رياضة

مليارات كأس العالم اين تذهب ؟

منقول

لماذا تدفع الدول مليارات الدولارات لاستضافة كأس العالم رغم أن جميع الأرباح المباشرة تذهب الى الفيفا؟
حين يتم اختيار دولة لاستضافة كأس العالم تفرض الفيفا متطلبات قاسية عليها: يجب توفير 12 ملعب عالمي، مراكز تدريبية للمنتخبات، مستشفيات ومراكز صحيّة، شبكة مواصلات عملاقة ومطار دولي بجانب كل ملعب!
قطر كأصغر دولة تستضيف كأس العالم لم تملك أياً من هذه المتطلبات، فكان عليها البدء من الصفر، لكن لديها 12 سنة وثروات هائلة… فسخّرت لهذا الحدث 230 مليار دولار (أكبر من حجم اقتصادها) لاستضافة 1.5 مليون متفرّج (نصف عدد سكانها)… لاحِظ أن فرنسا وأمريكا كانو الأقل إنفاقاً لأن البنية التحتية موجودة بالفعل، أما قطر فكان عليها بناء كل شيء وبسرعة. فخصصت 10 مليار$ ملاعب ومراكز منتخبات، 50 مليار$ بنية تحتية لوسائل النقل، 77 مليار$ مرافق عامة، 45 مليار$ مدينة لوسيل، 17 مليار$ فنادق وبيوت الضيافة، 11 مليار$ لتوسيع مطار الدوحة.
قد تعتقد أن هذا استثمار وسيستردون الأموال لكنك على خطأ، فجميع الأرباح المباشرة للمونديال تأخذها الفيفا (وهي منظّمة لا تبغي الربح ) أما المكاسب الإقتصادية لقطر من السياحة(كالمطاعم والفنادق) وما الى ذلك فتصل الى 17 مليار دولار، أي 7٪ مما أنفقته.
إذاً من يربح من كأس العالم؟
تحصل المنتخبات المشاركة وأفضل اللاعبين على جوائز يصل مجموعها الى 700 مليون دولار، لكن تبقى الفيفا أكبر الرابحين، سيحصلون على أكثر من 7 مليار دولار هذا العام من:
-حقوق البث: تمنح حق بث مباريات كأس العالم للقنوات، قناة bien sport وحدها دفعت 480 مليون دولار للفيفا.
-الإعلانات: يختلف السعر بحسب مكان عرض الإعلان وتكراره، تتراوح الكلفة بين 40 مليون دولار (إعلان يوتيوب مثلاً) و100 مليون دولار (إعلان adidas وvisa).
-حقوق الترخيص: تمنح الفيفا حق استخدام اسمها في المنتجات والألعاب الإلكترونية، مثلاً شركة EA تدفع 150 مليون دولار للفيفا من أجل استخدام اسمها في لعبتها fifa 23 وهي آخر نسخة من السلسلة لأن الفيفا رفعت المبلغ الى 250 مليون دولار!
-بيع التّذاكر والضّيافة: كسبت الفيفا مليار دولار من بيع 3 مليون تذكرة هذا العام، وقطر لم تحصل منهم على شيء!
كما أن الفيفا تفرض على الدولة المضيفة استثناء مناطق المباريات من الضرائب لتستمتع بأرباح دون ضريبة، مثلاً في مونديال 2006 خسرت المانيا 270 مليون دولار من إيرادات الضرائب بسبب هذا الشرط. إذاً الفيفا تأخذ كل الأرباح وتحمّل الدولة المستضيفة كل الخسائر، لكن لماذا توافق الدول على هذا!
نظرياً تطمح الدول المستضيفة لزيادة عدد السياح، تطوير البنية التحتية، حملة تسويقية للبلد وتحسين صورتها في الخارج، جذب استثمارات والتحول لمركز سياحي… لكن هذا كلام السياسيين والواقع مختلف، مثلاً في مونديال 98 انخفض عدد السياح في فرنسا! في مونديال 2014 زادت ديون البرازيل 3.5 مليار دولار، وبعد الحدث حوّلو أحد الملاعب الى محطة حافلات، لم تستفد من المطارات التي بنتها، وتوقفت المشاريع التي يحتاجها المواطنون بسبب عدم توفر المال لها. أما جنوب أفريقيا فقد دمّرت ملعبين بسبب تكلفة صيانتها المرتفعة (نصف مليون دولار شهرياً).
إذاً لماذا تتقاتل الدول على استضافة كأس العالم؟ للتباهي فقط، كالعروس التي ترغب في إنفاق كل ما يملك زوجها في حفل زفاف مُكلف لتُبهر صديقاتها رغم أنها تعرف أنّه مضيَعة للمال. إذ أن المونديال يملؤ جيوب الفيفا فقط.
ملاحظة: لا يُقصد من المنشور أي إساءة لدولة قطر الشقيقة بل هو موجّه ضد الفيفا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى