تعاليقرأي

مجتمع رباعي الأبعاد !؟!

كاظم فنجان الحمامي

ربما تكون الازدواجية اقصى ما يصله المجتمع العراقي في تناقضاته مع نفسه، لكن تلك التناقضات قد تتعدد في أبعادها، فتصبح ثلاثية أو رباعية. وربما أكثر من ذلك. .
من دلائل هذا التضارب نذكر أن العراق هو البلد الوحيد في الكون الذي تحكمه حزمة من القوانين:-

  • القانون العشائري.
  • والقانون المدني.
  • والقانون الطائفي.
  • والقانون السياسي.
    وبين هذه القوانين يتأرجح الناس في هذه الدوامات، لا يدرون إلى أين تقودهم بوصلة التناقضات، فالغالبية العظمى منهم يتراقصون تحت بيارق القبيلة على أنغام أهازيجها العنترية، بينما يطالبون الحكومة ببسط سلطة القانون، ويصطفون وراء احزابهم في الاحتجاج على الحكومة، ثم يجتمعون كلهم تحت مظلاتهم المذهبية للتعبير عن ولاءاتهم المتطرفة. .
    مجتمع يبيح لنفسه ما يروق له، ويحرم ما يتعارض مع مصالحه، ويعلن تمرده على الدولة باسم الحزب الذي يؤمن بمبادئه، ويرتكب المحرمات باسم الدين. ويتغنى بالوطنية وهو يختلس المال العام، ويتحدث بالعلوم والفنون والآداب وهو يحمل شهادات مزورة. .
    كثيرة هي التناقضات التي نعانيها في مجتمعنا، سواء من النواحي الاقتصادية والثقافية والدينية أو الاجتماعية، ولا تقف تلك التناقضات الفردية والإنسانية في مجتمعنا عند هذا الحد، وإنما تتعداها إلى قضايا أخرى. .
    لقد غلبتنا المظاهر أكثر مما يلزم، فأصبحنا نتحدد من خلال ما نظهر به، رغم أن حقيقتنا في الواقع مختلفة تماماً، وصار ترتيب الآخرين لنا يساير ما نبدوا عليه، وبقدر ما نبدوا أفضل، وبقدر ما ننال تقديراً مزيفاً من الآخرين. فالتناقض عالمنا الذي نعيش فيه. .
    تناقضات تُوحي بالأنانية. وأخرى تدمي القلوب لمنْ قلبه ينبض بحب الآخرين، ويراعي مشاعرهم وعواطفهم. للأسف العلاقات الإنسانية النبيلة الشريفة أدخلت غرفة العناية المركزة، فغالبية الناس تتحكم بهم مصالحهم الشخصية. .
    ولله في خلقه شؤون. . .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى