أخبارتعاليقرأي

كل أخ عربي .. أخـــي

 هو مطلع أغنية لموسيقار الأجيال الفنان الراحل محمد عبد الوهاب، مازالت كلماته تلهب
المشاعر العربية الصادقة نحو المزيد من التضامن وتقديم كافة أشكال
الدعم والمساندة لكل شعب عربي مناهض للمؤامرات ومقاوم لظلم ومكافح
من أجل سيادته.صبحة بغورة

توقف العرب باهتمام واسع كبير أمام نتائج جهود الوساطة التي قادتها مصر بمشاركة قطر والولايات
المتحدة الأمريكية بين حركة “حماس ” الفلسطينية وإسرائيل من أجل وقف مؤقت لإطلاق النار، ومتابعة
مراحل عملية تسليم الأسرى من الجانبين.
لم تنتظر السلطات المصرية طويلا حتى شرعت فور دخول الهدنة حيز التنفيذ في الإسراع بمضاعفة إدخال
مئات الشاحنات العملاقة المحملة بالمساعدات الإنسانية المختلفة والإغاثية الدوائية والطبية وأيضا الوقود
والغاز .. الخ عبر معبر رفح البري إلى قطاع غزة في شكل قوافل متتابعة لا حصر لها وكأنها في سباق مع
الزمن لتأمين كل احتياجات أهالي القطاع في أضمن الظروف، وفي أسرع وقت ممكن، والمنتظر أن
تتضاعف الإمدادات أكثركما صرح الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي خاصة طوال أيام الهدنة الأربعة
الذي استشعر حكم التاريخ وقواعد الجغرافيا التي ترسم ملامح العلاقة المتينة والمتميزة بين مصر وفلسطين.
لقد تفانت الشعوب العربية في توفير ما أمكنها من الاحتياجات الأساسية لإخوانهم في قطاع غزة لشد أزرهم
ودعم صمودهم وتمكينهم من التمسك بالأرض والبقاء في الوطن ، وهو السبيل الوحيد لإفشال المخطط
الإسرائيلي الرامي إلى التهجير القسري لأهالي القطاع خارجه.
العروبة فعل يصدق القول، إنها فكر وثقافة وسلوك وعمل حي ملموس، في بوتقتها انصهرت منذ القدم
إرادات الشعوب العربية طوعا وتلقائية مدفوعة بقواسم الهوية المشتركة والمصير الواحد التي نلمس حقيقتها
في واقع وطبيعة المقومات الأساسية للشعوب العربية وما الهبة اللافتة في الأقطار العربية لنصرة
الفلسطينيين في قطاع غزة إلا مظهرا لتأكيد صدق التوثب لانتصار القضية الفلسطينية ، ودحرا للإشاعات
المغرضة التي تطلقها أبواق الفتن التي تهدف للنيل من التضامن العربي في أصعب الأوقات وأكثرها شدة،
وكأن هذه الأبواق لم تفقه معنى ” كل أخ عربي .. أخي “لقد تمت المرحلة الأولى من عملية تبادل الأسرى
وقامت السلطات المصرية الأمنية بالإشراف الكامل والمباشر على عمليتي استلام وتسليم الأسرى من
الجانبين مع تأمين اجراءات الفحص الطبي عليهم ، وضمان سلامتهم ونقلهم في أحسن الظروف، ولعل
القادم أفضل .
الثابت والمؤكد أن اسرائيل خسرت الكثير في الجولة الأولى من مواجهتها مع حركة المقاومة الإسلامية
“حماس” فلم تحقق أهدافها المعلنة التي تشددت في بداية الأمر لفرضها، ولم تنجح من جهة أخرى في منع
وقوع ما أكدت على استحالته ، فتم وقف إطلاق النار ولو مؤقتا، وللسخرية اعتبرت اسرائيل موافقتها عليه
ممن باب التقاط الأنفاس، وتجري بنجاح عملية تبادل الأسرى رغم أنف اسرائيل، وظلت حركة حماس باقية

رغم شدة القصف الجوي والبري والبحري ولم تتمكن اسرائيل من هزمها طوال 50 يوما تقريبا من القتال
غير المتكافئ ، كما لم تنجح اسرائيل في زحزحة أهالي القطاع وترحيلهم نحو صحراء سيناء ، إنها هزيمة
قاسية لأنها بأبعاد أربعة .
” كل أخ عربي أخي “مقولة رائعة تحتوي معاني الأخوة وكل القيم النبيلة والمبادئ السامية، وتعكس حجم
الاستعداد لوقوف الأخ العربي بجانب أخيه العربي كتفا بكتف ينصره ، إنها رد بليغ على من يسوفون
المواقف ويسخرون وقت الكوارث الكبرى ويشمتون في المصائب وهم لا يدرون أن هناك فعلا ما أصابهم
ويجدر الالتفات إليه في بلادهم ويجب أكثر معالجته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى