إقتصادفي الواجهة

من المسؤول عن خطر تنامي المجاعة.. في العالم اليوم؟

نجم الدليمي

1–ان تنامي معدلات البطالة والفقر والبؤس والمجاعة والامية وتعمق الفجوة الاجتماعية والاقتصادية لصالح النخبة المافيوية الحاكمة هي صفة ملازمة للمجتمعات الطبقية بالدرجة الأولى، لان من يملك السلطة والمال هم الاقلية الحاكمة في المجتمع الطبقي، وبالتالي فإن الغالبية العظمى من المواطنين مجبرين على بيع قوة عملهم لمن يملك وسائل الانتاج من اجل توفير الحد الأدنى الضروري للعيش، بالمقابل الشغيلة تصنع الخيرات المادية… ويستحوذ عليها الراسمالي بهدف تعظيم الربح الفاحش بالدرجة الأولى وهذا يتحقق على حساب استغلال الطبقة العاملة وحلفائها وبشكل مأساوي. ان الانسان يلد حرا ويحمل قوة عمله ويستطيع ان يعيش حرا بقوة عمله والعيش بكرامة وهذا فقط يتحقق في المجتمع اللاطبقي، المجتمع الاشتراكي الذي يحقق العدالة الاجتماعية عبر ربط الاجر بطبيعة العمل وهذه هي قمة العدالة الاجتماعية والاقتصادية.
2–ان الراسمالي لا يكتفي بالربح العادي، بل مؤشره الرئيس هو تعظيم الربح باستمرار، وبهذا الخصوص يشير ماركس ((ان الراسمال يخاف من غياب الربح اوالربح التافه جدا كما تخاف الطبيعة من الفراغ. لكن ما ان يتوافر ربح كاف حتى يصبح الراسمال جريئا. امنوا 10 بالمئة، يشتغل الراسمال في اي مجال كان، امنوا 30بالمئة، ينشط، امنوا 50 بالمئة، تتملكه جراة مجنونه، امنوا 100 بالمئة، يدوس بالاقدام جميع القوانين البشرية، امنوا 300 بالمئة، ليس ثمة جريمة لا يجازف بارتكابها حتى لو قادته الى حبل المشنقة)). انه وصف علمي دقيق وموضوعي في وقته، ولكن اليوم ان الطغم المالية الحاكمة في الغرب الامبريالي بزعامة الامبريالية الاميركية وحلفائها و في دول الاطراف يحققون ارباح تفوق العقل والتصور ،فتجارة السلاح، والمخدرات وتجارة السلع الحية ( بيع البشر،الدعارة…)) تحقق هذه التجارة القاتلة واللاانسانية…. ارباح تتجاوز 1000،2000بالمئة.هذا ما يجري في المجتمعات الطبقية في المركز ودول الاطراف التابعة للمركز اليوم.
3– ان النظام الامبريالي العالمي يتحمل مسؤولية اسباب جميع الظواهر الاقتصادية والاجتماعية والمالية… التي تحدث في عالمنا اليوم، وتعود هذه الاسباب الى ان الراسمالية قد تحولت منذ منتصف السبعينيات من القرن الماضي ولغاية اليوم الى رأسمالية مضاربة، رأسمالية خدمية، اي تحولت من قطاع الانتاج الى قطاع الخدمات ( الانترنت، المضاربات المالية،، سوق البورصات المالية العالمية، تجارة السلاح….) لان هذه الميادين الخدمية وغيرها سريعة الربح المعظم ( الكبير)وبدون مخاطر جدية، بدليل في السوق المالي العالمي نشاطه اكثر من 1،5 ترليون دولار يومياً، وهذا اكثر من 50 مرة من مستوى التجارة العالمية، اي المضاربة المالية في السوق العالمية نحو 450 ترليون دولار سنوياً ، واحتمال اكثر من ذلك،(اللعب بالورقة الخضراء على الفارغ اقتصاد وهمي، اقتصاد مضاربات،) وتتجاوز الكتلة النقدية في السوق العالمية اليوم اكثر من700 ترليون دولار في حين الناتج الإجمالي العالمي لن يتجاوز ال85 ترليون دولار.، وكما يتحمل النظام الامبريالي العالمي خطر استمرار تعمق الفجوة الاجتماعية والاقتصادية على الصعيد العالمي وعلى صعيد كل دولة، بدليل 300 ملياردير يملكون ثروة نحو 3،7 ترليون دولار، وهذا ما يعادل 3اضعاف الناتج المحلي الإجمالي للهند والتي عدد نفوسها اليوم يقترب من1،5 مليار نسمة،، وان 29235 ملياردير في العالم يملكون ثروة مادية نحو 27 ترليون دولار، بالمقابل يوجد 3 مليار نسمة في العالم تحت خط الفقر واحتمال في الواقع هو اكثر من ذلك بكثير، وكما يوجداكثر من1،2 مليار نسمة يعيشون يومياً باقل من دولار اميركي؟؟ سؤال مشروع؟ اين العدالة الاجتماعية في المجتمعات الطبقية وخاصة في البلدان الرأسمالية المتطورة وحلفائها من بلدان الاطراف؟. ناهيك عن وجود اكثر من مليار شخص يعانون البطالة بكل اشكالها.
4–حسب تقرير منظمة الغذاء الدولية، يوجد 155 مليون شخص يعانون المجاعة في 55بلد من بلدان العالم لعام2020 لم يتم تحديد البلدان، وهذا العدد اكثر من 20 مليون شخص بالمقارنة مع عام 2019،ويذكر التقرير في عام 2016 كان عدد الفقراء نحو 94 مليون نسمة؟ نعتقد ان واقع الفقر الذي اكده التقرير غير دقيق، اولا،وثانياً ما هي المعايير التي تم استخدامها لتحديد عدد الفقراء.وووو؟. نعتقد ان عدد الفقراء والمساكين والضياع قد يتجاوز ال 3 مليار شخص وحصة الاسد في بلدان اسيا وافريقيا وأميركا اللاتينية وبعض الدول التي تحولت من النظام الاشتراكي الي النظام الراسمالي الطفيلي خلال عقد الثمانينات من القرن الماضي.
5–تشير المنظمات الدولية ذات الاختصاص والعلاقة، يحتاج سكان العالم لضمان وتوفير الغذاء والدواء ل 8،5 مليار نسمة حتي عام 2030.من هذا يمكن القول ان سكان العالم بشكل عام وشعوب البلدان النامية بشكل خاص سوف يواجهون ازمة الغذاء والدواء……..، اي من يملك المال يستطيع الحصول على الغذاء والدواء ومن لايملك المال الكافي فليذهب الى……؟ هذا هو جوهر وفلسفة النظرية المالثوسية والنيومالثوسية والمنهج الليبرالي والنيواليبرالي المتوحش والمتطرف في عدوانيته، (وهذا يذكرنا براي رئيس الحكومة الروسية في زمن بوريس يلسين يغور غايدار، اذا قال فليذهب الناس للبحر من يجيد السباحة ينجو ومن لايجيد السباحة فليذهب الى…، كان هذا الليبرالي المتوحش والمتطرف، ماسوني ومن عملاء النفوذ…..، نحن لدينا نهج ليبرالي، الدولة ليس لها علاقة بتأمين ما يحتاجه المواطن،نبيع مؤسسات الدولة لمن يملك المال، اي تنفيذ ما يسمى بالخصخصة السيئة الصيت في شكلها ومضمونها وبالنتيجة فان 1 بالمئة استحوذ على ثروة الشعب الروسي وال 99 بالمئة عانوا ولا يزال يعانون من عدة مشاكل اقتصادية واجتماعية…).
6– وكما تشير التقارير الرسمية للمنظمات الدولية، في عام2020 نحو 75 مليون طفل بعمر اقل من خمس سنوات يعانون من غياب او ضعف النمو الطبيعي بسبب سوء التغذية والنظام الصحي وهؤلاء في اليمن،جنوب السودان، بوركينا فاسو……، و يقدر الخبراء ان38 بلداً في العالم يعانون من نقص في السلع الغذائية والدوائية…، اي 28 مليون شخص، وان 75بالمئة منهم يعيشون في السودان، جنوب السودان، اثيوبيا، زيمبابوي…..،
7–ان من اهم الاسباب الرئيسية لتفشي المجاعة والفقر والامراض والبطالة والعوز والفساد المالي والإداري وتعمق الفجوة الاجتماعية والاقتصادية لصالح الفئة القليلة الحاكمة هو النظام الطبقي الحاكم والذي يفتقد الى تحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية النسبية في المجتمع، اضافة الى ذلك فانه النظام الامبريالي العالمي بزعامة الامبريالية الاميركية يتحمل مسؤولية اشعال الحروب، الصراعات المسلحة في غالبية البلدان وهو الممول والموجه لهذه الصراعات وتحت اساليب متعددة، سياسية،، اقتصادية، طائفية…..؟ من المسؤول عن مايسمى بالربيع اللاعربي؟ ونتائجه كارثية ومعرفة للجميع، وحتى الذي فقد البصيرة ووووو،يعرف نتائج التخريب والافقار والدمار والامراض والمجاعة والجريمة المنظمة وهجرة المواطنين خارج بلدانهم بسبب الربيع اللاعربي واللاوطني واللاقانوني، ووووو،اضافة الى ذلك فان النظام الامبريالي العالمي هو ايضاً يتحمل التغيرات المناخية وأثرها على الاقتصاد الوطني للغالبية العظمى من الدول. ان النظام الامبريالي بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في دول الاطراف يتحملون كامل المسؤولية عن تنامي معدلات الفقر والمجاعة وتفشي الامراض ومنها فايروس كورونا، والتلوث الاجتماعي والعالم الحروب غير العادلة والعالم النزاعات المسلحة وتحت اساليب متعددة اقتصادية واجتماعية وطائفية ووووو،،ناهيك عن تردي كارثي للمناخ وانعكاس ذلك على المواطن والاقتصاد الوطني للبلدان.
8–وجهة نظر :: ما هو الحل، الخروج من المازق الذي يواجه شعوب العالم اليوم؟
**من الضروري ان يتم تقديم الدعم المادي من قبل البلدان الرأسمالية المتطورة والبلدان الغنية في بلدان اسيا وافريقيا وأميركا اللاتينية للبلدان الفقيرة من اجل انقاذ هذه الشعوب من خطر المجاعة والامراض، لان هذه البلدان تدعي بالديمقراطية وحقوق الإنسان والانسانية وووو؟
**من الضروري العمل الجاد من اجل تقليص الانفاق العسكري من قبل الدول الكبرى وحلفائها والابتعاد من جديد عن خطر عودة سباق التسلح، وتخصيص 2بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي لهذه الدول سنوياً لمساعدة للبلدان الفقيرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى