أحوال عربية

لا أسماء سوى للشهداء

طارق عز الدين وطفلته ميار وطفله علي.
خليل البهتيني وطفلته هاجر و قريبته ليلى.
جهاد غانم وزوجته وفاء .
جمال خصوان وزوجته ميرفت وابنه يوسف.
دانيا عبس وأختها إيمان.
كم هي جميلةٌ أسماؤهم عندما يستعيدونها ما بعد منتصف الليل بقليل إثر إقصائهم عن أجسادهم بعدّة صواريخ مُوجّهة من قِبل أحدَثِ الطائرات الصهيونية الامريكية الصُّنع. وأمّا قُبيل القتل التكنولوجي الحديث فقد كانوا
مُجرّد أهداف وأضرار جانبيّةٍ.
ها هو تسويقهم في قاعدة البيانات الأمنية الخاصة بمنظومة الأبارتهايد الكولنيالي الصهيوني، إذ ليس ثمّة اسم للفلسطيني هناك، فهو بإنسانٍ كاملِ الملامحِ والهويّة الإنسانية. إنه مُجرّد كائنٍ تمَّ استدراجه تحت بند
مُخرّب أو بند أضرار جانبية في إطار سياسات الأمن الهادفة إلى التّخلّص منه دون أدنى تأنيب ضمير.
إنّ الفلسطيني لا يستعيدُ اسمه الانساني إلاّ عندما يغدو شهيدًا في هذه الحالة، حيث يتحرّر رغم الملاحقة والقتل والاقصاء من تصنيف منظومة الأمن الصهيونية بعيدًا عن صفاته وملامحه واسمه ليُصبح الشهيد طارق والشهيدة
ميار والشهداء ليسوا مُجرّد أسماءٍ، بل رموزٌ وصدّيقين وقدّيسين، أي كائنات طوباوية.
والرّمز إشارة.
الرمز منارة.
الرّمز شرارة.
الرّمز أوّل إنعكاسات الحقيقيّة، هذه الحقيقة المُفعمة بالأسماء والوجوه التي لا تستعيد إنسانيّتها إلاّ عندما تُواجه وتُقاوم منظومة الأمن الصهيونية في الحقيقة والخيال، في عالم الأحياء وعالم الشّهداء، في سياق التّفاصيل
الصّغيرة والأخرى الكبيرة.
طوبى لشُهداء منتصف الليل في غزّة وهُمْ يستعيدون بهاء أسمائهم وأحلامهم الجميلة التي يصدحون بها بأنّ لا أسماء للمقهورين والخاضعين بل للمقاومين.
باسم خندقجي
مُعتقل نفحة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى