ليلة رمضانية بروح فنية روحانية في أمسية إفطار أخوي في ضيافة مسجد الأخوة بلامينو ستراسبورغ.
إفطار الأخوة تحت شعار الله يحبنا.
ليلة رمضانية بروح فنية روحانية في أمسية إفطار أخوي في ضيافة مسجد الأخوة بلامينو ستراسبورغ.
تقديم:
مع رمضان هذا العام 1444هـ/2023م, عادت الجالية المسلمة في ستراسبورغ كعادتها السنوية لإستئناف فعاليات أمسياتها الروحانية الدينية و إحياء الموروث الثقافي و التاريخ الرمضاني ككل سنة من تلاوة وصلاة و تراويح وهبة تضامنية خيرية. ومن بين هذه الفعاليات أمسية روحانية في جو إيماني مع تنظيم إفطار أخوي جماعي حضره عديد الأشخاص من مشايخ أئمة وشخصيات و العائلات والأهالي.
لحظات روحانية في أمسية نورانية للعيش في رحاب رمضان الشهر الفضيل، بقلوب صافية، ونفوس مطمئنة، وأخوة صادقة، وحب ومودة وتعاون وتضامن وتراحم في جو أخوي أكثر منه أسري، مع الجاليات الإسلامية الذين تربطهم علاقة الأواصر العريقة برابط العقيدة الإسلامية السمحاء من أجل بناء مستقبل جديد يشمل جميع المسلمين ويكون أفضل للأمة الإسلامية قاطبة في ديار الغربة بأرض المهجر يؤازرهم و ينسيهم وحدتهم و حرمانهم الأسري و دفئه العائلي في أجواء نكهة رمضان.
كباقي الجاليات الإسلامية قاطبة إستقبل أبناء الجالية بستراسبورغ بفرنسا، ضيفاً عزيزا، غاليا على قلوب الجميع، شهر مبارك محمل بالخير والخيرات. بمزيد من الإهتمام والحفاوة والتقدير، ويعمل على إصلاح النفوس الأمارة بالسوء، ويجردها من أنانيتها و غطرستها ويعيدها إلى الله سبحانه وتعالى، ويحررها من أثقال الماديات، ويعودها على العطاء والسخاء و الإيثار على النفس في هذا الشهر.
ضيف يشحذ همم العباد والزهاد بشعائر تعبدية تقوي إيمانهم، وترفع درجاتهم، وتسموا بأخلاقهم، وتدفعهم إلى الإمتثال لأوامر الله سبحانه وتعالى، وإجتناب نواهيه، ليحلقوا في أجوائه الروحانية، ويتخلصوا من غبار الصفات المخذلة، ناهيك أنه يورثهم الخشية، وينمي فيهم ملكة المراقبة، ويقيهم من الوقوع في المآثم والمناكر، وينجيهم من عذاب الآخرة، ويشق لهم طريقا موصلاً إلى رضوان الله الملك الرحيم، والظفر بجنته ورحمته ومغفرته و العتق من النار.
المساجد تزدهر:
ما إن يأتي شهر رمضان وتجد المساجد تمتلئ بالمصلين صباحا ومساء، وتكثر الخطب الدينية، بتخصيص برامج نوعية للشهر الفضيل بإحضار العديد من المشايخ الخطباء والعلماء الأجلاء سواء المقيمين في داخل فرنسا أو الدول الغربية أو من الدول الإسلامية, لهدفين وهو زيادة التعاليم الإسلامية لدى العديد من الجاليات الإسلامية، والثاني لطرح تعاليم ديننا الإسلامي عاليا لاسيما في التضامن و التعاون الخيري و الإيثار.
إفطار الأخوة تحت شعار الله يحبنا.
توطئة:
الإفطار الجماعي في رمضان. فرصة لتوثيق وإثراء العلاقات الإنسانية والعلاقات الإجتماعية، الخيرية التضامنية برمتها وتعزيز العلاقات الأخوية وتوثيق روابط أوصارها و الحفاظ عليها من التفكك و التشتت.
الحدث أمسية روحانية فنية إجتماعية ترفيهية وتضامنية:
حظي الحضور بإستقبال وترحيب حار في أمسية رمضانية منعشة في جو أسري قبل الأخوي ,تشرف عليه الأخت الصادقي مغنية سيدة الحركة الجمعوية وركيزة من ركائز الفئة النسوية لنشاطات جمعية الأخوة بلامينو, مستقبلة الجميع بباب محل قاعة الأمسية أستقبل الحضور والمدعوين برفقة المضيفات المكلفات باٌلإستقبال و توجيه المدعوين و الضيوف لكل ومكان جلوسه بمائدة الإفطار, إستقبال يليق بكبار الشخصيات.
أفتتحت الأمسية من تنشيط الأستاذ صادقي مصطفى أحد كوارد مسجد ستراسبورغ الكبير ومنشطي المؤامرات والندوات العلمية الدولية مرحبا بالجميع و بضيوف الحفل و الأمسية لاسيما الوافدين من خارج الدول.
أستهلت بدايتها بتلاوة عطرة من طرف الشيخ حمزة معاذ من مشايخ قراء مملكة البحرين , ضيف رمضان هذا العام 1444هــ/2023م لإمامة صلاة التراويح بمساجد ألمانيا وفرنسا خصوصا مسجد ستراسبورغ الكبير.
تضمنت الأمسية ندوة دينية فكرية تنويرية في شكل مائدة مستديرة حضرها ونشطها ضيوف المسجد, تناولت عددا من الفقرات الجد المهمة عن التعاون الإسلامي والصيام وفضائل شمائله وخيراته ورخصه ومزياه وفوائده.
أبرز فيها المشايخ الأفاضل عدة أحاديث مهمة ومواعظ وحكم لفائدة الفرد المسلم عامة وللحياة الخاصة بها خاصة والتعامل مع المجتمع من خلال سلوكياته وأخلاقه.
وبكلمة ترحيبية للمنشط المائدة فضيلة الشيخ صالح صاليو فاي بالضيوف وجمع الحضور من شخصيات، وإطارات وجمع الأهالي والعائلات. شاكرا الجميع على تلبية الدعوة وتجشم عناء السفر لمن هم بعيد أو الوافدين من مدن أخرى جد بعيدة.
أستهلت الندوة بمداخلة الدكتور محمد أبرقيس , طبيب أخصائي ومن نشطاء الحركة الجمعوية والدعاة بمساجد ستراسبورغ مستهلا إياها بموضوع السلم والسلام, متخذا من الحديث النبوي الشريف. القائل ( يا أيها الناس ,أفشوا السلام, وصلوا الأرحام, وأطعموا الطعام و صًلوا بالليل و الناس نيام تدخلوا الجنة بغير حساب. وركز في معاني الحديث بكل دقة و روية وخاصة إفشاء السلام فالسلام سلام و السلام من الإسلام و يجب إفشاء السلام لجميع الناس وحتى لغير المسلمين ممن معنا و خاصة للجالية المسلمة المقيمة بديار الغربة و في تعايش مع باقي الديانات.
وبثاني مداخلة بعنوان الله يحبنا لفصيلة الشيخ محمد منطة، خريج الجامعة الإسلامية بالمدنية المنورة بالمملكة السعودية. إمام بمسجد ليون بفرنسا ل30سنة ومدير المركز الثقافي بدسين ونشطاء الحركة الدعوية بفرنسا. شمعة عالمية منيرة في كل الأركان للتعريف بالإسلام المعتدل الوسطي الداعي الى السلم والسلام و المحبة . تطرق فيها الى شرح آيات تنزيل القران بخصوص شهر رمضان و آحكامه و آوامره و رخصه. خاصة الآية التي يعضنا الله فيها على التقوى لعلكم تتقون والفلاح لعلكم تفلحون وحديث الرسول صلى الله عليه وعن الهدايا الله التي منحها لعباده في شهر رمضان الفضيل. وعلى الأهمية التي أولاها لعباده, وأهمها حديث القائل أوتيت أمتي في رمضان خمسة خصال لم تؤتى أمة من قبلها.
فضائل الذكر في رمضان الشيخ ظروف فريد- إمام مسجد نهوف بستراسبورغ, عاد إلى أية الصيام بعد بسم الله الرحمن الرحيم يا أيها الناس كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم.
وأختص بالآية الكريمة وإذا سألك عني عبادي فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان. وتعمق في الشرح بداية الإمثتال لأمر الله سبحانه وتعالى وإلى التيسير.
كيف نستمتع بشهر رمضان وفضائل الذكر. مداخلة الشيخ سامي بن سالم إمام بمسجد ستراسبورغ, أستهل كلمته بفضل الله وأهمية الصيام و شكره سبحانه على ما أعطانا من نعم و تواجد و ضرب مثل بالإستثمار في الوقت لله من خلال الصيام والأعمال الصالحة وباقي الأنواع. وإغتنام الفرصة قبل ضياعها تفويت الفرصة والندم وساعتها لا ينفع ندم ولا يحزنون. منبها بعدم تضييع الوقت فيما لا يفيد ولا يشحن رصيدنا من الحسنات. ثلاثة ساعات للإنسان ساعة النظر, ساعة لا تدري أن تدركها أم لا, و ساعة ختامها بأن البدايات تشرف على النهايات.
أختتمت بصلاة المغرب وصلاة الجماعة والإلتفات حول مائدة الإفطار المعدة من حرائر جاليتنا حفظهن الله مما لذ وطاب. تنوعت الأطباق التقليدية والمأكولات الشعبية الرمضانية , مرفوقة بكؤوس الشاي المعطرة بالنعاع و القهوة بنكهتها العربية ومذاقها الرمضاني, وأطباق الحلوة المختلفة الأشكال و الألوان.
لحظات إنشادية متنوعة:
بعد تناول الإفطار أستأنفت الأمسية وتخللت بلحظات من الإنشاد الديني والمديح، والإبتهالات الذي تضمن ذكر الله ومحبة الذات الإلهية وتبجيلها، أحياها الثاني كل من الأستاذ محمد بلال والشيخ أيوب الثنائي المتميز بحناجر ذهبية صادحة وبصوت شجي شنف مسامع الحاضرين وأطرب جمع الحضور.
كما قام الأستاذ محمد طاهيري من كبار الأساتذة وفرسان المنابر في عصرنا الذهبي هذا و أحد ركائز الجالية الإسلامية وفارس من فرسان منابر مساجد ستراسبورع عامة, بدوره بأداء وصلات إنشادية في التصلية والتسليم على الحبيب المصطفى على نهج السلف و خطى الأباء والأجداد إحياء الموروث الثقافي و تاريخ التراث الرمضاني على أيام زمان
صلاة التروايح جماعة:
أم فضيلة الشيخ حمزة معاذ صلاة التراويح التي تنفست فيها الصعداء من حيث التلاوة العطرة بحنجرة ذهبية صادحة ما شاء الله و صوت شجي شد إنتباه الحضور للإستماع
عودة النشاط الدعوي الروحاني:
وإتمام التراويح عام فضيلة الشيخ محمد منة إلى روائع التفاسير للآيات القرآنية و الأحاديث الشريفة التي إستحسنها الحضور و أستمعوا لها بأذن صاغية. وفضيلة الشيخ عبد الحق الكوني الذي أبدع في الحديث و أسترسل بكل سلاسة وفصاحة لسان وطلاقة للتعريف بعديد المفاهيم الإسلامية من دينينا القويم و لشهر الصيام و القيام وفوائد خيراته التي لا تعد ولا تحصى.
عرض مشروع بناء مسجد الأخوة بلامينوا :
في لحظة أجتمع فيها الحضور وكلهم شغف للتعرف على مشروع مسجدهم المزمع إنجازه في القريب العاجل و مرافقه المرفقة به, فالمسجد ليس أكثر من مجرد مكان للعبادة، بل هو مكان للحياة عامة والتبادلات الثقافية بين الأجيال المتعاقبة ومكان للتجمع ونشر المحبة والسلام وزرع الأخوة في قلب المدينة وكل أرجائها. فقرة قدمها الشيخ محمد طاهيري منوها بمجودات الجميع رجال ونساء بدون إستئناء وحث الحضور على التبرع لبناء المسجد والتعريف بالمشروع الكبير ودعوة الناس للإلتفاف حول المشروع وأهمية المساهمة في تمويله للإسراع في بنائه في أقرب وقت وفرصة ممكنة.
نواة فكرة بناء مسجد الأخوة:
كما تقدم المسؤول المكلف بملف مشروع المسجد للتعريف بأهم وأدق التفاصيل الإدارية والقانونية وأهمها التقنية الفنية المتعلقة بالبناء و الإنجاز فقرة شدت إنتباه الجميع,
الإفطار الجماعيّ:
فرصة لتقوية العلاقات بين المدعوين ولخلق جو من الألفة والمحبة فيما بينهم وللتعريف بالإسلام وديننا القويم وفرصة لتجمع للعائلات من الظواهر التي لا تجدها إلا في رمضان هو تجمع أفراد العائلات، وهذه طبيعة المجتمع الإسلامي, على عكس ما تجده في مناطق أخرى من إفطار منفرد. ظاهرة لها طعم خاص، حيث تخرج من عباءته الفكرة الرئيسة وهي تناول الطعام إلى مجلس عائلي يسوده روح التعاون والتقارب الأسري، ولا يقتصر الإفطار الجماعي على الجمعيات، فللمساجد دور فعال والتي تعتبر من أهم الأماكن التي يتم عمل الإفطار الجماعي بها، وتضم العديد من الجاليات الإسلامية التي يجمعهم في ذلك الوقت فكرة واحدة وأسلوب واحد, ألا وهو التقرب إلى الله في ذلك الشهر الفضيل من السنة.
بحيث أن هاته الظواهر لا تجدها في العديد من الدول سواء العربية أو الغربية، والتي تنعدم فيها تلك الظواهر الجمالية، كما أنها تعزز من النظرة الايجابية للأجانب المقيمين بين المسلمين، وتخلق حالة من الألفة بينهم، وتتميز الجالية الإسلامية دون غيرها بتعدد الجمعيات الخيرية التي تسهم في تقديم المساعدة للعديد من الجنسيات، وهو ما يجعلها تتصدر أوائل المنظمين للإفطار الجماعي. إن الإفطار الجماعي في المساجد يعتبر معلما بارزا خلال هذا الشهر الكريم, حيث تجتمع الجاليات الإسلامية من جنسيات مختلفة على مائدة واحدة، الإفطار الجماعي من المشاهد الحية التي تعطي إيحاء بالطبيعة الرمضانية والأجواء الروحانية هو تغير معالم الكثير من الأيام العادية إلى أيام مختلفة.
قالوا :
أكد عدد من المدعوين أهمية ظاهرة الإفطار الجماعي في شهر رمضان في جو عائلي أخوي، لتعزيز العلاقات الأسرية، ولجمع أكبر عدد من الحضور في توقيت ومكان واحد على خطى السلف لترسيخ ثقافتنا الشعبية الرمضانية و تقاليد أصالتنا العريقة و عادتنا الثابتة من أعماق جذور موروثتنا الثقافي الديني .
ختام مسك يفوح:
وفي ختامها تواصلت الأمسية بسلسلة مدائح في سيرة المصطفى وأذكار دينية من تنشيط الأستاذ خاليد بوزوبع من ركائز الحركة الدعوية و أئمة الجمعة بمساجد ستراسبورغ و محاضريها رفقة الشيخ صالح في حلقة ذكر على خطى السلف تفاعل مع الحضور رجال ونساء.
تحية شكر و تقدير /
فمن لا يشكر الله لا يشكر الناس فالف تحية تقدير لكل من الشيخ صالح صاليو فاي إمام المسجد بلامينو والأستاذ بوجمعة جمعي والأستاذ محمد الهروي على الدعوة للحضور وتشريفنا باستقبال حار وإنتظار ساعة الوصول, وألف تحية لكل الحرائر الساهرات على الإعداد و الطهي ولفريق العمل جميعهم رجال ونساء على خدمة الجميع جزاهم الله خير.
وبها أسدل الستار على أمسية الإفطار الجماعي الأخوي لمسجد الأخوة بلامينو ستراسبورغ على أمل اللقاء في مناسبة قادمة وفرصة موالية و بالصور التذكارية و تبادل الأخبار سلام ختام.
الأستاذ الحاج نورالدين أحمد بامون – ستراسبورغ فرنسا
