ثقافة

هو المعلم

شعر شامخ الشندويلى

العلمُ شيءٌ بالجواهرِ يشترى
أما المعلمُ فهو بدرٌ فى الورى
أو شمعةٌ حتى تنيرَ حياتَنا
تنساب ذوباً فى اللهيبِ وقد سرى

نورٌ دعوت اللهَ ألا ينطفئ
رمزٌ رجوت الله ألا ينكفئ
وهو الشهيدُ وحين جاد بروحِهِ
لمح الجزاءَ بعينه فاستبشرا

قد عشت عمرى للمعلمِ أعجبُ
من فيض نبع خيرُه لاينضبُ
يعطى بلا كللٍ بغير تململِ
ويعيش جلداً فى الحياة وصابرا

يرسى القواعدَ للزمانِ وللغدِ
ولأجل ذلك يستميتُ ويفتدى
إن كان للجندىّ صرحٌ خالدُ
كان المعلمُ فى القلوبِ مقدرا

ياليت شعرى كيف أُوفى حقًهُ
وهو الذى قطع الظلامَ وشقّهُ
جاءت جيوشُ الجهلِ ترفعُ رايةً
فإذا به ركب المخاطرَ وانبرى

رام الصلاحَ بقلبهِ وضميرهِ
واهتم بالأخلاقِ قبل دروسهِ
ليعدّ للطلابِ أسبابَ العلا
كالوردِ هَذَّبْتَ الجذورَ فأزهرَ

هو فى الوجودِ كما النباتِ بينعهِ
أو مثل غصنٍ حين جاد بزرعهِ
أو مثل غيثٍ لاثمار بدونهِ
أو مثل نهرٍ بالحياةِ تَفَجّرا

هو للصِغارِ الأنقياء المؤتمن
كالوالدين من العطاءِ بلا ثمن
لاشيء يرجو من خلاصةِ جهدِهِ
سوى أن يراه عن التفوقِ أسفرا

وهل رأيت بذى الفضائل مثلًهُ
وهو الذى حاز التواضعَ كلَهُ
من غيره ضمَ المحاسنَ جملةً
أوبالمكارمِ والعطاءِ استأثرا

فهو المعلمُ من يضاهى فضلَهُ
أومن يدانى فى الوظائفِ دَوْرَهُ
وبكل فرد للمعلم بصمةٌ
فى قلبِهِ وحياتِهِ.. إن أبصرا

من ديوان الفصحى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى