مجتمع

من قصص الواقع..الزوجة الثانية … سعادة زائفة و زيجة مؤقتة بلقب جديد متعدد الأوصاف .

الزواج – تعدد الزوجات:

تعدد الزوجات مباح بشرع الله وبأحكامه وتعاليم ديننا الحنيف، بحكمة الله، وله الكثير من الآثار الإجتماعية الإيجابية والسلبية من جهة، حيث إنه سبب في تكاثر الأمة وزيادة النمو الديمغرافي، وتوثيق الروابط و الأواصر بين بعض الأسر والأهالي ولاسيما صلة الرحم بين زيجات الأقارب.

الزواج حماية ووقاية:

وللحد من الوقوع في الحرام والإنحلال الأخلاقي وتعاطي الزوج لجرم الزنا حفظ الله الأزواج من الوقوع فيه. في حال كانت الزوجة لا تلبي الزوج حاجته ورغباته بسبب حالاتها سواء النفسية أو المرضية، أو في حال كانت عقيمة، أو بها مانع قاهر لا يسمح لها بإسعاد زوجها.

ولا يتم الزواج بزوجة ثانية شرعا وفقا للشريعة الإسلامية و للقوانين الأسرة وما تابعها. ولا يكون مخالف لذلك كما يعرف حاليا بزواج السر العرفي وغيره من المسميات.

إلا أنه في حالة الزواج بزوجة ثانية يجب أن يطبق الزوج شرع الله من حيث العدل بين الزوجات كما أمر الله وواجب الإنفاق و التكفل التام بكل زوجة وإعطاءها كافة حقوقها دون نقصان ولا تحييز ولا تهميش لزوجة على أخرى، وأن يفي كل واحدة حقها المشروع في المبيت والإنصاف.

خلق الإنسان ليكون سعيد في حياته العامة والزوجية خاصة.

من أسباب نجاح الزواج لابد من توفير معايير ومقاييس ومن أهمها تحقيق السعادة الزوجية. ولتحقيقها يجب على الزوجين النظر إلى الزواج من جميع الجوانب والزوايا، وعليهما السعي بكافة الطرق والوسائل المشروعة والمعمول بها قانونا للحصول عليها، فهي أساس للزواج الناجح، ومن هذه الأسباب أو السبل لتحقيقها نذكر ما يأتي:

تحديد الزوجان الهدف الرئيسي والأساسي من الزواج.

معرفة ظالزوجان معرفة دقيقة وبكل قناعة عن دراية بيقين أن الزواج مسؤولية كبيرة على كل طرف المحافظة عليها، ومشتركة عليهم التعاون فيما بينهم، وبه يضحيان في بعض الأمور والأشياء في سبيل الحصول على السعادة المنشودة.

عليهم المصارحة بكل صغيرة وكبيرة وعدم إخفاء عيوبهما عن بعضهما البعض، لتفادي المشاكل وسوء الظن عند إكتشافهم للكذب.

أن يتفقا على كل شيء قبل الزواج كمكان السكن، سواء جماعي عند الأهل او فردي . ملك أو إيجار و العمل على توفير مصاريفه لتفادي الطرد وما شابه ذلك.

قبول الزوج لعمل الزوجة من عدمه منذ البداية والإتفاق الموثق لتفادي التنكر وتراجع الطرف الأخر للإتفاق.

إدراك الزوجان بأنهما ليسا نفس الشخص والمستوى و عليها بمقاربة أفكارهم و التنازل لبعضهم البعض في مستوى يكون لفائدة مصلتهم الأسرية، وأن لكل طرف منهما شخصية المختلفة عن الاَخر في نمط حياته الروتيني بدون تعالي ولا كبر و غرور،

عليهما إيجاد الحلول المناسبة لخلافاتهما التي قد تنجم عن سوء فهم، وتجنب إختلافهما خلال النقاش مع المساح لكل طرف بالتعبير عن رأيه و الدفاع عن نفسه بكل حرية دون مقاطعته ولا منعه، وألّا يُثيرا الغضب والشحناء فيما بينهما،

أن يتقبل كل منهما إقتراحات وآراء الاَخر مع دراستها و تحليلها و مناقشتها من وجهة نطره المناسبة للوصول لنتيجة مرضية، وأن يستخدما ثقافة لغة الحوار.

عدم التسرع, التأني, التعقل وإستعمال ثقافة لا لإضاعة الفرصة في إختيار شريك الحياة لكي يكون مناسبا كما يتمناه كل منهما، وهذا الجانب بدوره يحقق السعادة الزوجية المطلوبة عن حب ومودة ورحمة، توفير الثقة الكاملة فيما بينهم ليكون لها دور جد وثيق في توفير السعادة الزوجية بينهم. العمل على إختيار وسائل الإتصال بين الزوجين ليكون لها دور كبير في تحقيق السعادة بينهما، ويجعل زواجهم ناجحا. العمل على توفير الدعم الخارجي ليكون عاملا مهما في إنجاح علاقة الزوجين. على الزوجين ان يغفر كل منهما لبعضهما أخطائهم وتغاضي النظر عليها و دراسة أسباب لعدم تكرارها و تفاديها مستقبلا، ويتناسوها لكي ينجح زواجهما. على كل طرف التعامل مع شركه بعطف وحنان فيما بينهم, ليكون عنصر مهم في جلب السعادة في حياتهم الزوجية. الإحترام المتبادل فيها بينهم. إلخ…………………..

مدخل :

إليك أيتها الفتاة الحالمة بزوج على حساب زوجة أخرى

الزواج مكتوب رباني ونصيب مقدر وإختيار بقرار صائب.

الكثير من الرجال يرغبون في إعادة الزواج ويبحثون لنفسهم عن زوجة ثانية و ثالثة و رابعة بدون سبب مقنع وبدون مبرر شرعي وقانوني, لا لشيء إلا لأجل المتعة و النزوة و التباهي و التفاخر وما شابه ذلك, إستنادا إلى الآية الكريمة و للنصوص الشرعية و الفقهية بدون دراسة لأحكامها وقوانينها ,وكثيرا من النساء تقع في فخ ذلك بعد ان تقنعن أنفسهن بشرعية ذلك بحجة الوقاية والتعفف وصون الشرف بيقين أحادي و إيمان شخصي نابع عن مصلحة شخصية فردية وعن متعة ملحة لإشباع رغبة, متجاهلين الكثير من الجوانب منها الإنصاف -العدل – التكفل -المعاملة الحسنة- المودة الحب و الإحترام, وأهمهم من كل ذلك العدل و الرضا و القبول بعد المشورة و والمشاورة والعرض و البحث و ما يتطلبه الشرع .

ونظرا لكثرة العنوسة وتقدم العمر و حالة اليأس و الخوف من شبح البقاء بدون زواج و المعايرة بالعانس أو بالإسم الشائع السهم القاتل (البايرة ) و نظرا لعزوف الشباب عن الزواج لأسباب متعددة الأوصاف ومتنوعة الأصناف,مادية, إجتماعية, إقتصادية,وغيرها. أصبحت بعض الفتيات خاصة العاملات المتمكنات الميسورات الحال ماديا, تقبل بأول طارق لبابها من الرجال المتزوجين, رب أسرة و عائلة لزوجة و أطفال بدون تفكير و بدون دراسة و بدون إستفسار, محاولة منها لإرضاء نفسها و إقناعها بالظفر بالعريس الذي طال إنتظاره و كاد الأمل أن يغيب في مجيئه, غير آبهة بالمخاطر المحفة بها خاصة والمحيطة بها وبالمجتمع عامة و الكوارث التي سوف تنجم عن هاته الزيجة من هذا النوع الذي تغيب فيه كثير من المعايير و المقاييس والضوابط والشروط و المواصفات, التي يجب مراعاتها من عدة جوانب في ذلك.

فزواجها يحقق لها سعادتها الشخصية وحب الذات و الشعور بالنشوة و المتعة الزائفة. لكن هاته السعادة تكون مبنية على تعاسة الزوجة الأولى و تشرد الأطفال وحرمانهم من العطف و الحنان الأبوي و يزعزع إستقرار و كيان تلك الأسرة بكاملها و يخلع نوع من الإنشقاق و التصدع للملكتين الزوجية لكل من هما.

فأحدري أيتها المقبلة على الزواج برجل متزوج قبل أن تقع الفأس في الرأس و تتهدم تلك القيم و الشيم التي تتحلى بها كل زوجة و أسرة و تخرب البيوت العامرة , ويحل الدمار الشامل و تتشرد تلك البراءة الطاهرة التي لا ذنب لها و يشتد الصراع على أمد طويل المدى ,و يكون أخر حل لردع التصدع و إزالة المشكلة هو طلاق الزوجة الثانية بعد فترة وجيزة من البناء و الدخول عليها و تعود تجر أدراج خيبتها بشتى الأنواع, مصنفة في قائمة محتشد المطلقات, فلا هي بقيت عازبة عانس بشرف راضية بنصيبها ومكتوبها ,ولا هي بنت حياتها الزوجية الحالمة بها كما رسمتها وتخيلتها والتي أنتظرتها لسنين عجاف أكلت من عمرها أعز السنون وأذبلت زهرة شبابها , فلا هي إستافدت ولا أفادت فكل ما حصدته لقب المطلقة و تهمة خطافة الرجال و مخربة البيوت والساحرة المشعوذة ووووووووو إلخ…. الألقاب والصفات والنعوت.

فقبل أن تفكري و تقرري و تنساقي وراء عاطفتك و رغبتك شاوري عقلك وأستشيري أهل النصح و الرشد و أهل الخبرة و الحكمة و ذوي التجربة المحنكة, قبل قلبك و حاوري نفسك بكل حرية و موضوعية وبكل جدية واضعة نفسك مكان الزوجة الأولى أم الأطفال ملكة مملكتها التي بنتها وتعبت في إنشائها منذ تأسيسها, متسائلة بالسؤوال الصريح الواضح وضوح الشمس في عز الظهر, هل تقبلين بزواج زوجك عليك بدون سبب ولا مبرر, بزوجة أخرى تبني سعادتها على حساب تعاستك.

وإذا كان لا بد من الزواج لضرورة حتمية فليكن بدراسة متأنية وبيقظة و ضمير و يكون بمبرر شرعي قبل القانوني و إنساني قبل الاجتماعي و ليكون بأفضلية من شاب معسر و فقير ,ومن أخر غير متزوج أو أرمل للصون و التعفف و فقكن الله و سهلن لكن الحلال و جنبكن الخراب و الدمار و طريق الحرام.

حلل وناقش و أدلي برايك

بقلم الأستاذ الحاج نورالدين أحمد بامون —–ستراسبورغ فرنسا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى