أحوال عربيةأخبار العالمالمغرب الكبير

كيف فشلت النخبة في إخراج البلاد من المأزق في تونس؟

عزالدين مبارك

  1. تحرك المهمشون والمفقرون في 17 ديسمبر 2010 وكانوا في حاجة لقيادة للوصول للسلطة وتحقيق مطالبهم فخذلتهم النخب (دون اعتبار من استشهدوا غدرا) وسلمت السلطة التي كانت مرمية على قارعة الطريق إلى رموز النظام السابق الذي ثار عليه الناس أولا وبعد ذلك دفعوا بالذهاب إلى مسلك التأسيسي والإنتخابات وهم يدركون أن النهضة الحركة الإخونية ستهيمن على المشهد السياسي لما تملكه من مال وسند خارجي وتنظيم وهكذا سلمت النخبة الدولة لهذه الحركة لتفعل بها ما تشاء وتحقق أهدافها على حساب الجياع والمهمشين والثائرين مقابل فتات المناصب الهامشية وهذا ثانيا.
    2.نتيجة عدم تحقق المطالب اندلعت الاحتجاجات والاعتصامات وكانت الإغتيالات الذي زادت الوضع تأزما وتأججا بحيث وصلت النهضة إلى حافة السقوط فتحركت النخب كعادتها ومنحتها قشة النجاة بالدعوة لحكومة إنقاذ وطني (وهي في الحقيقة إنقاذ لحركة النهضة واستمرارها في المشهد السياسي).
    3.كانت حملة نداء تونس وهو تجمع نخب من كل الاتجاهات تقريبا بقيادة الباجي قايد السبسي الوزير الأسبق على أساس إسقاط الإسلام السياسي نتيجة فشله في قيادة البلاد فساندته الجموع لكن في الأخير خاب أملها عندما وقع الإتفاق الباريسي بين الباجي والغنوشي لتقاسم الغنيمة مع تغول النهضة وتمددها إلى حد تخلي أحد من عينهم رئيس حكومة عنه وكان ينتمي لعشيرته فبقي الباجي كالأسد الجريح في قصره يجتر الخيبة حتى الوداع الأخير ولم يستطع تجاوز فخاخ الدستور الإخواني ولم يقدر على فك رموزه.
    4.نخب قلب تونس والتي كانت تدعي تناقضها الحاد مع الإسلام السياسي غدرت بمن صوتوا لها وقدمت رئاسة البرلمان كهدية للغنوشي الذي جعل منه مركزا قارا لحركته والتحكم من خلال هذا المنصب في جميع مفاصل الدولة مقابل بعض المناصب والامتيازات وتنويم الملفات فتحول البرلمان لحلبة صراع وسيرك نتيجه فشل الشيخ في مهامه التسييرية.
  2. وعندما قام قيس سعيد بعمليته التصحيحية وتحمل مسؤوليته وفتح الأبواب المغلقة لأمل جديد هاهي نفس النخب الفاشلة تنحاز مجددا إلى الضفة الخاسرة بعيدا عن الإرادة الشعبية وتعمل لإعادة المشهد القديم صحبة حركة النهضة تقودهم النوازع الشخصية والذاتية وهذا المنطق اللاعقلاني سيقودهم حتما إلى فشل جديد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى