أحوال عربيةأخبار العالم

هل يفجر نتنياهو حرباً محدودة لإنقاذ مستقبليه السياسي والشخصي..؟؟

راسم عبيدات

من بعد معركة العشر ساعات التي جرت في الخامس من هذا الشهر،والتي انطلقت فيها الصواريخ من جهات متعدة ،من جنوب لبنان وسوريا وقطاع غزة،والتي أتت في إطار وسياق الرد من قبل محور القدس على ما قامت به دولة الكيان من إستهداف للمسجد الأقصى سواء بالقمع الوحشي للمرابطين والمعتكفين في المسجد أو الإصرار على إستمرار الإقتحامات له في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك من قبل الجماعات المتطرفة،وسعي تلك الجماعات من ما يعرف بأمناء الهيكل والعودة الى المعبد وكل الجماعات المتفرعة عنها ،نساء من اجل الهكيل وطلاب من اجل الهيكل،لإدخال ما يعرف بقرابين الفصح الحيوانية الى ساحات المسجد الأقصى وذبحها فيها ونثر دمها على مسجد قبة الصخرة،المكان المنوي إقامة ما يسمى بالهيكل الثالث مكانه،وقد رصدت تلك الجماعات جوائز مالية وصلت الى 20 الف شيكل لكل من ينجح بإدخال قربان حيواني وذبحه في الأٌقصى،كطقس اخير لما يعرف بإحياء الهيكل المعنوي.

الرد من محور القدس ب”وحدة النار” وتفعيل ميادين ساحات المحور،وإرتقاء مسارات التنسيق بينها للوصول بمعادلة ” العبث بالأقصى يوازي حرباً إقليمية،قالت بشكل واضح بكسر هيبة دولة الكيان،والتي جرى كسرها اكثر من مرة،وأثبتت تلك المعركة بأن رئيس وزراء دولة الكيان نتنياهو،والذي مأزقه العميق جزء من ازمة دولة الكيان، كان ملجوماً ومردوعاً،وبغض النظر عن عوامل وأسباب اللجم والردع،داخلية أزمة سياسية،أم ضغوط خارجية،أم عسكرية امنية مرتبطة بأجهزة امن الكيان.

نتنياهو الذي طالما تبجح بقوة ردع الكيان،وبالرد القاسي على أي عمل م ق ا و م،وجدنا انه حاول الهروب وتجنب رد من شأنه أن يفتح عليه بوابات جهنم ويورطه في حرب على عدة جبهات،ولذلك جاء الرد باهتاً ومحدوداً،سواء على الصواريخ التي أطلقت من لبنان او سوريا او قطاع غزة،وكان رداً مقيداً ومؤطراً،وبدلاً من ان يكون رداً يستعيد فيه نتنياهو قوة الردع،ويمنع تقيد خياراته وردوده مستقبلاً،وجدنا بأن قوة ردع الكيان أصابها المزيد من التأكل.

دولة الكيان بسبب صمود المرابطين والمعتكفين في الأقصى،والتدخل من قبل محور القدس عبر رسائل بالنار ووحدة الرد،وجدت نفسها مضطرة لكي تتخذ قراراً ولأول مرة ،ليس من خلال رئيس وزراء الكيان ووزير شرطته،بل هذا القرار احتاج الى موافقة المؤسستين الأمنية والعسكرية،بمنع الجماعات المتطرفة من مواصلة إقتحاماتها للأقصى في العشر الأواخر من شهر رمضان،الأمر الذي أثار غضب الفاشي بن غفير،الذي رفض هذا القرار،وقال بأنه سيزيد من التصعيد،ويضعف سيطرة شرطة الكيان على الأوضاع في المسجد الأقصى.

أزمات نتنياهو الداخلية السياسية والشخصية والضغوط التي تمارس عليه داخلياً من المعارضة ومن حلفائه من الفاشية اليهودية وخارجياً،تلك الأزمات التي فجرتها ما يعرف بالتعديلات التشريعية والقضائية،والتي أراد نتنياهو من خلالها ،أن يحصن نفسه،بالسيطرة على منظومة القضاء،واضعاف ما يعرف بسلطة محكمة العدل العليا،بتحرير الكنيست والحكومة من الرقابة القضائية،ولكن الإحتجاجات المجتمعية الواسعة التي قادتها المعارضة ضد تلك السياسة التي قادها نتنياهو ووزير قضائه “ياريف ليفين”،والمستمرة منذ ستة عشر أسبوعاً،رغم تجميد نتنياهو لقرار التعديلات للتشريعات ،هذه الإحتجاجات التي شارك فيها مئات الآلاف من الإسرائيليين،لم تقتصر على فئة او قطاع معين،بل شملت قوى سياسية ونقابات عمالية وقطاعات المال والمصارف ونقابات مهنية وما عرفت بقوى مقاومة الديكتاتورية،ولتمتد الى المؤسستين الأمنية والعسكرية،ولتلقي الإحتجاجات بظلالها وتداعياتها على جيش الكيان واستعداده وجهوزيته،وعلى ضمور النمو الإقتصادي وتراجع الإقتصاد،وأيضاً على التصنيف الإئتماني لإقتصاد دولة الكيان،وهروب رؤوس المال وشركات الإستثمار ،وزيادة الهجرة الطاردة من دولة الكيان للخارج.

نتنياهو يدرك تماماً بأن الأزمات التي يشهدها كيانه،اعمق واشمل من قضية تعديل التشريعات القضائية، والتي قد تدفع به الى القيام بعمل عسكري للخروج من هذا المأزق،من المرجح ان تكون غزة ساحة هذا التصعيد العسكري…ولكن هذا التصعيد والعدوان على قطاع غزة سواء عبر تنفيذ عمليات اغتيال او شن حرب محدودة ،هل سيخرج نتنياهو من ازمته ويمنع انضمام جبهات اخرى الى المجابهة،وخاصة بأن وزير جيش الكيان ” يؤاف غالانت” صرح يوم الخميس 14/4/2023بشكل واضح ب”نهاية حقبة المواجهات المحدودة”، ويشير إلى “وجوب الاستعداد للحرب في كل القطاعات وفي آن واحد، وأوضح غالانت، بحسب الإعلام الإسرائيلي، أنّ على جيش الاحتلال الاستعداد لـ”حرب متعددة الساحات، يكون فيها تهديد أمني حقيقي ممكناً في جميع القطاعات، وفي الوقت نفسه“.

وأضاف أنّ “هذه نهاية حقبة المواجهات المحدودة”، قائلاً إنّ “العمل كان، طوال أعوام، على افتراض إمكان قيام مواجهات محدودة، لكن هذه ظاهرة آخذة في الاختفاء. اليوم، هناك ظاهرة بارزة، وهي اندماج الساحات.

وهل سيتمكن نتنياهو من استعادة قوة الردع وتوحيد الجبهة الداخلية لدولة الكيان خلفه هروباً من قضية التعديلات التشريعية …أم سيجد الكيان نفسه امام المزيد من تآكل قوة الردع وان تبتلع غزة نتنياهو ويخسر مستقبليه السياسي والشخصي..؟؟ …اسئلة ستجيب عليها التطورات مع نهاية شهر رمضان وانتهاء اعياد دولة الكيان الهولوكست” المحرقة و”الإستقلال” يوم نكبة شعبنا وذكرى ما يعرف ب” توحيد” القدس ،استكمال احتلال القسم الشرقي منها.

فلسطين – القدس المحتلة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى