أحوال عربيةفي الواجهة

ماذا يريد زيلنسكي من العرب؟

عزيز فيرم كاتب سياسي وروائي جزائريــ

من جديد وعلى الأراضي السعوديّة، تنعقد قمّة عربيّة أخرى، بعد القمّة العربيّة الأخيرة التي احتضنتها العاصمة الجزائرية العام المنصرم، قمّة تنعقد في ظل  ظروف دوليّة وعربيّة وإقليميّة تتميّز بالكثير من المتغيّرات التي طغّت خاصّة على إثر أزمة كوفيد وكذلك على إثر الحرب الروسيّة الأوكرانيّة التي طال أمدها بحسب متابعين، كذلك جاءت هذه الدورة في ظل معطيات بينيّة عربيّة مغايرة لنسق كان ليس بالبعيد.

من حيث الأطراف فلم تجمع هذه القمّة كل القادة العرب، حيث غاب عنها البعض في صورة الرئيس الجزائري، هذا الغياب كان ملحوظا وبارزا نظرا لوزن الجزائر كدولة محورية وفاعلة وكذلك بالنّظر إلى كونها رئيسة القمّة الأخيرة التي جرت خلال العام 2022 والتي حملت شعار لمّ الشّمل العربي.

ربما من أكثر الجوانب التي ميّزت هذه الدّورة، كان حضور الرئيس السّوري بشار الأسد الذي مثّل الجمهوريّة العربيّة السوريّة التي ظلّ كرسيّها شاغرا لمدة إثنتا عشر سنّة خلت، وتناوله الكلمة بعد كل هذه المدّة من الغياب عن الدورات العربيّة السابقة، أيضا كان لافتا حضور الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي دُعي بصفته ضيف شرف على القمّة، ومجيئه عبر طائرة فرنسيّة ربما كان للتدليل بأنّ حضوره كان مرتبطا باسم فرنسا الحليفة الغربية الكبيرة لأوكرانيا في حربها ضد روسيا.

حضور الأخير يبدو أنه لم يكن مرحبا به من لدُّن بعض الزعماء أو لنقل بلغة أخرى أنه لاقى إستهجانات كبيرة في وسائل إعلامية عربيّة وكذا على منصات التواصل الإجتماعي، زيلنسكي في معرض كلامه لام بعض العرب لعدم مساندتهم لبلاده ضد روسيا وفي آن الوقت لم يكلف نفسه عناء المرافعة عن القضيّة الأم بل لم يتطرف لها بالمرة وكأن لسان حاله يقول: أنتم العرب نحتاجكم فقط لخدمة مصالحنا ولا تهمنا قضاياكم مهما كان حجمها وقيمتها.

زيلنسكي أوكرانيا ومن وراءه العالم الغربي يريدون من العرب أقوالا وأفعالا في مواجهتهم ضد روسيا الشرق، في وقت يشهد العالم في أبنيته تشكلا جديدا وتحالفات جديدة، سيكون العرب من خلالها رقما مهما في المعادلة، والواضح أن الغرب يريدون العرب بشّدة نظرا لاعتبارات عديدة تاريخيّة خاصة، ضف إلى ذلك القوّة الإستراتيجيّة لهم دون إهمال الجانب الإقتصادي والتجاري، خاصة في ظل المنافسة الشرسة مع روسيا والصين التي يعتبرهما الغرب قوتان تنافسه على مزيد من المجالات الحيويّة في العالم خاصة في العالم العربي والشرق الأوسط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى