تعاليقرأي

يمضي عام ويأتي عام

يمضي عام ويأتي عام ونحن غرقى آلام وأحلام …فكم يمتد فينا الألم حتى النخاع ونحن نرى أمتنا العربية والإسلامية غارقة في بحار لانهاية لها من الفوضى والمشاكل والصراعات والتطاحنات والإقتتال والتمزق والتشرد والتشرذم والفقر فلا يكاد يخلوا وطن من الأوطان الممتدة من ساحل طنجة إلى جاكرتا من الإحتجاجات والتظاهرات بصرف النظر عن دواعيها وأسبابها ومطالبها …
منها المنادية بالديمقراطية وفسح المجال للحريات الفردية والجماعية في الممارسات السياسية والإعلامية ومنها التي تنادي برفع مستويات المعيشة والقضاء على البطالة وتحقيق الأمن والأمان للمواطنين ومكافحة الرشوة والفساد الضاربين أطنابهما في جذور المجتمعات العربية والإسلامية دون إستثناء ومنها المنادية بحق التداول على السلطة وحماية المال العام من النهب والسرقة والإفلاس …
وقد إندفعت الجماهير إلى الشوارع في غير واحد من البلدان العربية وحاولت إسقاط النظمة الحاكمة فيها وإزاحتها من على عروش السلطة سواء كان ذلك بالقوة أو بالمظاهرات السلمية مثلماهو الحال في تونس ومصر
غير أن البلدان التي ثارت فيها شعوبها وحملت السلاح في وجه أنظمتها نراها قد دخلت في دوامة من العنف لاتزال إلى يومنا هذا متخبطة فيها مما أعاق طريقها نحو إرساء الديمقراطية الحقى فوقعت في صراعات طائفية تولدت عنها ميليشيات مسلحة تسعى كل واحدة منها جاهدة بأن تكون هي الطرف الفاعل في تسيير دواليب الحكم في البلاد مما عطل مسيرة التنمية فيها وأرجأ مشروع الديمقراطية إلى بعد حين من عمر الزمن …
فأصبح همها الوحيد هو تحقيق السلم وإستعادة الأمن والأمان لمواطنيها وحمايتهم من الإعتداءات المسلحة وتحصينهم من آلات القتل العشوائي التي تحصد رؤوس الأبرياء والعزل دون هوادة في الكثير من المواطن والمداشر مثلما يحدث الآن في ليبيا واليمن ومالي وغيرها …
بينما غرقت سوريا الحبيبة في بحار وبرك من الدماء جراء الصراع على السلطة في البلاد بين جيشها الحر ونظامها الحاكم وأغلقت فيها سبل ومنافذ الحوار وأخمدت فيها كل الأصوات إلا من صوت المدافع والصواريخ والقنابل التي دمرت المنشآت وهجرت السكان وشردتهم وجعلت منهم لاجئين وفارين بأجسادهم بحثا عن مأوى وملجأ يقيهم من برائد الموت ويعزل أسماعهم وأبصارهم عن دوي الإنفجارت ومشاهد الخراب والدمار ….
أما الأحلام التي غرقنا فيها وتشبثنا بأطيافها وعقدنا عليها آمالنا هي أن يكون هذا العام المطل علينا بادرة خير وفاتحة أمل تشرق به شمسه علينا فيعم الهدوء سائر بقاع وطننا العربي الحبيب وعالمنا الإسلامي ويرف السلام بأجنحته على كل بلدان العالم فنودع المآسي والأحزان ونستقبل الأفراح والأعراس وتهل علينا بشائر السعادة وتورق أزهارها في قلوب أبنائنا ويتصالح الإخوة ويتقارب الأحبة ويطوون صفحات الخلاف والفرقة ويجتمع شمل كل المشردين والراحلين وتندمل الجراح وتتشابك الأيادي لبناء مستقبل وصروح البلدان العربية والإسلامية وتنعم أمتنا بالأمن والأمان كسائر البلدان….
أتمنى أن تتحقق هذه الأحلام في أسرع وقت مع مطلع عامنا هذا حتى يهنأ كل المسلمين في أوطانهم ويتحد الفرقاء منهم ويجتمعون على كلمة واحدة فيها صلاح وخير مجتمعاتهم ورفاهية بلدانهم وتطورها وإزدهارها ..آمين يارب العالمين
الطيب دخان –الجزائر-

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى