مجتمعولايات ومراسلون

متليلي الشعانبة بولاية غرداية من صحن الواد تودع فقديها كمال بجقة في جو جنائزي مهيب.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ها قد ودعنا بوفاة الأخ كمال بجقة رجلا قضى حياته في خدمة الإنسانية قبل كل شيء، رجل رافق وعاصر أجيالا من الشباب والرياضين و المهنين و رواد المساجد وغيرهم من باقي فعاليات المجتمع المني برمته و بمختلف شرائحه .

رجل بصم ورحل و ترك ميراثا من الأعمال الجليلة. كمال بجقة الرجل الذي ودعه الجميع إلى مثواه الأخير. رجل نذر حياته لخدمة الجميع بدون إستثناء، فأفنى شبابه وعنفوانه في الأعمال الجليلة والمآثر العظيمة التي لا تعج ولا تحصى.

السادة الأفاضل، الأخوة الكرام، أحبتي الأعزاء, رياضينا وشبانا الأوفياء, لست بأحسن منكم تحدثا ولا كتابة وتعبيرا ولا أغزر منكم علما وفهما ولا أكثر منكم وفاء للاخ كمال بجقة رحمه الله، ولكنني ككل مرة بات علي من الواجب خوض زمام المبادرة وتحرير بعض السطور لنعييه وتأبينه من خلال هاته الكلمة التأبينية المرتجلة لذا أستسمحكم المشاركة بها وصياغة تحريرها أسأل الله التوفيق فيها.

حزن شديد يجتاح العالم الشباني والرياضي والجمعوي بولاية غرداية جنوب الجزائر عامة وبمتليلي الشعانبة خاصة بعد رحيل النجم كمال بجقة.

ودعت متليلي الشعانبة في أمسية تاريخية قل ما شهدها صحن الوادي قرب مسجل إبراهيم الخليل عليه السلام، كما يشهد صلوات العيد وكبريات الجنائز التي حطت به على مدار عشرية الزمن الحالي. جنازة فقيدها الأخ بجقة كمال بن الحاج الهاشمي المدعو صالح رحمة الله عليه، توديع في جو جنائزي مهيب بعدد جماهيري فاق الآف من المشيعين المودعين لمختلف فعاليات المجتمع برمته من سلطات ومشايخ وأئمة وشخصيات وأعيان ورؤساء نوادي رياضية وجمعيات بمختلف تسمياتها وتخصصاتها وباقي السكان والوافدين من خارج متليلي من المدن المجاورة.

جنازة مهيبة قيدت في السجل الذهبي لجنائز المدينة، نظرا لمكانة وسمعة الفقيد وحب الناس له وتأثرهم لوافته المفاجئة الغير منتظرة ومتوقعة.

بوفاة البطل الرياضي, القائد الشباني, فارس الحركة الجمعوية, ورائد المساجد، يفقد العالم الشباني الكروي الجمعوي برمته. أحد أبرز الشخصيات المؤثرة في التاريخ الرياضي, الشباني الكروي والجمعوي عامة وفي إدارة التحكيم للمقابلات الكروية ذات الشعبية الواسعة. رحيل الأخ كمال بجقة الأسطورة، الذي تربع على عرش الحركات السالفة الذكر لما يقرب من عشريتين من الزمن، ما بين حاسي لفحل ومتليلي الشعانبة وغرداية, خلف حزنا عميقا في الأوساط الرياضية الولائية والمحلية المتليلية.

سيبقى إسم كمال بجقة منقوش في الذاكرة للأبد كأسطورة رياضية, شبانية, جمعوية, مسجدية متعدد المهام.

ها قد فارقنا الأخ كمال بجقة, فراق أبدي تاركا الدنيا بما فيها في صمت وبدون سابق إنذار ولا إعلان رحيل، بعد فترة طويلة من العطاء المستمر والمتواصل بدون إنقطاع، تاركاً وراءه سجل حافل وثري بسيرة عطرة، وذكرى طيبة، وروحا نقية، وميراثا من التربية والخصال الحميدة والسيرة الحسنة والخلق الرفيع .

إن العطاء في الحياة سر من أسرار الخلود، سر عرفناه في فقيدنا الأخ كمال بجقة والذي أتخذ منه نمطا لحياته ومنهاج يسير عليه ومبدأ لا يحيد عنه، فمهما حاول الموت أن يبعده عنا جسديا فلن يبعده عنا روحا ترفرف في كل بقعة ضوء وفي كل شبر من أرجاء المدنية والجهة عامة، فالموت إن كان حق فلن يستطيع أن يمحو ذكر إسم الأخ كمال بجقة بيننا. كمال الذي أعطى كل ما في وسعه ومقدوره قيد حياته إلى أخر نفس من عمره.

إذ يعز علينا فراق الأخ كمال بجقة، في وقت نحتاج فيه إلى أمثاله من الرجال المخلصين, الأوفياء, الجادين ,الصادقين الين لا يكلون ولا يملون بشهادة العام والخاص على ملاء ومرأى ومسمع من الجميع.

ومهما كتبت من كلمات رثاء لنعييه وتأبينه، وأنتقيت من سطور وأخترت من حروف مزخرفة لتكون حزينة مؤثرة وباكية، لن نوفيه حقه نظير ما قدمه من عطاء لا يعد ولا يحصى, من وقت ثمين وجهد وتفانٍ ولإتقان في سبيل تطور الرياضية برمتها و كرة القدم وإدارة التحكيم عامة من جوانبها الصحية و الأخلاقية والإنسانية .

الأخ كمال بجقة أيها الرجل المخلص لقد كنت واحدا بين المئات إن لم أقول من الآف من الناس الذين تاعقبوا على يديك في مجالاتك الكروية الرياضية الجمعوية والشبانية والمسجدية وغيرها، فتعلموا منك الحزم وأستفادوا من نصائحك و إرشاداتك وملاحظاتك القيمة.

عرفناك بشوشا بسيطا هادئا، متواضعا، قنوعاً، ملتزما بإنسانيتك قائما بواجباتك, بكل أمانة وباخلاص، وأعطيت الكثير من جهدك وخبرتك وتجربتك في الحياة وحبك للجميع بدون إستثناء وبدون تميز.

تمتعت بخصال ومزايا السيرة الحسنة والخصال الحميدة، وحسن الخلق وطيبة المعشر وسماحة القلب، والتفاني في العمل، وذلك ما زادك إحتراما وتقديرا ومحبة في قلوب الجميع من زملاء ولاعبين وجمعيون وناشطين وغيرهم. وكل من عرفك والتقى بك وعاشرك وعاصرك ورافقك .

إنك قامة من قامات العطاء المتواصل والتضحيات الجسام. لقد كنت قدوة يقتدى بها وأنموذجا يحتفى به حازما في الأمور التي تطلب الحزم والجدية، وكنت مثالا يحتذى به في فعل الخير وخدمة المساجد وتلبية قاصدك وسائلك وملبي دعوى من يطلبك كما شهدا به الجميع كبير وصغير وشهد به فضيلة الإمام الخطيب المعتمد الديني الأستاذ بوكادي الحاج محمد حفظه الله، لحظة جنازتك.

لقد غيبك الموت عنا اليوم جسدا، لكن بإذن الله العلي القدير ستبقى حي في قلوبنا ما بقينا على قيد الحياة نتذكرك ونذكر بك لكي يتداول إسمك من جيل لأخر. ولن ننساك وستظل بصمة أعمالك ومآثرك وسيرتك نبراساً وقدوة للجميع .

نم الأخ كمال بجثة أيها الرجل الفاضل قرير العين, مرتاح البال والضمير، فقد أديت واجبك وصنت الأمانة وقمت بدورك على أحسن وجه، والرجال الأوفياء المخلصون الصادقون في عملهم ومهامهم من أمثالك لا يموتون سيبقون أحياء يذكرون .

فطوبى لك يا عاشق بلدك ووطنك، وطوبى لك يا عاشق مهنتك، وطوبى لك يا عاشق تخصصك ومعاصرك، طوبى لك ياعشق الملعب الكروي و المسبح البلدي, لقد كنت عظيما في حياتك وأنت اليوم عظيما بعد مماتك بلا شك، فلن تنسى.

الفقيد كمال بجقة في ومضة كلمة:

هو كمال بن الحاج الهاشمي المدعو صالح، من مواليد 07-05-1977 بمتليلي الشعانبة.

دخل الكتاتيب المدرسة القرآنية بالحي كبقية أقرانه وفقا لعرف البلاد وفطرة الآهالي. درس تعليمه الإبتدائي في إبتدائيه إبن خلدون بالحديقة بمتليلي والمتوسط في متوسطه الشهيد دهان محمد بالسبخة, ثم توجه للحياة المهنية تخصص الغاز والكهرباء, كمهنة لضمان قوته ومدخل رزقه. إشتغل في القاعة المتعددة النشاطات الرياضية بحي الدخلة بمتليلي الشعانبة.

تكون رياضيا ولعب لفريق نجم أمال الحديقة ثم لعب لفرق محلية منها أبو جهاد و الحرية. من مؤسسي فريق إتحاد شباب متليلي الذي لعب في مستوى الولائي.

ثم إنخرط في المجال الرياضي بداية من النادي الرياضي بحاسي الفحل, حيث حقق معه الصعود من المرحلة الولائية القسم الشرفي إلى القسم الجهوي الثاني, ثم إنتقل إلى الحركة الجمعوية لتسير وإدارة النوادي منتخبا في منصب كاتب عام لكرة اليد في نادي القاعه المتخصصة بلدية متليلي CSSM و إنتقل بعدها لممارسة مهنة تحكيم أصعب المقابلات الكروية وسط الملاعب المحفوفة بكل المخاطر من غضب وشغب وما تحمله من عناء وتعب.

معروف عنه أنه من رواد العمل الخيري والرياضي وحكم لرابطة غرداية جنوب الجزائر وبلدية متليلي الشعانبة ومحبوب لدا الجميع الكبير والصغير.

اللهم أرحمه برحمتك الواسعة وأسكنه فسيح جناتك وطيب تراه ونور قبره.

شكرا للأخوة بجقة عومار و البطل سويلم مروان على مراسلتهم و نعيهم

الأستاذ الحاج نورالدين أحمد بامون – ستراسبورغ فرنسا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى