مبيعات السلاح في دول الشرق الأوسط في تقارير دولية رسمية
مرزوق الحلالي
صحفي متقاعد وكاتب
بخصوص مبيعات الأسلحة في الشرق الأوسط، تحتل الشركات الإسرائيلية مركز الصدارة . يقر معهد (1) – SIPRI – إن شركة (2) – Elbit – احتلت رتبة 28 من بين أكبر مبيعات الأسلحة في 2021 ، وهي واحدة من ثلاث شركات إسرائيلية ضمن قائمة أفضل 100 شركة.
(1) – معهد ستوكهولم الدولي لبحوث السلام – (SIPRI) STOCKHOLM INTERNATIONAL PEACE RESEARCH INSTITUTE -هو معهد دولي مستقل مكرس للبحث في الصراع والتسلح وتحديد الأسلحة ونزع السلاح. تأسس في 1966 ، ويقدم البيانات والتحليلات والتوصيات ، بناءً على المصادر المفتوحة ، لواضعي السياسات والباحثين ووسائل الإعلام والجمهور المهتم. مقره في ستوكهولم ، يتم تصنيف SIPRI بانتظام بين أكثر مراكز الفكر احتراما في جميع أنحاء العالم، ويحظى بسمعة دولية. و تتمثل رؤية معهد- SIPRI- في عالم يتم فيه تحديد مصادر انعدام الأمن وفهمها ، ومنع النزاعات أو حلها ، والحفاظ على السلام. ومهامه: إجراء البحوث والأنشطة المتعلقة بالأمن والصراع والسلام ؛ تقديم تحليل السياسات والتوصيات ؛ تسهيل الحوار وبناء القدرات ؛ تعزيز الشفافية والمساءلة ؛ و تقديم معلومات موثوقة إلى جماهير العالم.
(2) – شركة إسرائيلية دولية عالية التقنية تعمل في مجموعة واسعة من البرامج في جميع أنحاء العالم ، في المقام الأول في مجالات الدفاع والأمن الداخلي. تقوم بتطوير وتوريد مجموعة واسعة من الأنظمة والمنتجات المحمولة جواً وبراً وبحرا للدفاع والأمن الداخلي والتطبيقات التجارية. يتم تثبيت أنظمتنا ومنتجاتنا على منصات جديدة ، كما تقوم بتنفيذ برامج شاملة لتحديث المنظومات الأساسية. بالإضافة إلى ذلك ، تقدم مجموعة من خدمات التدريب والدعم. تشمل أنشطتها الرئيسية: الطائرات العسكرية وأنظمة طائرات الهليكوبتر؛ أنظمة وهياكل الطيران التجاري ؛أنظمة الطائرات بدون طيار (UAS) ؛ الأنظمة الكهروضوئية والرؤية الليلية والتدابير المضادة ؛ أنظمة بحرية وأنظمة المركبات الأرضية والذخائر؛ القيادة والسيطرة والاتصالات والكمبيوتر والاستخبارات والمراقبة والاستطلاع (C4ISR) والأنظمة الإلكترونية ؛ الحرب الإلكترونية وأنظمة استخبارات الإشارات …
وكانت شركة – Elbit Systems – الإسرائيلية من بين أكبر صانعي الأسلحة في 2021 ، على رأس منطقة الشرق الأوسط التي شهدت ارتفاعًا في مبيعات الأسلحة أكثر من أي مكان آخر في العالم ، وفقًا لدراسة معهد ستوكهولم الدولي لبحوث السلام.
على الصعيد العالمي ، بلغت مبيعات الأسلحة والخدمات العسكرية من قبل أكبر 100 شركة تصنع الأسلحة، 592 مليار دولار في 2021 ، وفقًا لأحدث تقرير صادر عن معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI).
وقد تم تسجيل ارتفاع بنسبة 1.9 في المائة حتى في الوقت الذي كانت فيه الصناعة العسكرية مقيدة بمقتضيات الإمداد العالمي المرتبط بجائحة كورونا ، وذلك بفعل الحرب في أوكرانيا حيث ارتفع الطلب وتفاقمت صعوبات الامدادات.
زادت عائدات شركة – Elbit – من 4.2 مليار دولار في 2020 إلى 4.75 مليار دولار ، لتحتل المرتبة 28 في قائمة أفضل 100 شركة لتصنيع الأسلحة و ومقاولات الدفاع رواد الأعمال في العالم. هذا هو أعلى تصنيف على الإطلاق للشركة ، وأفضل تصنيف لشركة دفاع إسرائيلية منذ احتلت شركة (3) – Israel Aerospace Industries – (IAI) المرتبة 27 بمبيعات أسلحة بقيمة 1.2 مليار دولار في 2002. وهو العام الذي بدأت فيه شركة – SIPRI – في نشر تصنيفها السنوي.
(3) – تقدم هذه الشركة الإسرائيلية نفسها كالتالي: ” في عالم سريع التطور ، حيث يتحدى الخصوم الدفاع الوطني باستمرار ، تحتاج إلى حلفاء ذوي خبرة ومهارة للاعتماد عليهم. شريك موثوق وشجاع ومبتكر لتقديم القدرات التي تحتاجها وتحملها. هذه هي – IAI – حيث تلتقي الشجاعة بالتكنولوجيا”.
إن الشركات الشرق أوسطية الخمس ضمن أكبر 100 شركة سجلت مبيعات أسلحة بقيمة 15 مليار دولار في 2021 ، بزيادة قدرها 6.5 في المائة عن العام السابق ، وهي زيادة أكبر من أي منطقة أخرى. ومن بين هذه الشركات الإسرائيلية ، شركة – Elbit – و شركة -IAI – التي حققت 3.87 مليار دولار) و شركة – Rafael – التي حققت 3.01 مليار دولار ، وكذلك الشركتين التركيتين -ASELSAN – التي حققت 2.16 مليار دولار و- Turkish Aerospace- التي حققت 1.2 مليار دولار.
ولا تزال شركة “لوكهيد مارتن” (4) – Lockheed Martin – الأمريكية أكبر شركة مصنعة للأسلحة ، حيث يبلغ حجم مبيعاتها أكثر من 60 مليار دولار.
(4) – هي شركة الدفاع والأمن الأمريكية والرائدة في العالم 4،5. مثل منافسيها الرئيسيين ، تصمم وتصنع منتجات مختلفة تلعب فيها الإلكترونيات والتكنولوجيا دورًا حاسمًا. أنسأت في 1995 ، بعد الاندماج بين شركة “لوكهيد” و”مارتن ماريتا”. كانت كلتا الشركتين في الأصل مجموعات طيران. واليوم ، لا تزال شركة “لوكهيد مارتن” معروفة من بين أشياء أخرى بطائراتها المقاتلة ، F-16 ، و F-22 و F-35.
ومع ذلك ، فقد تأثر نمو مبيعات الأسلحة على الصعيد العالمي بشدة بسبب المشكلات المنتشرة في سلاسل التوريد.
وقد أدت الاضطرابات الناجمة عن نقص العمالة وصعوبات الحصول على المواد الخام إلى إبطاء قدرة الشركات على إنتاج أنظمة الأسلحة وتسليمها في الوقت المحدد. لذا- يؤكد التقرير – فإن ما تحقق حقًا هو زيادة يُحتمل أن تكون أبطأ مما توقعه الكثيرون لمبيعات الأسلحة في 2021. ومن المتوقع أيضًا أن يؤدي الغزو الروسي لأوكرانيا إلى تفاقم مشاكل سلسلة التوريد ، جزئيًا لأن روسيا مورد رئيسي للمواد الخام المستخدمة في إنتاج الأسلحة.
لكن هذه الحرب، في نفس الوقت، ساهمت في زيادة الطلب. ومن المؤكد أن الطلب سيعرف صعودا في السنوات المقبلة. علما أن هناك عاملين من شأنهما التأثير على الطلب، وهما، من جهة ، ستسعى الدول التي أرسلت أسلحة إلى أوكرانيا – والتي تبلغ قيمتها مئات الملايين من الدولارات – إلى تجديد مخزوناتها، ومن جهة أخرى تدهور البيئة الأمنية والذي يعني أن الدول ستسعى للحصول على المزيد من الأسلحة.
وأشار التقرير إلى أنه من المتوقع أن يتفاقم نقص الامدادات ، مما قد يعيق هذه الجهود. وأن الشركات الأمريكية تواصل الهيمنة على إنتاج الأسلحة على الصعيد العالمي ، حيث تحتكر أكثر من نصف المبيعات العالمية – 299 مليار دولار – و 40 من الشركات الكبرى. علما أن منطقة الشرق الأوسط ، هي الوحيدة التي شهدت انخفاضًا في المبيعات، بنسبة 0.9 في المائة أقل مقارنة بأرقام عام 2020.
من بين أكبر خمس شركات: – – Lockheed Martin و- Raytheon Technologies – و – Boeing- و – Northrop Grumman – و- General Dynamics – سجلت – Raytheon – فقط زيادة في مبيعاتها.
وفي الجانب الآسيوي ، ارتفعت مبيعات أكبر ثماني شركات أسلحة صينية بنسبة 6.3 في المائة لتصل إلى 109 مليارات دولار في 2021.
واحتلت الشركات الأوروبية 27 من أفضل 100 مركز ، بمبيعات مجمعة بلغت 123 مليار دولار ، بزيادة 4.2 في المائة عن سنة2020.
وأشار التقرير أيضًا إلى ميل شركات الأسهم الخاصة إلى شراء شركات الأسلحة ، وهو اتجاه أصبح واضحًا بشكل متزايد خلال السنوات الثلاث أو الأربع الماضية.
هذا المسار، إن استمر من شأنه أن يجعل صناعة الأسلحة أكثر غموضًا وسرية وبالتالي يصعب تتبعها ، وذلك لأن شركات الأسهم الخاصة ستشتري تلك الشركات ولن تنتج بشكل أساسي سجلات مالية يمكن الاطلاع عليها وهكذا سيتم حجب المعلومات الضرورية لتتبع هذا القطاع.
