أحوال عربيةأخبار العالم

كيف تنجح السعودية في لم الشمل العربي ؟

محمد بن احمد

يقاس نجاح القمة العربية المقررة في السعودية، بما سيبنى عليه بعد هذه القمة القادمة، من استقرار العلاقات العربية البينية، وتطورها في المستقبل القريب، سيكون اجتماع قيادات و زعامات الدول العربية في السعودية، بداية مرحلة جديدة تتميز بالابتعاد عن الشعارات الكبيرة و بناء اكبر الإنجازات على خطوات مدروسة دون تهور.
قد نشاهد إنجازا تاريخيا آخر للدبلوماسية السعودية قبل واثناء القمة العربية المرتقبة في مايو أيار القادم، فحالة الصمت التي تشهدها الساحة العربية في هذه الأسابيع تبشر بالخير، يجب أن نتذكر هنا أن الزلزال الدبلوماسي الذي شهده العالم بعد الاتفاق السعودي الإيراني، جاء بعد ركود وصمت مشابه، و هذه ميزة الدبلوماسية السعودية الهادئة التي تعرف تماما فوائد العمل في الكواليس بعيدا عن أضواء الاعلام والتصريحات الصاخبة.
مؤشرات كثيرة تؤكد أن القمة العربية في شهر مايو ايار 2023 ، ستكون احدى القمم التاريخية، بشكل خاص مع حرص القيادة السعودية على وحدة الصف العربي في هذه الظروف الصعبة.
الرياض ليست فقط مرجعية دينية للمسلمين، و دول محورية في الشرق الأوسط، و دولة قائدة في الخليج العربي، انها دولة تمتلك علاقة متوازنة مع كل الدول العربية، و لديها ايادي خير في اكثر من بلد عربي، كما أن لقيادتها السياسية مصداقية كبيرة في المنطقة وخارجها، وهو ما يعطي للدبلوماسية السعودية زخما في التعاطي مع أزمات الإقليم.
احدى اهم ميزات الدبلوماسية السعودية، هي النعومة والعمل في صمت، وعدم التسرع، و احتواء الأزمات الكبيرة و الصغيرة، و هذا يعطي القمة العربية القادمة قيمة و رمزية كبيرة ، خاصة و أنها التالية بعد قمة الجزائر التي شهدت بداية عودة ولو جزئية للعمل العربي المشترك، وقد نشهد في الأسابيع القادمة للمرة الأولى عودة العلاقات العربية العربية الى سابق عهدها قبل الأزمات المتلاحقة في العقود الثلاثة الأخيرة.

قد لا تكون القمة العربية في السعودية بحد ذاتها إنجازا مهما، يمكن القول انها قمة الضرورة، التي يمكن البناء عليها، انها خطوة كبيرة الى الامام، لأنها جاءت بعد انتقال العلاقة بين الدول العربية الى مرحلة جديدة تماما تتميز بالبراغماتية بعيدا عن الشعارات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى