في الواجهة

تجربة الصين في القضاء على الفساد

يوسف حاجي

كيف تمكن الرئيس الصيني من محاربة الفساد ؟ وكيف استطاع أن يقود بلاده لتكون دولة عظمى ؟ وما هي الخطوات الاصلاحية التي اتخذها ؟
حينما تولى شي چن بينغ رئيس الصين الحالي الحكم في مارس 2013 قال: إن شعبنا ينتظر منا الكثير والكثير جدًا؛ فهو يستحق تعليمًا أفضل، ورعاية صحية جيدة، وفرصًا للعمل، وحياة كريمة بلا فقر أو حاجة، فأكمل ما بدأه سابقوه في القضاء على الفقر في بلده، ووفر لكل فرد في شعبه، الذي وصل تعداده إلى مليار و450 مليون نسمة، فرصة للعمل، بل سنَّ عشرات القوانين ليحمي حق شعبه في الحياة الكريمة، وجعل التعليم الراقي والعام حقًا مقدسًا للجميع، تبذل الدولة كل غالٍ ورخيص من أجل أن يصل إلى كل طفل حتى ينتهي من جامعته مجندًا بعلمه،وفي عصره تطورت المستشفيات الصينية تطورًا فاق الخيال،

وأبرم اتفاقيات تعاون بين معظم مستشفيات الصين الكبيرة مع مستشفيات أمريكا الراقية، بل وجعل دعم المستشفيات وترتيبها في الجودة معتمدًا اعتمادًا كليًّا على كمية الانتاج السنوية من البحوث العلمية ليحفِّز الأبحاث الطبية التي قفزت قفزة مذهلة، فأرسلت المستشفيات الآلاف من باحثيها للتدريب في معامل الغرب، خاصة أمريكا، جعل “شي” العلاج الصحي والدواء مجانًا لشعبه كله؛ لتدب الصحة في أوصاله، فيعمل وينتج أكثر، فتراه في الحقول يدعم فلاحي الصين، ويزودهم مجانًا بأرقى التكنولوجيا لينتجوا بغزارة، فترى الحقول الزراعية تغطي معظم الاراضي الشاسعة وترى منتجاتهم الزراعية تكفيهم وتفيض وعمل المستحيل ليحافظ على التفوق الصناعي للعامل الصيني من تدريب وحماية لمنتجاته في جميع مراحل تصنيعها، سافر حول العالم شرقه وغربه لإقامة العلاقات القوية مع دولته، وحوّل سفاراته في العالم إلى خلايا نحل تمد العامل الصيني بالأفكار ليُصَنِّع ما يريده العالم، فهو يعرف تمامًا ما تحتاج إليه الأسواق العالمية ! حوّل “شي” قرى الصين إلى مصانع صغيرة، فقرية كاملة تصنع الطائرات الورقية، وثانية تصنع الكراسي، وثالثة تصنع مكونات الكمبيوتر، وأحاطها بجيش من المسوّقين حول العالم، فإذا أغلقت فرنسا سوقها، فتح سوقًا في السودان، وإذا توقفت أمريكا عن استيراد سلعة، وجد من يستوردها في الكونغو والأرجنتين، تعهد لعماله أن بضاعتهم لن تبور أبدًا! أرهق أمريكا ودول العالم بقوانينه حمايةً لعملته كي يحمي صناعاته الرخيصة والمنافسة! ومن أفضل ما قام به هو محاربة الفساد في جميع صوره، وبيد من حديد، وهو نفس ما فعله حينما كان محافظًا لشنغهاي- أكبر مدن الصين-فخلال العام الأول وحده عزل أكثر من مئة شخص من كبار رجال الدولة الفاسدين، ونحو 200ألف من موظفي الحكومة، الرئيس “شي” رجل مثقف، وحاصل على درجة الدكتوراة في القانون، وقد قال: إنَّ النظام القضائى يحتاج إلى ثورة إصلاح؛ فغيّره تمامًا ليواكب العصر،لم يقل كلمة واحدة إلا وحققها، ولم يطلق وعدًا واحدًا في الهواء؛ بل صدق عمله قوله،قال إنَّ الصين لا تصدر الثورات، ولا تصدر الجوع والفقر، ولا تتسبب في أي صداع لغيرها من الدول، جعل الرئيس “شي” شعبه الصيني سعيدًا منذ أن يفتح عينيه كل صباح في مسكن آمن رائع محاط بجميع الخدمات، بعد أن أتمَّ أكبر عملية إحلال وتجديد في التاريخ بنقل معظم شعبه إلى بيوت جديدة في جميع المدن، حيث يذهب المواطن الصيني سعيدًا إلى عمله بمواصلات غاية في النظام، وقطارات سريعة ومنضبطة بالثانية بين المدن، حتى جميع تعاملات المواطنين المالية اليومية جعلها سهلة وميسرة عن طريق التليفون المحمول؛ فيكفي المسح الضوئي لكود تليفونك لتدفع أي شيء في أي مكان، وفي ثانية واحدة، حين تولى مسؤولية تنظيم دورة الألعاب الأولمبية قبل توليه الرئاسة أبهر العالم! وَعَد شعبه أن يتصدر العالم في كل شيء اقتصاديًّا وعسكريًّا وتكنولوچيًّا، وها هو يفعل وسيفعل، والغرب لا يعرف كيف يوقف قطاره المنطلق بسرعة الصاروخ، ورغم دكتاتورية الحكم في الصين فقد أحبه شعبه، وعمل معه بإخلاص وحب وجدية لإنجاح خطط حكومته، ليروا الصين كما أصبحت عليه الآن؛ دولة يسودها القانون بلا فساد، والعمل بلا كلل، فزرع الابتسامة على الوجوه والرضا في القلوب!

المصادر التي أخذت منها المادة:
*جريدة البوابة-بوابتك للشرق الأوسط-جريدة إلكترونية.
*جريدة أرقام-الفيوتشرز- جريدة إلكترونية .
*موقع روسيا اليوم نقلا عن موقع أرغومنتي إي فاكتي.
*جريدة العين الإمارتية –الأسبوع الإماراتي الصيني –جريدة إلكترونية.
*موقع البنك الدولي –الصفحة العربية- موقع إلكتروني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى