في الواجهة

الصين حالة متفردة

خالد محمد جوشن

لدى سؤال محير لماذا استطاعت الصين تحقيق معدلات نموا فاقت كل التوقعات العالمية ، تحت حكم شمولى بحت وبدون أدنى مساحة للحرية .

ان النجاح الاقتصادى فى معظم الادبيات الاقتصادية والسياسية رهين بالتطور الديمقراطى فكيف استطاعت الصين قلب المعادلة .

والغريب ان النموذج الصينى فى الحكم والادارة والنجاح الاقتصادى ليس له مثيل ، فمثلا جارتها كوريا الشمالية الدكتاتورية يرسف شعبها فى الفقر، والتفوق العسكرى الذى تحرزه فى المجال النووى والصاروخى ،

لا يمكن على الاطلاق ان يكون معيارا للنجاح الاقتصاى .

بل ان الانفاق العسكرى المبالغ فيه ، هو احد اسباب فقرها ،وهو كان احد الاسباب الرئيسية فى التعجيل بانهيار الاتحاد السوفيتى

لى صديق عراقى وصل مصر حديثا ، هو عاشق لمصر واحيانا تكون عين العاشق كليلة عن رؤية عيوب المحبوب .

هو زائرا لمصر من حين الى اخر، المهم بدا الرجل منبهرا بما يدور فى مصر قائلا :

ايه ايه التطور المرعب الى بيحصل فى مصر ده ؟ ، حاجة روعة ، تصدق ان عندنا كوبرى فى العراق لايتعدى طوله ثلاثمائة وخمسين متر يبنى منذ ثمان سنوات ، من مقاول لمقاول . ياقلبى لا تحزن

بلاش دى عندنا دورة للالعاب العربية ، فترائى للمسؤلين ان الزوار يؤزيهم مبانى مهلهلة للسكان فى البصرة ، لايتجاوز تعدادها اربعون منزلا فماذا فعل المسؤلين لمعالجة المشكلة ؟

هو سألنى ولم ينتظر اجابة منى ، بل قال مباشرة انهم صنعوا سورا جميلا يحيط بالمبانى ويداريها تكلف ملايين الدولارات .

نهار اسود ، قلت انا ، له طيب ما كانو بنوا بيوت محترمة للسكان مش كان افضل ، قال لى ويسرقوا ازاى يا أستاذ ؟

تحسرت على حالة الفساد التى وصلت لها بلادنا العربية ،ها نحن فقط كعرب نتنافس على درجة الفساد ، نعتبره امرا طبيعا ، كالهواء الذى نتنفسه .

ترى هل يوجد فساد فى الصين ؟ هل الجينات الصينية تختلف عن الجينات العربية فتراها تبدع فى ظل الدكتاتورية والديمقراطية .

هل الديانة البوذية ومبادىء كنفوشيوس التى تربى عليها الصينيون هى سببا فى التفوق الصينى ؟

وهل قيمنا العربية وادياننا الاسلامية بمذاهبها والمسيحية حاشا لله سببا فى تدهور شعوبنا ؟

ستظل تلك اسئلة لا تجد لها اجابة واضحة وصريحة ، واذا لم نجد اجابة عن سبب تخلفنا كامة عربية سنظل نرفل فيما نحن فيه من تخلف وفساد وعدم مواكبة ركب التطور السريع والمتلاحق للحضارة العالمية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى