أحوال عربية

هل تندلع حرب أهلية في إسرائيل ؟

نهاد ابو غوش

أكد الكاتب والمختص بالشأن “الإسرائيلي” نهاد أبو غوش، أن خيار الحرب الأهلية داخل دولة الاحتلال بات واقعيًا، الا إذا تراجع رئيس الائتلاف الحكومي “بنيامين نتنياهو” عن خططته بالانقلاب على القضاء.
وأوضح أبو غوش ” ليس بالصرورة أن نجد قوات تحارب بعضها البعض ومتاريس في الشوارع، لكن التطورات كلها تدفع نحو المواجهة في الشوارع وتؤثر على أدوات الدولة بما فيها الجيش والشرطة وسائر الأجهزة الأمنية.
وقال أبو غوش لـ “الاستقلال”، إن توالي التحذيرات من وقوع حرب أهلية داخل الكيان، يدلل على أن خيار الحرب أصبح خياراً واقعياً محتملاً وبات امرا جديا جدًا.، وهي كانت في الماضي مجرد خيارات نظرية متخيلة.
وأضاف أبو غوش أن أبرز التحذيرات، ظهرت في تصريحات الرئيس “الإسرائيلي” إسحاق هرتسوغ، الذي تدخل على غير العادة بالشؤون السياسية، ونادى بكل ثقله في محاولة لكبح مخطط “نتنياهو” وحكومته في قضية “الإصلاح القضائي” كما حذر من خطر الحرب الأهلية كل من وزير الأمن السابق بيني غانتس، ورئيس الشاباك أرنون برغمان ورئيس الموساد تامير باردو وكلهم يتحدثون من واقع خبرتهم وعراقاتهم التي تتيح لهم الاطلاع على تقديرات أمنية مهنية، كما أن عشرات المقالات والدراسات ظهرت في الأيام الأخيرة وكلها تحذر من خطر الحرب الأهلية .
وأوضح أو غوش، أن هناك نُذر للعنف بدأ يلوح بالأفق، وأن مشاهد العنف خلال المظاهرات، والتحريض، والتحذيرات من اغتيال شخصيات، هو بداية لما هو قادم، مستذكراً عنف المتظاهرين حينما حاصروا “سارة نتنياهو” داخل صالون حلاقة.
ولفت إلى أن المشهد السياسي بالكيان يتدحرج إلى نحو التصعيد أكثر وأكثر، نتيجة أن “نتنياهو” لم يعد قادرًا على التراجع عن خطته بالإصلاح القضائي، في ظل تهديد شركاءه بالائتلاف بالاستقالة والانقلاب عليه، ما يزيد الأمور تعقيدا.
وأضاف المحلل الفلسطيني هناك عوامل تؤجج التصعيد وتدفع باتجاه المواجهة ولكن هناك في المقابل عوامل تساهم في كبح هذا التصعيد والحد منه، فمن عوامل التصعيد كون بنيامين نتنياهو بات أسيرا لشركائه اليمينين المتطرفين، وأي خلاف معهم سوف يؤدي إلى انهيار ائتلافه الحكومي. كما أن رئيس الوزراء الحالي المعروف عن فرديته المطلقة واستعداده لتسخير كل شيء من أجل مصلحته الشخصية سوف يفعل كل شيء من أجل التهرب من المحاكمة والسجن وبخاصة أنه متهم بثلاث تهم خطيرة من بينها الرشوة وخيانة الأمانة، وباالتالي فغن شخصة فردية متسلطة لا يستبعد منها دفع الأمور نحو حافة الهاوية لضمان مصالحه الشخصية.
أما العوامل الكابحة فيقول أبو غوش أنها تتمثل في ضغوط من قبل اصدقاء إسرائيل وخاصة الولايات المتحدة حيث صدرت مواقف علنية تدعو لمراجعة التغييرات في القضاء، وصدرت كذلك تحذيرات ألمانية وفرنسية من اعلى المستويات، وثمة مواقف معلنة ايضا من قبل ممثلي المجموعات اليهودية والصهيونية في الولايات المتحدة وكلها تحذر من فقدان إسرائيل الدعم الغربي في حال المضي في خطة الانقلاب على القضاء.
ولفت أبو غوش إلى بدء احتجاجات وبعض أشكال التذمر والتململ في حزب الليكود الذي يراسه نتنياهو والتي تخشى من مغامرات نتنياهو والانجرار وراء غلاة المتطرفين مثل سموتريتش وبن جفير، وبالتالي الخوف من فقدان حزب اليكود للسلطة على مذبح مصالح نتنياهو الشخصية.
وقال إن نتنياهو ربما يعمد إلى تصعيد الأمور حتى يصل إلى نقطة يفرض فيها شروط صفقة لصالحه مع خصومه ومعارضيه من موقع قوة، لكن هذا قد يدفع إلى انهيار الائتلاف الحالي وتشكيل حكومة وحدة مغ بعض أطراف المعارضة الحالية مثل حزب القائمة الرسمية برئاسة غانتس، وأمل جديد برئاسة ساعر، ويسرائيل بيتينو برئاسة ليبرمان وكلها أحزاب لا تعارض من حيث المبدا العمل مع نتنياهو.
ولم يستعبد أبو غوش، أن تستشرس الحكومة “الإسرائيلية” أكثر في ارتكاب المزيد من المجازر ضد الشعب الفلسطيني، بهدف حرف الأنظار عن خطة “نتنياهو” القضائية، خاصة وأن ذلك هو برنامجها التي قامت عليه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى