تعاليقرأي

متى تحترم الخصوصية !؟

الجميل في عالم العلامات والماركات التجارية أن القوانين المنظمة لعالم الأعمال و التجارة
؛ تخص كل علامة وماركة بخصوصية تميزها عن باقي الماركات، ولا يحق لأي علامة
تقليد علامة أخرى ، احتراما للأعراف التجارية المعمول بها؛ حيث أن احترام الخصوصية
، هذا في غالم الأعمال و التجارة. و ينعكس هذا على أي مشروع و فكرة، في غالم الثقافة
و العلوم و الآداب و غيرها من الفنون ، و لا يمنع تلك الخصوصية المنافسة الشريفة
التسابق الإيجابي لبلوغ أهداف التفوق و التميز شرط أن يحترم المتنافس الضوابط التي
تحددها قوانين المنافسة الشريفة بشروط عالم التجارة و الأعمال المعروفة :

  • الجودة الأعلى للمنتجات والخدمات
  • الوقت الأقل في الإنتاج والتسليم للعميل
  • العناية بخدمة وحل مشكلات العملاء
  • المرونة في الإنتاج والتسويق وعلاقات العملاء
  • العـلاقات الأكفأ مع حلقات سلسلة التوزيع
    وإذا ما أسقطنا هذه المعايير على تعاملاتنا الاجتماعية والسياسية و الثقافية و الدعوية
    لوجدنا أن احترام هذه الخصوصية في عالمنا معدومة أو منكوسة، وجدنا المفاهيم مغايرة
    لأعراف عالم التنافس التجاري؛ فمتى يستقيم الحال فتحترم الخصوصية في التعاملات
    الاجتماعية والسياسية والثقافية و الدعوية ؟حتى يستقيم الحال فتنضبط المنافسة بالأخلاقيات
    السامية لقيم ديننا الحنيف؛ فتكون المنافسة باعتبار الجودة في الخدمات والإتقان في
    المهمات، ويكون التنافس لحل المشكلات، وتوثيق العلاقات، وتباذل التجارب والتكامل في

المشاريع ؛ بذل تتبع العورات أو التعريض بالمبادرات ، أتساءل لماذا لا نتقيد بأخلاق
السوق التجارية ، فالساحة التجارية من أعرافها وسع جميع المنافسين و استيعاب كل أنواع
البضائع ؟ و لماذا هذا الضيق و السوق يسع جميع المنافس والحياة فيه رحبة واسعة. ؟!
أتعجب لم لا تسعنا تلك القاعدة الذهبية التي يحق أن يعمل بها في عالم التربية و الدعوة و
السياسة و الثقافة ؛ علينا استيعاب فهمها بعمق ، حيث ترسم لنا حدودا واضحة ، توفر
السعة في التعامل، و تفسح مجال رفع الحرج و الضيق حين التنافس ، و حين تتباين
المشاريع و تختلف الرؤى، فيكون المخرج الاتفاق على المشترك المتفق عليه، و يكون
العذر و التماس، رفع الملام في المسائل المختلف عليها ،و هي في اعتقادي قاعدة تفاهم
لجميع العاملين حفظا لكل مشروع رسالي.
( نتعاون مع بعضنا في ما اتفقنا فيه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا عليه)
تلك القاعدة الذهبية تقوي و توفر قاعدة تفاهم ؛ توفر مساحة الالتقاء و التواصل ، تحصن
التعامل عند الاختلاف ، قاعدة تفسح المجال لتنوع المشاريع و الأفكار الحية المثمرة،
فالتعصب و إيثار الأنا عدو شرس ، يزرع الفتن و يقتل جدوى المنافسة النزيهة ، التي
تعزز مبدأ التعاون و التكامل ، فالمشاريع تكمل بعضها و يقوي بعضها.
فعلى العاملين في حقل الساحة على تنوع مشاربها و مجالها نفعها الانتباه والحرص لتفويت
الفرص على الخصوم، فواقع الأمة اليوم يحتم علينا اغتنام الفرص واقتناص الأرباح فالأمة
في حاجة ماسة لجهود جميع أبنائها.
الأستاذ حشاني زغيدي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى