رأي

ليس كل من يكتب؛ عَبْرةٌ وعِبْرة

رشيد مصباح(فوزي)

**

مداوروش في: 04 جوان 2022

الموافق لـ:

٥ ذو القعدة ١٤٤٣ هـ

***

ليس كل من يكتب يبحث عن السُّمعة أوالشّهرة.

هناك من وجد في الكتابة سلوى، ومتنفّسا له حين يضيق صدره

وهناك من يكتب ليعيد ذكريات عزيزة عليه، لم يقدر على نسيانها.

وهناك من يكتب ليعبّر عن أسفه الشّديد لتفريطه في حقّ من الحقوق

وهناك من يكتب ليعبّر عن نكسته و تضييعه للفرص.

وهناك من يكتب ليدعو إلى الله، بغية الحصول منه على الأجر والثّواب.

وهناك من يكتب تنويرا للرّأي العام، أو ليدافع عن رأيه لأنّه يرى نفسه على صواب.

وهناك من يكتب ليواسي الفقراء والمحتاجين، ومن يكتب ليمسح دموع الحزن والأسى من على خد المرضى والتّعساء،

وما أكثرهم في هذه الأيّام الصّعبة؛ ومن لم يجِع فيها ويشقِ فالموت هو المغزى والمآل.

قال الشاعر:

لا تَأْسَفَنَّ على الدُّنْيَا وما فِيهَا *** فَالمَوْتُ لاَ شَكَّ يُفْنِينَا ويُفْنِيهَا

ومَن يَّكُنْ هَمُّهُ الدُّنْيَا لِيَجْمَعَهَا *** فَسَوْفَ يَوْمًا على رَغْمٍ يُخَلِّيهَا

لاَ تَشْبَعُ النَّفْسُ مِنْ دُنْيَا تُجَمِّعُها *** وبُلَغَةٌ مِنْ قِوَامِ الْعَيشِ تَكْفِيهَا

– بن عبَّاس الصّولي-

وقال آخر:

منْ ذَا الــذِي قَـدْ نــالَ رَاحــةَ فِكــرهِ ** فِي عُمـره مِنْ عُسْره أو يُسْرهِ ؟

يلقَـى الغَنِيُّ لحفظــه ما قد حَــوى ** أضْعَـافَ ما يَلقى الفقيرُ لفقرهِ

فَيظـــلُّ هـــذا سَاخـطـــاً في قـلـــه ** ويظـــلُّ هــذا ثاعبــاً في كثـــرهِ

-ابن عبد البر القرطبي –

وهناك من يكتب ليندّد بظلم الظّالمين وجور المستبدّين في هذا العالم الجائر!

أنظر إلى ما يجري من هتك واستباحة للدماء والأموال والأعراض… فليراجع هذا العالم الجائر نفسه.

لا تَظلِمَنَّ إِذا ما كُنتَ مُقتَدِراً ** فَالظُلمُ مَرتَعُهُ يُفضي إِلى النَدَمِ

تَنامُ عَينُكَ وَالمَظلومُ مُنتَبِهٌ ** يَدعو عَلَيكَ وَعَينُ اللَهِ لَم تَنَمِ

-علي بن أبي طالب-

وهناك وهناك … فليس كل من يكتب يبحث عن السُّمعة أوالشّهرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى