مروان هائل عبدالمولى
لا تسمح لأي شخص او شيء أن يلمس وعيك و قم بإخضاع كل فكرة في تطوير ذاتك ، لان الوعي هو القوة الدافعة للإنسان وحالة تسمح لك بالتعرف على محيطك والتواصل مع البيئة والتصرف والشعور بما يتوافق مع المواقف التي تجد نفسك فيه.
في كل مكان تتواجد فيه انت ، نعم انت عزيزي القارئ هناك معركة حولك من أجل وعيك ، لان الوعي أهم أداة للوجود البشري ومن خلاله يتحرك كل شيء ، ولذا من المستحسن فهم الوعي باعتباره أعلى شكل من أشكال المعلومات .
لكل ثقافة طريقتها الخاصة في تبسيط التعريف الذاتي لمواطنيها والعالم الذي يرونه ، بالطبع الأفراد في كل ثقافة مقتنعون بأن على جميع الناس أن ينظروا إلى العالم كما هم ، وإذا كان لدى شخص ما تصور مختلف ، فهناك من سيطلق عليه اما “مجنون” أو “متخلف”.
إن وعينا هو موضوع جدل بين أقوى عقول البشرية ، والوعي العام موجود ويتجلى في أشكال الإيديولوجيا السياسية ، والآراء الفنية ، والأخلاق ، والدين ، والعلم ، الفن والفلسفة ، والوعي القانوني ..، وجميعها متصلة بالوعي ، وبمجرد أن يتخذ وعيك قرارًا ثابتا لا يمكن لأحد ولا شيء أن يوقفك ، ولذلك من أجل البقاء في المجتمع بوعي صحي ، يجب على المرء أن ينوع مصادره الثقافية والعلمية و يتعرف على وجهة نظره بشأن الأشياء، مفهوم الوقت و فصل الوعي عن اللاوعي ، فصل النوم عن اليقظة والفرق بين الواقع والخيال ، لان الانسان لا يخترق جسديا في هذه الحياة ، بل يخترق وعيه .
يحدث التأثير على الوعي كهدف ووسيلة في الغالب بمساعدة الاعلام أو التدابير المادية ومن يعرف كيف يتصرف لا يحتاج إلى وعي ، و من لا يعرف يجب أن يتصالح مع حقيقة أن الوعي يقصره على الوجود في عالم واحد فقط ، ولكن في نفس الوقت يجب عليه كذلك ان لا ينسى ان الوعي قادر على إنشاء أشكال التفكير المختلفة الجديدة و على اعتراضها كما يشاء ، لان الوعي هو المكان الذي تنشأ فيه الافكار المعيارية والسببية والأسس والقيم والمبادئ.
