارنة خاصة بالمهام.
(۲) مقارنة خاصة بالإتجاهات.
٤. من حيث الموضوع : مقارنات (عددية – نوعية).
٥. من حيث التوقيت : مقارنات (أثناء التنظيم للمعركة – أثناء إدارة المعركة) المقارنات في المعركة الهجـومية : العمليات الهجومية هي أنسب صور المعركة لإستغلال قدرات الأسلحة المشتركة لتحقيق التفوق المطلوب على العدو المدافع مع تحقيق إشتراك جهود جميع القوات فى تعاون كامل لإدارة العملية الهجومية وتدمير العدو وتحقيق الهدف النهائى.
۱/ أثناء تنظيم المعركة : تحسب المقارنات على أساس العدو التقديري داخل عمق المهمة.
۲/ المقارنة العامة :
أ – تجرى بين كل القوات المكلفة بتنفيذ المهمة المحددة لها فى الهجوم ضد كل قوات العدو (المتمركزة/المحتملة) داخل عمق مهمة الجانب المهاجم مضاف إليها القوات المدافعة داخل الحدود وعلى أجنابها والمنتظر إشتراكها في المعركة مع إستبعاد القوات المتمركزة خارج خط المهمة للمهاجم والغير منتظر تدخلها أثناء سير المعركة.
ب – يتم حساب العدو المتمركز خارج حدود المهمة للمهاجم ضمن المقارنة العامة للمستوى الأعلى.
۳/ المقارنة الخاصة :
أ – تجرى المقارنة الخاصة فى المعركة الهجومية كإجراء مكمل للمقارنة العامة وتكون أكثر تفصيلاً للمهام الفرعية التى ستنفذ لتحقيق المهمة الرئيسية للوحدة أوالتشكيل والغرض منها التأكد من سلامة بناء الأنساق التى ستكلف بتنفيذ المهام الفرعية وإستنتاج حجم القوات والوسائل المحتملة للعدو.
ب – تجرى المقارنة لتحقيق المهمة التالية أثناء سير المعركة حيث لا يمكن تقدير حجم العدو المنتظر مقابلته، والقوات التى ستنفذ المهمة.
جـ – مقارنة لتحقيق المهمة المباشرة : تتم بين قوات النسق الأول المكلفة بتنفيذ المهمة ضد قوات العدو المحتملة فى عمق خط هذه المهمة.
د – مقارنة وحدات فرعية نسق أول : تجرى لمقارنة وحدات فرعية نسق أول مع قوات العدو المتواجدة داخل عمق المهمة المحددة لها.
هـ – مقارنة داخل قطاع الإختراق:
(۱) تجرى بين القوات المهاجمة داخل قطاع الإختراق وقوات العدو المتمركزة داخل هذه الشريحة وحتى عمق المهمة المباشرة.
(۲) لا يحسب العدو المنتظر تدخلة حتى عمق المهمة المباشرة حيث إنه من المحتمل تدخلة فى أكثر من إتجاه ويتم حسابة بالمقارنة أثناء إدارة المعركة.
و- مقارنة المفارز: تتم بين قوة المفرزة وبين قوات العدو التى ستتعامل معها طبقاً لنوع المفرزة وحجم وأوضاع قوات العدو.
٤/ أثناء إدارة المعركة: تجرى المقارنة طبقاً للحقائق المتيسرة فى الموقف كالآتى :
أ – عند قيام إحتياطى العدو بالهجمة المضادة أو الضربة المضادة، وفى حالة نجاح المهاجم فى الإستيلاء على خط الدفاع الذى ستستند عليه قوة الهجوم المضاد أو الضربة المضادة طبقاً للحسابات فتجرى المقارنة بين القوات المهاجمة ضد قوات الهجوم المضاد أو الضربة المضادة فقط.
ب- فى حالة عدم إمكانية إحتلال خط الدفاع فتجرى المقارنة بين المهاجم وقوات الهجمة المضادة أوالضربة المضادة مضافاً إليها قوات الإستناد التى ستؤمن دفع قوات الهجمة المضادة أو الضربة المضادة وتشترك معها فى مهمتها.
٥/ مقارنة التعامل مع الهجوم / الضربة المضادة :
أ – يتم عمل مقارنة للدبابات والمشاة بين القوات التى ستتعامل مع قوة الهجوم أوالضربة المضادة وبين قوات العدو المشتركة فى هجوم الضربة المضادة.
ب- عند إتخاذ القرار بالأعمال الدفاعية يتم حساب حجم دبابات العدو المطلوب صده بالقطعة وإضافة (۲٥%) منها كدبابات إفتراضية ومقارنتها بإمكانيات الصد.
٦/عند إتخاذ القرار بالأعمال الدفاعية الهجومية يتم الآتى :
أ – عمل مقارنة خاصة لقوات النسق الأول كل على حِدة للتأكد من مدى إمكانياتها وقدرتها على التعال مع العدو فى المواجهة وهل هذه الوحدة أو الوحدة الفرعية قادرة بإمكانيتها على تدمير العدو أمامها بالصد والتدمير، أو قادرة على الصد فقط أو سيتم صد العدو بإمكانيات النسق الأول والتدمير سيتم بالنسق الثانى وفى هذه الحالة تجرى مقارنة خاصة للتدمير بين دبابات النسق الثانى إلى دبابات العدو المطلوب تدميرها والتى ينتظر دخولها المعركة.
ب – تبدأ معركة التدمير بعد إنتهاء معركة الصد ويخصص لها ضعف زمن معركة الصد.
٧/ المقارنات فى المعركة الدفاعية : الدفاع هو أحد أنواع أعمال القتال الرئيسية وتتخذه القوات إضطرارياً بهدف صد هجوم قوات العدو المتفوقة وتكبيدها أكبر خسائر ممكنة والتمسك بمناطق أو قطاعات أو خطوط الأرض الهامة وتدمير قوات العدو التى قد تنجح فى الإختراق بخلق الظروف المناسبة للتحول للهجوم.
۸/ أثناء تنظيم المعركة :
أ- المقارنة العامة: تجرى بين كل القوات المدافعة ضد كل قوات العدو المنتظر تدخلها داخل النطاق أو القطاع الدفاعى.
ب- المقارنات الخاصة :-
(۱) مقارنة للنسق الأول : تجرى بين القوات المدافعة فى النسق الأول وبين قوة العدو المنتظر قيامها بتنفيذ المهمة المباشرة لها.
(۲) مقارنة وحدات فرعية النسق الأول : تجرى بين وحدات فرعية النسق الأول وبين قوات العدو المنتظر قيامها بتنفيذ المهمة المباشرة لها .
(۳) مقارنة قطاع الإختراق : تجرى بين القوات المدافعة داخل قطاع الإختراق وقوات العدو المنتظر هجومها داخل هذه الشريحة وحتى عمق قطاع الإختراق.
(٤) مقارنة نطاق الأمن : يتم عمل مقارنة بين قوة نطاق الأمن وبين قوات العدو المنتظر هجومها وحتى الإتصال بالدفاعات الرئيسية.
۹/ أثناء إدارة المعركة :
أ – تجرى المقارنة طبقاً للحقائق المتيسرة فى الموقف ويشمل قيام العدو بالهجوم المضاد الذى سيتم إتخاذ قراره بعد التمكن من حصر وتثبيت العدو ودباباتة المخترقة والمنتظر تدخلها طبقاً لعامل الوقت.
ب- يراعى عدم إستخدام الدبابات فى الصد إلا فى حالة عدم كفاية قدرات الوسائل المضادة للدبابات المتيسرة .
۱۰/ المقارنة التى تجرى لإتخاذ قرار الهجوم المضاد :
أ – تجرى بين دبابات العدو داخل ثغرة الإختراق مضاف إليها دباباته المؤكد دخولها الثغرة طبقاً لعامل الوقت وبين دبابات القوات المدافعة التى ستقوم بالهجوم المضاد.
ب- يراعى عند إجراء هذه المقارنة عدم حساب الدبابات المشتركة فى الصد ضمن قوة الهجوم المضاد.
جـ- نتيجة معركة الصد تمكن من تحقيق التفوق اللازم لإجراء عملية التدمير نتيجة الخسائر التى حدثت للعدو أثناء معركة الصد و يجب بدء عملية التدمير بإنتهاء عملية الصد.
• المقارنات فى المعركة التصادمية :هى أحد أنواع أعمال القتال الرئيسية، وتنشأ عند أصرار تشكيلات أو وحدات كلا الجانبين المتضادين على تنفيذ المهام المخصصة بواسطة الأعمال الهجومية، ويتلخص هدف المعركة التصادمية فى سرعة تدمير قوات العدو خلال مرحلة تقدمها وقبل أن تتهيأ لتنفيذ أعمال قتال منظمة وسرعة إحراز المبادأة لقواتنا لتنفيذ أعمال القتال، إذ يمكن أن تنشأ المعركة التصادمية عند الإصطدام بالعدو أثناء المسير، وفى الهجوم، وفى الدفاع، ويمكن أن تحدث المعركة التصادمية فى بداية المعركة أو أثناء الإدارة، وتدير الفرقة أو اللواء المعركة التصادمية منفردة أو بالتعاون مع التشكيلات أو الوحدات الأخرى المجاورة ويتم على أساس :
۱- تحسب المقارنات على أساس العدو المحتمل مقابلتة على كل خط من خطوط التقابل.
۲- حساب حجم وتكوين كل من المقدمة والقوات الرئيسية لكلا الطرفين.
أ – المقارنة العامة : وتتم بين قواتنا وبين قوات العدو التى يحتمل مقابلتها على كل خط من خطوط التقابل المحتملة أثناء التقدم.
ب – المقارنة الخاصة : عبارة عن مقارنة خاصة تتم بين قوة المقدمة أو المفرزة وبين قوات العدو التى ستتعامل معها المقدمة أو المفرزة وقد تتم بين القوة الرئيسية للعدو والقوة الرئيسية لقواتنا.
• تنبيه:
۱. في المعركة الهجومية يتفوق المهاجم بنسبة (۲ – ۳ : ۱) فى القوات والوسائل بينما فى المعاركة التصادمية تحسب على أساس نسبة (۱ : ۱) أو أكثر بينما فى المعارك الدفاعية لاتقل نسبة المدافع عن ( ۱: صفر.۳ ).
۲. المقارنات على المستويين التعبوي والتكتيكى عددية تجرى لصالح تحقيق نسبة التفوق المطلوب فى إتجاهات وقطاعات معينة أو لصالح مهام ومراحل محددة طبقاً لطبيعة المعركة.
۳. فى حالة عمل التشكيلات أو الوحدات فى إتجاه منفصل يصعب معاونتها بإمكانيات المستوى الأعلى عليه يتم إدخال المدفعيات كأحد عناصر المقارنة على المستويين التعبوي والتكتيكى.
٤. تم حساب نسب المقارنات بناء على خبرات الحروب السابقة من قبل المختصين في إدارة الحروب.
٥. يتم حساب حجم دبابات العدو المطلوب صده بالقطعة وإضافة (۲٥%) منها كدبابات إفتراضية ومقارنتها بإمكانيات الصد وذلك لعدم دقة التمييز بين الدبابات والمدرعات القائمة بالهجوم لكثرة الأتربة المتصاعدة والدخان وعدم فتح مجال النظرأمام عناصرالإستطلاع لكثافة النيران.
٦. توجد عدة مقارنات لايتم حسابها من الناحية العددية ولكن لها أثرها في إدارة المعارك ومن أهمها :
أ – الصفات الشخصية للآمرين والقيادات.
ب – الخبرة القتالية للوحدات والتشكيلات.
جـ – التاريخ العسكري للآمرين والأركانات.
د – قدرة الضباط والجنود على تحمل أهوال الحرب.
هـ – الروح المعنوية ودرجة الإيمان بالقضية.
و – سرعة الإمداد والإخلاء.
ز – مدى ثقة العناصر بالآمرين.
ح – مدى ثقة الآمر بمرؤوسيه.
ط – طبيعة الأرض والهيئات الحاكمة.
ي – خطوط المواصلات في مسرح العمليات.
ك – سرعة وكثافة الدعم الناري (البري والبحري والجوي).
ل – التفوق الجوي.
أسد البراري