أحوال عربيةأمن وإستراتيجيةفي الواجهة

ناتو عربي

سليم يونس الزريعي

“إنها محاولة للإضاءة على الأحداث من زوايا أخرى، بقراءة تستهدف استنطاق الأقوال والتصرفات بما لا يفصح عنه ظاهرها، من خلال مشاكسة الظاهر من اللغة، بتفكيك محتواها عبر طرح الأسئلة المخالفة التي ربما لا ترضي الكثيرين، كونها تفتح نافذة للتفكير ربما المفارق… ولكنه الضروري، من أجل أن نعيد لفضيلة السؤال والتفكير قيمته…أليست مشاكسة”؟
أي عمالة..!
أكدت وزيرة الداخلية الإسرائيلية، إييلت شاكيد، من الرباط، أن الحكومتين باشرتا الإعداد لجلب عمالة مغربية متنوعة إلى أبيب..
وقالت الملحق الاقتصادي في السفارة الإسرائيلية في المغرب، تضع إسرائيل عينها على المهندسين المغاربة، ليس فقط في الهندسة المدنية بل أيضا في علم الحاسوب وغيرها من الفروع التكنولوجية.

مشاكسة .. ألا يشكل هذا القرار المغربي الصهيوني المشترك تحديا فظا لقسم كبير من المغاربة الذين ما زالوا ينتصرون للقضية الفلسطينية، في بعديها القومي والإسلامي؟ وماذا عن أهل الأرض الذين سيصدمهم وجود مغاربة ضمن الجيش المدني الصهيوني الذي يحاول تغيير واقع الأرض المحتلة، ويا للعار إن أعضاء هذا الجيش المدني مغاربة؟ ثم كيف يمكن أن ينظر هذا الوافد لخدمة المشروع الصهيوني لأصحاب الأرض ممن يواجهون الاحتلال في حالة اشتباك مستمرة في الضفة الغربية؟ ثم كيف ينظر المشتبكون من أهل فلسطين إلى هذا الجيش المدني المغربي؟ وهل يعتبرونهم جزءا من معسكر الأعداء؟ ثم ألا يجعل هذا القرار المغربي ضخ العمالة المغربية أهدافا مشروعة للمقاومة الفلسطينية، أسوة بالصهاينة اليهود؟ ألا يشكل قرار المغرب المشاركة في تخفيف العبء عن المؤسسة العسكرية الصهيونية بضخ عمالة تحل محلهم مشاركة فعلية في الحرب على الشعب الفلسطيني؟ ألا يعرف المغاربة أنه لا فصل في الكيان الصهيوني بين المدني والعسكري كون التجمع الصهيوني هو تجمع استيطاني إحلالي؟
ناتو.. الأدوات المحلية..!
قال الملك الأردني عبد الله الثاني إنّه سيدعم تشكيل تحالف عسكري في الشرق الأوسط على غرار حلف شمال الأطلسي، على أن “يتم ذلك مع الدول التي لديها نفس التفكير”.
ولفت الملك إلى أنّ “الأردن يعمل بنشاط مع حلف شمال الأطلسي ويعتبر نفسه شريكاً في الحلف، بعد أن قاتل كتفاً إلى كتف مع قوات الناتو لعقود”.
مشاكسة .. تُرى من سيستهدف “ناتو” ملك الأردن؟ ثم ما الذي يخشاه ملك الأردن ليبحث عن حلف عدواني جديد على غرار حلف الأطلسي؟ وهل الناتو حقا حلفا دفاعيا، ودفاعيا في مواجهة منْ؟ ألم يسمع ملك الأردن بجرائم الناتو في يوغسلافيا؟ ثم ماذا كان يفعل الناتو في أفغانستان طوال سنوات عندما أحرق الأخضر واليابس وترك أفغانستان بلدا مدمرا؟ وماذا فعل الناتو الأطلسي في العراق بعد أن عمل على تشريد وقتل الملايين من أهله وتقسيم العراق طائفيا؟ لكن السؤال إذا كان الملك يعتبر نفسه شريكا للناتو فهل يعني أن الملك يتبنى جرائم وعدوانية الناتو المستمرة منذ إنشائه لمواجهة الاتحاد السوفيتي السابق وروسيا فيما بعد؟ ومع ذك ناتو شرق أوسطي ضد من؟ بعد أن بات العدو الصهيوني شريكا للأردن وغيره من أنظمة اللون الواحد؟ فهل ناتو ملك الأردن سيكون موجها لمحاربة المقاومة الفلسطينية وسوريا وإيران خاصة وأن الأردن كان له شرف احتضان غرفة الموك التي كانت تقود الحرب على دمشق؟ لكن السؤال هل هذا الدور غريب على عمان؟ كلا بالتأكيد فطالما لعب الأردن هذا الدور عبر تاريخه، أي الدور الوظيفي الذي أعد له في خدمة المراكز الإمبريالية!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى